أجندة بايدن تواجه «مقاومة» من طرف موالين لترمب في الوزارات

بايدن وهاريس لدى استعراضهما خطة إصلاح قطاع الصحة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
بايدن وهاريس لدى استعراضهما خطة إصلاح قطاع الصحة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

أجندة بايدن تواجه «مقاومة» من طرف موالين لترمب في الوزارات

بايدن وهاريس لدى استعراضهما خطة إصلاح قطاع الصحة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
بايدن وهاريس لدى استعراضهما خطة إصلاح قطاع الصحة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

تُجمع غالبية التقارير والتقديرات على أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيواجه مقاومة كبيرة في تنفيذ أجندته الرئاسية خلال السنوات الأربع المقبلة. ويستعدّ الرئيس الجديد، الذي أعلن قبل يومين عن خطته لإصلاح قوانين الهجرة بعد تأخير دام أسبوعين لموافقة مجلس الشيوخ على مرشحه لوزارة الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، لمواجهة شرسة مع موظفين موالين للرئيس السابق دونالد ترمب لا يزالون حتى الساعة يرفعون شعاراته ويتداولون تصريحاته الخاصة بالهجرة. كما أن مواقع وزارة الأمن الداخلي المسؤولة عن ملف الهجرة والمهاجرين، لا تزال صفحاتها الإلكترونية حافلة بمقاطع مصورة لترمب وتحذيراته والشعارات التي رفعها. واستغلّ موظفو الوزارة قرار القاضي الفيدرالي في ولاية تكساس منع تطبيق الأمر التنفيذي لبايدن لوقف الترحيل القسري لمدة 100 في تسريع العديد من عمليات الترحيل.
وسيستلم مايوركاس الذي شغل في عهد الرئيس السابق باراك أوباما منصب نائب وزير الأمن الداخلي، وزارة مختلفة بعد أربع سنوات من حكم ترمب. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين سابقين في إدارة ترمب أن العديد من الموظفين الذين يعملون في أجهزة الأمن الداخلي يريدون الاستمرار في تنفيذ سياسات ترمب. في حين أن ناشطين في قضايا الهجرة يؤكدون، «أنه بعد 4 سنوات من تسييس دور رجال إنفاذ القانون، فإن موظفي الجمارك وحماية الحدود من المرجح أن يقاوموا إدارة بايدن التي ترغب في تغيير ما كان قائما».
وفيما يسعى بايدن إلى إعادة المساءلة إلى وكالات الهجرة الحكومية، يواجه بالفعل تحديا هائلا في إصلاح وزارة، يتبع لها العديد من الوكالات الأمنية، وتضم أكثر من 240 ألف موظف، وترتبط ارتباطا لا مثيل له بالرئيس السابق ترمب.
ولا تزال مقاطع الفيديو التي تحتفل بالجدار الحدودي معروضة على موقع الجمارك وحماية الحدود. وكذلك مقطع يُظهر تصوير ترمب لمهاجرين على أنهم «مجرمون مخيفون»، على وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية لدوريات الحدود.
ووقعت نقابات موظفين حكوميين يعملون في تلك الوزارة اتفاقات، يمكن في حال تطبيقها أن تقوض جهود بايدن في إصلاح الوزارة، وتعطيل التوجيهات التي دخلت حيز التنفيذ يوم الاثنين والتي تطلب من ضباط إدارة الهجرة والجمارك التركيز في الاعتقالات على مرتكبي العنف. وقال ستيفن ميللر كبير مساعدي ترمب ومهندس سياساته للهجرة، إن العديد من المسؤولين في وزارة الأمن الداخلي «لن يكونوا قادرين على حمل الناس على تغيير قناعاتهم الراسخة». «سيوضحون بشكل مؤلم للسياسيين ما ستكون عليه العواقب إذا لم يتم اتباع نصائحهم».
غير أن مقاومة توجهات بايدن لا تقتصر على وزارة الأمن الداخلي، بل تمتد إلى عشرات الموظفين الحكوميين الموالين لترمب في وزارات وإدارات أخرى، من وزارات الخارجية والعدل والنقل إلى وكالة الأمن القومي، حيث أعلنت إدارة بايدن عن إجراء مراجعة شاملة في تلك الوزارات وخصوصاً للتعيينات اللافتة التي قام بها ترمب في الأيام والأسابيع الأخيرة من عهده. وفصل بايدن عددا من المسؤولين في وزارة الدفاع، وعلّق عمل آخرين، في مؤسسات تشرف أيضا على وسائل الإعلام، وخصوصا التابعة للوكالة العامة للإعلام التي يتبع لها «صوت أميركا» والعديد من المؤسسات الإعلامية التي يمولها الكونغرس. وشملت التحقيقات الأشخاص الأكثر ولاءً لترمب، كأندرو فيبريك الذي عاد إلى الخارجية بعدما شغل منصب مساعد وزير الأمن الداخلي لشؤون اللاجئين والهجرة، ومايكل إليس الذي عين في وكالة الأمن القومي قبل أيام من تنصيب بايدن، وإريك سوسكين المفتش العام في وزارة النقل وبريان ميللر محامي البيت الأبيض الذي عينه ترمب للتحقيق في الانتهاكات التي قد تكون وقعت في عمليات الإنفاق لمواجهة «كورونا».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.