«حزب الله» يعترض بصاروخ طائرة مسيّرة إسرائيلية

TT

«حزب الله» يعترض بصاروخ طائرة مسيّرة إسرائيلية

اعترض «حزب الله» طائرة مسيرة إسرائيلية في جنوب لبنان بإطلاق صاروخ عليها، لم يصبها، بحسب ما قالت مصادر لبنانية وإسرائيلية.
وقال مصدران أمنيان لبنانيان إن الجناح العسكري لـ«حزب الله» استهدف الطائرة، بحسب ما أفادت وكالة «رويترز»، التي نقلت عن أحد المصدرين قوله إن الصاروخ لم يصب الطائرة التي عادت بعدها عبر الحدود.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن طائرة مسيرة كانت تحلق فوق جنوب لبنان تعرضت لإطلاق صواريخ مضادة للطائرات أمس (الأربعاء) لكنها لم تصب الهدف.
وجاء ذلك بعد أن تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر دخاناً في الجو. وقالوا إنهم سمعوا صوت انفجار في المنطقة الواقعة بين بلدتي أنصار والزرارية القريبتين من ساحل منطقة الزهراني (20 كيلومتراً جنوب مدينة صيدا). وذكرت قناة (إن بي إن) التلفزيونية المحلية أن الطائرة المسيرة انفجرت.
وكان «حزب الله» قد هدد بإسقاط الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تنتهك المجال الجوي اللبناني. وتم اعتراض المسيّرة بعد ساعات على تداول مقاطع فيديو تظهر استنفاراً مسلحاً في منطقة معوّض في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد الاشتباه بجسم طائر ليل الثلاثاء - الأربعاء. ولم يصدر أي إعلان عن «حزب الله» أو الجيش اللبناني بخصوص ذلك الاستنفار.
وتحدثت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية عن تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الإسرائيلي لساعات في أجواء خلدة، وعرمون، وبشامون والشويفات جنوب بيروت مساء الثلاثاء.
وأمس، أفادت «الوطنية» بتحليق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق رأس العين وصولاً إلى أجواء مدينة صور والمخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان، كما أعلن الجيش اللبناني عن تسجيل خرقين جويين من قبل طائرات استطلاع إسرائيلية مساء الثلاثاء، تخللها تنفيذ طيران دائري فوق مناطق الجنوب. وقال الجيش إن موضوع الخروقات تتم متابعته بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال «حزب الله» إنه أسقط طائرة مسيرة إسرائيلية فيما قال الجيش الإسرائيلي إن الطائرة سقطت داخل لبنان.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.