ملابسات «أكبر اختراق سيبراني» يستهدف أميركا لا تزال غامضة

TT

ملابسات «أكبر اختراق سيبراني» يستهدف أميركا لا تزال غامضة

يسعى المحققون إلى معرفة كيف تمكن المتسللون من اختراق ملفات شركة «سولار ويندز» الأميركية المتخصصة في إدارة برامج شبكات الشركات، وسبب عجز المسؤولين عن أمنها عن كشف هذا الاختراق الذي وُصف بـ«الأكبر في تاريخ الوكالات الأميركية»، إلا بعد مضي أكثر من تسعة أشهر على حدوثه.
وفي آخر ما توصلت إليه التحقيقات الخاصة التي تجريها الشركة، فقد أعلن رئيسها التنفيذي الجديد سودهاكار راماكريشنا، أن المتسللين دخلوا على الأرجح من بريد الشرطة في برنامج «مايكروسوفت أوفيس 365» الشهير. وأضاف في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» أن المتسللين تمكنوا من الوصول إلى واحد على الأقل من حسابات «أوفيس 365» للشركة بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2019. ثم قفزوا إلى حسابات أخرى من البرنامج نفسه. وهو ما مكنهم على الأرجح من اختراق بعض حسابات البريد الإلكتروني، وقادهم إلى اختراق حسابات أخرى، وحوّل كل البرنامج إلى بيئة مخترقة.
ولا تزال الشركة، التي لم تكن معروفة بشكل واسع في السابق رغم دورها الكبير في إدارة برامج الشركات وشبكاتها الداخلية، تحاول فهم كيفية دخول المتسللين في المرة الأولى إلى شبكة الشركة، وتاريخ الاختراق.
وقال راماكريشنا إن التحقيق الداخلي تضمن البحث في عشرات «التيرابايت» من الملفات والبيانات الأخرى، في محاولة لتتبع خطوات عملية القرصنة. وتسبب هذا الاختراق بضرر لحق بأكثر من 18 ألف عميل للشركة، فيما لم يتم التعرف بعد سوى على عشرات الضحايا فقط. وأكد أن الرد على هذا الاختراق سيكلف الشركة ملايين الدولارات.
ويصف المحققون الاختراق بأنه من ضمن الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، بسبب تعقيده ونطاقه والطريقة التي قوض بها العلاقة الموثوقة بين مزودي التكنولوجيا والمنتجات التي يصنعونها.
وألقت الإدارة الأميركية باللوم علناً على روسيا التي نفت مسؤوليتها، وطلب الرئيس جو بايدن، الشهر الماضي، من مديرة الاستخبارات الوطنية الجديدة أفريل هاينز، إجراء مراجعة «للعدوان الروسي» على الولايات المتحدة، بما في ذلك الاختراق الذي تعرضت له شركة «سولار ويندز». وتأثر عشرات العملاء بالاختراق، بينهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل «مايكروسوفت» و«سيسكو»، إضافة إلى وزارات الخزانة والعدل والطاقة والتجارة والأمن الداخلي والعمل والطاقة وقد ابتكر المهاجمون طريقة لتحويل تحديث البرنامج الخاص بالشركة إلى نوع من حصان طروادة رقمي. ووجد المحققون، حتى الآن، أن المتسللين كانوا يجرون اختبارات على أنظمة البناء الداخلية للشركة، والتي تُستخدم لتجميع تحديثات برامج الشركة، في سبتمبر (أيلول) 2019، ثم تم استخدام نظام معالجة البرامج الضارة الذي أنشأته الشركة ووزعته على 18 ألف عميل عام 2020 للدخول إلى ملفاتهم.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».