السيسي يقطع زيارته إلى إثيوبيا ويتعهد بـ«الثأر» والجيش يواصل عملياته

قطع الرئيس المصري مشاركته في القمة الأفريقية في أديس أبابا وعاد للقاهرة، بعد سلسلة هجمات إرهابية متزامنة في شمال سيناء، أودت بحياة العشرات. وبينما اجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لبحث وتحليل الأحداث الإرهابية، بحسب بيان صدر عن القيادة العامة للجيش، شيع رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي جثامين الجنود الذين سقطوا خلال تلك الهجمات.
وتبنت جماعة أنصار بيت المقدس المرتبطة بتنظيم داعش سلسلة هجمات في 3 مدن مصرية في شمال سيناء هي العريش والشيخ زويد ورفح. وقالت الجماعة التي تتخذ من سيناء مرتكزا لعملياتها ضد الجيش والشرطة على حسابها الرسمي على «تويتر» إنها استخدمت 3 مفخخات في استهداف الكتيبة 101 في العريش، وهاجمت 6 أكمنة في الشيخ زويد ورفح.
وقالت مصادر أمنية وطبية إن ما يزيد على 30 شخصا قتلوا في الهجوم بين عسكريين وشرطيين ومدنيين، لكن لم يصدر إعلان رسمي عن أعداد القتلى من قيادة الجيش.
وقد بدا الغضب واضحا على ملامح السيسي الذي ظهر بملابس الحداد خلال افتتاح القمة الأفريقية في إثيوبيا. وتعهد في تصريحات صحافية له أمس بـ«الثأر لكل من قدم حياته فداء للدولة»، مضيفا أن الجيش يضع القواعد والأسس حتى تعيش الدولة، وأن الجيش على استعداد لأن يدفع ثمن ذلك، مؤكدا أن المؤتمر الاقتصادي سيقام في موعده المقرر في مارس (آذار) المقبل.
وأشار الرئيس المصري إلى أن بلاده تدفع الثمن لمواجهتها للإرهاب والتطرف، مشددا على أن الأمر بمثابة حرب على مصر التي تواجه ما وصفه بـ«أقوى تنظيم سري في القرنين الماضيين».
وبث التلفزيون الرسمي المصري بيانا من القيادة العامة للقوات المسلحة. وقال البيان الذي نشر أيضا على موقع المتحدث الرسمي للجيش العقيد محمد سمير إن اجتماعا جرى صباح الجمعة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لبحث وتحليل الأحداث الإرهابية التي وقعت أمس بشمال سيناء.
وأضاف البيان أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكد على أن «تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تثنينا عن القيام بواجبنا المقدس نحو اقتلاع جذور الإرهاب والقضاء عليه»، مشيرا إلى استمرار وتكثيف أعمال المداهمات والملاحقات لكافة عناصر الإرهاب والتطرف بسيناء وكافة ربوع البلاد بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية وبالدعم المطلق من جموع شعب مصر العظيم.
وأشاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيانه ببطولات أفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية في التصدي للأعمال الإجرامية التي تهدف إلى النيل من استقرار الوطن، وثمن المجلس وعي الشعب المصري بما تبذله القوات المسلحة من جهود وتضحيات لمجابهة عناصر التطرف والإرهاب ذودا عن مقدرات شعب مصر.
وتقدم المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء المصري والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة، أمس، الجنازة العسكرية التي أقيمت في مطار ألماظة العسكري (شرق القاهرة) لجنود القوات المسلحة والشرطة المدنية الذين قتلوا خلال الهجوم الإرهابي، وأدى الحضور صلاة الجنازة وقرأوا الفاتحة على أرواح القتلى، وقاموا بتقديم العزاء لأسرهم. وبث التلفزيون الرسمي صورا فوتوغرافية للجنازة لكنه لم يبثها على الهواء.
وأوضح مسؤول أمني أن 3 طائرات عسكرية نقلت جثث 30 من ضحايا هجمات الخميس الدامي. ولم يشر المصدر إلى مواقع سقوط القتلى. وقال مسؤول طبي في شمال سيناء إن «غالبية القتلى والمصابين من العسكريين»، موضحا أن «عددا من المصابين في حالة خطرة وجاري نقلهم بمروحيات عسكرية لمستشفيات في القاهرة».
وبحسب مصادر أمنية بدأ الهجوم بقصف بقذائف الهاون على مقر قيادة شرطة العريش وقاعدة الكتيبة 101 العسكرية في المنطقة الأمنية في حي السلام في مدينة العريش، ثم تلاه انفجار سيارة مفخخة. وبعدها بدقائق سقطت قذائف في مجمع مساكن الضباط المجاور.
وأعلن الجيش في بيان في ساعة متأخرة من يوم أول من أمس (الخميس) أن «عناصر إرهابية قامت بالاعتداء على بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمدينة العريش باستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون».
وارجع الجيش الهجوم الذي يعد الأعنف منذ بدء العمليات ضد الجيش عام 2012، لما وصفه البيان بـ«الضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء».
وأدانت معظم الأحزاب السياسية في البلاد وشخصيات عامة الهجوم الإرهابي، مطالبين بالتوحد لمواجهة العمليات الإرهابية. كما تلاحقت الإدانات الدولية. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي في بيان أن واشنطن «مستمرة في دعمها الثابت لجهود الحكومة المصرية من أجل مكافحة التهديد الإرهابي في مصر وذلك في إطار التزامنا المستمر إزاء الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا».
ودان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس (الجمعة) ‏الهجمات الإرهابية التي وقعت مساء الخميس ضد قوات الأمن المصرية في شمال ‏سيناء، مؤكدا وقوف بلاده بجانب الحكومة والشعب المصري في الحرب ضد الإرهاب.‏
وقال هاموند في تعليقه على الهجمات: «أدين بشدة سلسلة الهجمات الإرهابية ضد قوات ‏الأمن المصرية في شمال سيناء الليلة الماضية، مضيفا أن «المملكة المتحدة تقف بجانب الشعب والحكومة المصرية في الحرب ضد العنف ‏الإرهابي».‏
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، حالة الطوارئ وحظرا للتجول في مناطق بشمال سيناء، لمدة 3 أشهر، في أعقاب هجوم إرهابي على كمين كرم القواديس بين رفح والشيخ زويد سقط خلاله عشرات الجنود، ومددت السلطات الحظر لـ3 أشهر أخرى قبل أقل من أسبوع.