واشنطن تلوّح بعقوبات على جنرالات ميانمار وتعتبر تحركهم «انقلاباً»

جنود يغلقون الطريق المؤدية إلى مقر البرلمان في عاصمة ميانمار أمس (إ.ب.أ)
جنود يغلقون الطريق المؤدية إلى مقر البرلمان في عاصمة ميانمار أمس (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تلوّح بعقوبات على جنرالات ميانمار وتعتبر تحركهم «انقلاباً»

جنود يغلقون الطريق المؤدية إلى مقر البرلمان في عاصمة ميانمار أمس (إ.ب.أ)
جنود يغلقون الطريق المؤدية إلى مقر البرلمان في عاصمة ميانمار أمس (إ.ب.أ)

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن سيطرة الجيش على السلطة في ميانمار بأنه «اعتداء مباشر» على «الديمقراطية وسيادة القانون»، فيما صنّفت وزارة الخارجية، بعد نقاشات داخلية، ما حصل بأنه انقلاب عسكري، متوعدة بفرض عقوبات وإجراءات أخرى تستهدف «الدائرة الصغيرة جداً من الجنرالات» في هذا البلد.
وأفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بأنه تقرر رسمياً تصنيف الأحداث على أنها انقلاب، موضحاً أنه من شأن ذلك أن يُلزم الولايات المتحدة قانوناً بقطع المساعدات الخارجية عن حكومة ميانمار. وكان المكتب القانوني لدى وزارة الخارجية يدرس هذا القرار آخذاً زمام المبادرة في هذا الشأن. ولا توجد شروط قانونية تمنع الولايات المتحدة من الإعلان رسمياً أن ما حصل هو انقلاب، لكن الإدارة نظرت في مفاعيل هذا القرار باعتباره لمصلحة الأمن القومي الأميركي.
وكان المسؤول الأميركي أشار إلى أن الرئيس بايدن أعلن أن العقوبات يمكن أن تكون مطروحة على الطاولة رداً على استيلاء جيش ميانمار على السلطة، واعتقاله الشخصيات الحكومية الرئيسية في البلاد.
وفي بيان باسمه، وصف بايدن «استيلاء الجيش على السلطة في بورما، واحتجاز أونغ سان سو تشي ومسؤولين مدنيين آخرين، وإعلان حالة الطوارئ الوطنية» بأنه «اعتداء مباشر على انتقال البلاد إلى الديمقراطية وسيادة القانون»، مضيفاً أنه «منذ قرابة عقد من الزمان، كان شعب بورما يعمل بثبات من أجل إجراء الانتخابات والحكم المدني والتداول السلمي للسلطة». وإذ أكد أنه «يجب احترام هذا التقدم»، لفت إلى أن الولايات المتحدة ألغت العقوبات التي كانت مفروضة على ميانمار خلال العقد الماضي «استناداً إلى التقدم نحو الديمقراطية»، مشدداً على أن «عكس هذا التقدم سيستلزم مراجعة فورية لقوانين وسلطات العقوبات لدينا، على أن يتبعها الإجراء المناسب».
وتتشاور وزارة الخارجية مع لجنتي العلاقات الخارجية لدى كل من مجلسي الشيوخ والنواب في شأن الوضع في ميانمار. وأفاد مساعدان في الكونغرس بأنه خلاف لما كان عليه الحال قبل عشر سنوات، يوجد الآن حضور أميركي في ميانمار، وينبغي أن يؤخذ في الحسبان. وأشار أحدهما إلى أن وصف «انقلاب» يفرض على الإدارة تحديد كيفية تأثير ذلك على بيئة المساعدة الإنسانية. ولاحظ المساعد الآخر أن الولايات المتحدة سخية في مساعداتها لشعب ميانمار، ولكنها تقدم القليل من المساعدة المباشرة للحكومة.
وإذا لم تفرض الإدارة الأميركية عقوبات، يرجح أن يقدم أعضاء الكونغرس تشريعات لفرض عقوبات إلزامية. وقال مساعد إنه «من أجل المضي في السياسة الصحيحة، ستحتاج الإدارة والكونغرس إلى التشاور عن كثب» في هذا الموضوع.



الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)

تجاوز الاحترار خلال العامين الأخيرين في المتوسط عتبة 1.5 درجة مئوية التي حدّدتها اتفاقية باريس، ما يؤشر إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة غير مسبوق في التاريخ الحديث، بحسب ما أفاد، الجمعة، مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. وكما كان متوقعاً منذ أشهر عدة، وأصبح مؤكَّداً من خلال درجات الحرارة حتى 31 ديسمبر (كانون الأول)، يُشكّل 2024 العام الأكثر حرّاً على الإطلاق منذ بدء الإحصاءات سنة 1850، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. ومن غير المتوقع أن يكون 2025 عاماً قياسياً، لكنّ هيئة الأرصاد الجوية البريطانية حذّرت من أن هذه السنة يُفترض أن تكون من الأعوام الثلاثة الأكثر حراً على الأرض.

اتفاقية باريس

وسنة 2025، العام الذي يعود فيه دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يتعيّن على الدول أن تعلن عن خرائط الطريق المناخي الجديدة، التي تُحَدَّث كل خمس سنوات في إطار اتفاقية باريس. لكن خفض انبعاث الغازات الدفيئة المسبّبة للاحترار يتعثر في بعض الدول الغنية؛ إذ لم تستطع الولايات المتحدة مثلاً خفض هذا المعدّل سوى بـ0.2 في المائة في العام الماضي، بحسب تقرير «كوبرنيكوس». ووفق المرصد، وحده عام 2024 وكذلك متوسط عامي 2023 و2024، تخطى عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، قبل أن يؤدي الاستخدام المكثف للفحم والنفط والغاز الأحفوري إلى تغيير المناخ بشكل كبير.

احترار المحيطات

خلف هذه الأرقام، ثمّة سلسلة من الكوارث التي تفاقمت بسبب التغير المناخي؛ إذ طالت فيضانات تاريخية غرب أفريقيا ووسطها، وأعاصير عنيفة في الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي. وتطال الحرائق حالياً لوس أنجليس، وهي «الأكثر تدميراً» في تاريخ كاليفورنيا، على حد تعبير الرئيس جو بايدن.

قال علماء إن عام 2024 كان أول عام كامل تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة (أ.ب)

اقتصادياً، تسببت الكوارث الطبيعية في خسائر بقيمة 320 مليار دولار في مختلف أنحاء العالم خلال العام الماضي، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شركة «ميونيخ ري» لإعادة التأمين. من شأن احتواء الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية بدلاً من درجتين مئويتين، وهو الحد الأعلى الذي حدّدته اتفاقية باريس، أن يحدّ بشكل كبير من عواقبه الأكثر كارثية، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي. وتقول نائبة رئيس خدمة التغير المناخي (C3S) في «كوبرنيكوس»، سامانثا بيرجس: «إنّ كل سنة من العقد الماضي كانت أحد الأعوام العشرة الأكثر حرّاً على الإطلاق».

ويستمرّ الاحترار في المحيطات، التي تمتصّ 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الأنشطة البشرية. وقد وصل المتوسّط السنوي لدرجات حرارة سطح المحيطات، باستثناء المناطق القطبية، إلى مستوى غير مسبوق مع 20.87 درجة مئوية، متجاوزاً الرقم القياسي لعام 2023.

«النينيا»

التهمت حرائق غابات الأمازون في شمال البرازيل سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة لموجات الحرّ البحرية على الشعاب المرجانية أو الأسماك، يُؤثّر الاحترار الدائم للمحيطات على التيارات البحرية والجوية. وتطلق البحار التي باتت أكثر احتراراً مزيداً من بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يوفر طاقة إضافية للأعاصير أو العواصف. ويشير مرصد «كوبرنيكوس» إلى أن مستوى بخار الماء في الغلاف الجوي وصل إلى مستوى قياسي في عام 2024؛ إذ تجاوز متوسطه لفترة 1991 - 2020 بنحو 5 في المائة. وشهد العام الماضي انتهاء ظاهرة «النينيو» الطبيعية التي تتسبب بالاحترار وبتفاقم بعض الظواهر المتطرفة، وبانتقال نحو ظروف محايدة أو ظاهرة «النينيا» المعاكسة. وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت في ديسمبر من أنّ ظاهرة «النينيا» ستكون «قصيرة ومنخفضة الشدة»، وغير كافية لتعويض آثار الاحترار العالمي.