تعبئة في أوروبا لتسريع حملات التطعيم ضد «كورونا»

أعضاء فريق التطعيم ضد فيروس كورونا في مركز لتلقي اللقاح باسكوتلندا بمركز إدنبرة الدولي للمؤتمرات (أ.ف.ب)
أعضاء فريق التطعيم ضد فيروس كورونا في مركز لتلقي اللقاح باسكوتلندا بمركز إدنبرة الدولي للمؤتمرات (أ.ف.ب)
TT

تعبئة في أوروبا لتسريع حملات التطعيم ضد «كورونا»

أعضاء فريق التطعيم ضد فيروس كورونا في مركز لتلقي اللقاح باسكوتلندا بمركز إدنبرة الدولي للمؤتمرات (أ.ف.ب)
أعضاء فريق التطعيم ضد فيروس كورونا في مركز لتلقي اللقاح باسكوتلندا بمركز إدنبرة الدولي للمؤتمرات (أ.ف.ب)

تسعى دول الاتحاد الأوروبي الخاضعة لقيود صارمة مع انتشار نسخ جديدة من فيروس كورونا إلى تسريع حملات التطعيم لمكافحة «كوفيد - 19»، بعد إعلان مختبرات عدة زيادة كميات اللقاحات التي ستوفرها.
وفي مؤشر يدفع إلى التفاؤل، خففت إيطاليا وبولندا خلافاً لجاراتهما الأوروبية، أمس (الاثنين)، إجراءات مكافحة «كوفيد - 19» وأعادتا فتح المتاحف خصوصاً.
ووعد مختبر «بايونتيك» الألماني، أمس، تسليم الاتحاد الأوروبي ما يصل إلى 75 مليون جرعة إضافية من لقاحه في الربع الثاني من السنة. وينوي تحالف «بايونتيك - فايزر»، «زيادة عمليات التسليم بدءاً من 15 فبراير (شباط)». وأوضح شيرك بوتينغ المدير المالي للشركة أن الهدف هو تسليم «كمية الجرعات التي التزمنا بها في الربع الأول»، بالإضافة إلى «75 مليون جرعة إضافية إلى الاتحاد الأوروبي في الربع الثاني» بموجب العقود الحالية.
وعقد اجتماع الاثنين، في برلين بين المسؤولين الألمان وكثير من شركات الأدوية لمحاولة إنعاش حملة التطعيم البطيئة في ألمانيا، كما الحال في دول أوروبية عدة.
وانطلق الاجتماع بمواقف إيجابية مع التزام مختبرات عدة تسريع إنتاجها للقاحات المضادة لـ«كوفيد - 19»، مع أن الكميات تبقى أقل مما اتفق عليه أساساً مع الاتحاد الأوروبي.
ورأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن عمليات التسليم «الأبطأ» في الاتحاد الأوروبي عائدة خصوصاً إلى رفض الأوروبيين إصدار تراخيص على وجه السرعة، كما فعل البريطانيون. وأكدت: «صحيح أن العملية كانت أبطأ على صعيد بعض النقاط إلا أن ثمة أسباباً موجبة لذلك»، موضحة أن المفاوضات مع المختبرات كانت شاقة، لا سيما حول النقطة المتعلقة بمسؤوليتها في احترام مهل التسليم. وأقرت: «أتفهم خيبة أمل المواطنين». وتحمل وسائل الإعلام الألمانية بقوة على الاتحاد الأوروبي المتهم بالتأخر بطلب اللقاحات وعدم إحسانه التفاوض.
وسيعمد مختبر «أسترازينيكا» الذي صب المسؤولون الأوروبيون جام غضبهم عليه بسبب تأخره في تسليم اللقاحات، في نهاية المطاف إلى زيادة عمليات تسليم لقاحه الذي رخص له الجمعة، في الاتحاد الأوروبي بنسبة 30 في المائة في الربع الأول من السنة الحالية.
وكان «أسترازينيكا» أكد أنه لن يتمكن من تسليم سوى «ربع» الجرعات التي وعد بها الاتحاد الأوروبي بسبب «انخفاض في إنتاج» أحد مصانعه بأوروبا. إلا أن الاتحاد الأوروبي اتهم «أسترازينيكا» ضمناً بأنه أعطى الأفضلية للمملكة المتحدة على حساب التزامات تعاقدية مع بروكسل.
وقالت المديرة العامة للصحة في المفوضية الأوروبية ساندرا غالينا بامتعاض: «الجداول الزمنية ملزمة»، متحدثة عن «مشكلة فعلية» للدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
إلا أن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين أكدت أن الاتحاد الأوروبي متمسك بهدفه المتمثل بتلقيح 70 في المائة من البالغين «بحلول نهاية الصيف».
وأعلنت شركة باير الألمانية العملاقة أنها ستنتج بدءاً من 2022، لقاحاً طورته منافستها «كيورفاك». وتنوي إنتاج 160 مليون جرعة في 2022.
من جانبها، أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستستخدم خيار شراء 40 مليون جرعة إضافية من اللقاح الذي تطوره شركة «فالنيفا» الفرنسية - النمساوية لعام 2022، ليصل بذلك عدد الجرعات التي ستحصل عليها منها إلى 100 مليون. وأعلنت خدمة الصحة العامة البريطانية في إنجلترا أنها قامت بـ«خطوة حاسمة» بعد إعطاء اللقاح لنزلاء «كل دور المسنين المؤهلة في إنجلترا»، أو «أكثر من 10 آلاف» مؤسسة.
وأطلق المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها الذي يضم نحو ثلاثين دولة الاثنين، آلية تسمح بمتابعة عمليات التطعيم في أوروبا للوقوف على تقدمها في كل بلد.
وفي روما، وقف زوار في طوابير عند مدخل الكوليسيوم وكنيسة سيستينا الاثنين، مع إعادة فتحهما أمام الزيارات.
لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من أنه «من المبكر تخفيف» التدابير بسبب استمرار «الانتشار الكبير جداً» للفيروس.
واستمرت دول أخرى كثيرة في العالم بتشديد التدابير، لا سيما على صعيد التنقل والسفر لمكافحة الجائحة التي تسببت في وفاة أكثر من 2.2 مليون شخص حتى الآن.
وأغلقت فرنسا الاثنين، حدودها مع الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على غرار ما فعلت البرتغال وألمانيا وكندا.
وستمدد الحكومة الفرنسية تجميد عمليات طرد المستأجرين المتخلفين عن الدفع فضلاً عن إغلاق مدرجات التزلج.
وترسل ألمانيا الأربعاء، فريقاً طبياً يضم 26 شخصاً و50 جهاز تنفس إلى البرتغال التي تعاني «من وضع مأساوي»، على ما قالت وزيرة الدفاع انغيريت كرامب - كارانباور.
وفي جنوب أفريقيا، تسلم الرئيس سيريل رامابوزا الاثنين، الشحنة الأولى من لقاحات «أسترازينيكا - أكسفورد».
وأمام الانتقادات لبطء هذه العملية، قال الرئيس الجنوب أفريقي إن ذلك عائد «إلى الطلب العالمي غير المسبوق على جرعات اللقاحات، إلى جانب القدرة الشرائية الأعلى بكثير في الدول الأغنى».
وفي كوبا التي غالباً ما اضطرت إلى إيجاد علاجاتها الخاصة بسبب الحصار الأميركي المفروض عليها منذ عام 1962، بات مشروع لقاح ثانٍ في المرحلة الثانية من التجارب السريرية. وتأمل كوبا أن تبدأ حملة التطعيم في النصف الأول من السنة.
وفي الولايات المتحدة، تلقى نحو 13 مليون شخص جرعة واحدة على الأقل من اللقاح. وأظهرت دراسة الاثنين، أن السود شكلوا 5 في المائة فقط من الأشخاص الملقحين، في حين أن احتمال دخولهم المستشفى بسبب «كوفيد - 19» أعلى بـ2.89 في المائة واحتمال وفاتهم أعلى بـ2.1 في المائة.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».