صفقة نتنياهو لأحزاب المستوطنين: «قائمة انتخابية» مقابل مشاريع استيطان

مستوطنة معال أدوميم اليهودية قرب القدس (أ.ف.ب)
مستوطنة معال أدوميم اليهودية قرب القدس (أ.ف.ب)
TT

صفقة نتنياهو لأحزاب المستوطنين: «قائمة انتخابية» مقابل مشاريع استيطان

مستوطنة معال أدوميم اليهودية قرب القدس (أ.ف.ب)
مستوطنة معال أدوميم اليهودية قرب القدس (أ.ف.ب)

تلقى قادة أحزاب اليمين الاستيطاني، اقتراحاً لإبرام صفقة، يقوم بموجبها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالدفع إلى إجراءات لتوسيع البناء الاستيطاني بشكل عام، وبناء حي استيطاني جديد في منطقة «عطروت»، أي مطار قلنديا، الواقع بين القدس الشرقية المحتلة وبين رام الله، مقابل موافقتهم على توحيد صفوفهم وخوض معركة الانتخابات المقبلة في قائمة واحدة تضم أربعة أحزاب.
وقال مصدر مقرب من نتنياهو إن خوض أحزاب اليمين الاستيطاني الأربعة بقائمة منفردة لكل منها، سيهدد، ليس بسقوطها جميعا، وحسب، بل أيضا إلى إضاعة أكثر من 150 ألف صوت، تعادل 4 أو 5 مقاعد في الكنيست (البرلمان). أما إذا اتحدت في قائمة واحدة موحدة، فإنها قد تحرز 4 - 5 مقاعد، وبذلك ينتصر اليمين بقيادته ويتمكن من تشكيل حكومة يمينية صرف ويجهض محاولات اليسار إسقاط حكم اليمين.
وأكدت هذه المصادر، حسب مراسل قناة التلفزيون الرسمي «كان – 11»، أن الليكود أبدى استعداداً لتقديم اقتراح بعيد المدى لرئيس حزب «الصهيونية الدينية»، بتسلئيل سموتريتش، ورئيس حزب «عوتسما يهوديت»، ايتمار بن غفير، من أجل توحيدهما قبل موعد إغلاق تقديم القوائم الانتخابية، في العاشرة من مساء الخميس. والثمن الذي يعرضه نتنياهو في هذه الصفقة، إضافة إلى الاستيطان، ضم القائمة إلى حكومته ومنحها وزارة مهمة جداً في الحكومة القادمة، ووضع أحد ممثليها في مكان مضمون بقائمة الليكود في الكنيست، بحيث يضمنون تمثيلاً في الحكومة حتى لو فشلوا في عبور نسبة الحسم. وهناك من يقول إن نتنياهو أبدى استعداده لمنح منصب وزير أو نائب وزير، لرئيس حزب كهانا، ايتان بن جبير، الذي يدعو إلى ترحيل الفلسطينيين من وطنهم، وحرمان العرب (فلسطينيي 48) من المواطنة الإسرائيلية، وتجريدهم من حق التصويت في الانتخابات البرلمانية.
ويبني نتنياهو كثيراً على قائمة كهذه، إذ إن الاستطلاعات تشير إلى أنه سيحظى بنحو 30 مقعداً في الانتخابات القادمة، التي ستجري في 23 مارس (آذار) المقبل، وسيظل أكبر كتلة ولكنه لن يحقق أكثرية تمكنه من الحصول على مهمة التكليف لتشكيل حكومة. بينما يحظى منافسوه بأكثر من 61 مقعداً، ويسهل بذلك إسقاطه عن الحكم، وهو يحتاج إلى مقعدين على الأقل، لكي يخرج منتصراً ويشكل الحكومة، ولذلك فإنه يدب كل قوته حالياً لكي يضمن اتحاد أحزاب الاستيطان، ومستعد لأي ثمن.
يذكر أن نتنياهو، وجنباً إلى جنب مع هذه الجهود، يواصل حملته للحصول على أصوات بين الناخبين العرب. وقد كشف النقاب، أمس، أنه عرض على رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، أن يصبح وزيراً في حكومته القادمة، مقابل التجنيد علناً لصالح الليكود، وادعى سلام أنه رفض العرض وقال إنه يريد البقاء رئيساً للبلدية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.