المغرب يشهد تباطؤاً في نمو القروض المصرفية

TT

المغرب يشهد تباطؤاً في نمو القروض المصرفية

أفاد بنك المغرب المركزي بأن القروض المصرفية سجلت نموا على أساس سنوي بلغ 4.5 في المائة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعدما سجلت 5.2 في المائة في الشهر الذي قبله، وذلك مع ارتفاع في القروض الممنوحة للقطاع غير المالي مقداره 3.9 في المائة.
وأوضح البنك المركزي، في مذكرته حول المؤشرات الرئيسية للإحصائيات النقدية لشهر ديسمبر 2020، أن هذا التطور يعكس تباطؤ نمو القروض الممنوحة للشركات غير المالية الخاصة من 6 في المائة إلى 4.7 في المائة، وتسارع نمو القروض المقدمة للأسر من 2.7 إلى 3.4 في المائة، وتلك الممنوحة للشركات غير المالية العمومية بنسبة 0.5 في المائة بعد زائد 4.4 في المائة مقارنة بالشهر الذي سبقه.
ويشير توزيع القروض الممنوحة للقطاع غير المالي حسب الغرض الاقتصادي، إلى تسجيل انخفاض متواصل في القروض الاستهلاكية من 3.3 إلى 4.2 في المائة، وتسارع في نمو القروض العقارية من 2.1 إلى 2.5 في المائة، وانخفاض في قروض التجهيز عند 3 في المائة بعد زائد 1.5 في المائة.
من جهة أخرى، ذكر بنك المغرب المركزي أن وتيرة النمو السنوي للكتلة النقدية (م3) سجلت ارتفاعا على أساس سنوي بنسبة 8.5 في المائة في ديسمبر الماضي، مقابل 7.7 في المائة شهر قبل ذلك.
وأوضح بنك المغرب أن هذا التطور يعكس، بالأساس، ارتفاع وتيرة نمو الودائع تحت الطلب لدى البنوك إلى 10.6 في المائة، وتزايد انخفاض الحسابات لأجل من 12.9 في المائة إلى 9.6 في المائة وتباطؤ وتيرة التداول النقدي من 20.6 في المائة إلى 20.1 في المائة.
وأضاف بنك المغرب، أنه في المقابل، عرفت وتيرة نمو أصول الاحتياطات الرسمية الصافية تقدما بنسبة 26.6 في المائة بعد 18.2 في المائة، في حين أن الديون الصافية على الإدارة المركزية شهدت انخفاضا بنسبة 18.7 في المائة بعد 25.7 في المائة.
وأشار بنك المغرب إلى أن الكتلة النقدية (م3) سجلت، انخفاضا على أساس شهري، بنسبة 2.7 في المائة، لتصل إلى 1.486.7 مليار درهم (الدولار يساوي حوالي 10 دراهم)، مما يعكس بالأساس ارتفاعا في الودائع النقدية لدى البنوك بنسبة 4 في المائة.
وبالمقابل، ذكر بنك المغرب أن العملة الائتمانية والحسابات لأجل سجلت ارتفاعا بنسبة 1.7 في المائة، في حين يعزى نمو المجمع النقدي أساسا إلى ارتفاع القروض البنكية بنسبة 2.1 في المائة والديون الصافية على الإدارة المركزية بنسبة 2.1 في المائة.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».