قائمة أممية بـ45 مرشحاً للسلطة الجديدة في ليبيا

حفتر يتهم «الوفاق» بفبركة وجود «فاغنر» في سرت لتغطية مرتزقة تركيا

المبعوثة الأممية بالإنابة تتلقى أسئلة من ليبيين أمس لتوجيهها إلى المرشحين للسلطة (الأمم المتحدة)
المبعوثة الأممية بالإنابة تتلقى أسئلة من ليبيين أمس لتوجيهها إلى المرشحين للسلطة (الأمم المتحدة)
TT

قائمة أممية بـ45 مرشحاً للسلطة الجديدة في ليبيا

المبعوثة الأممية بالإنابة تتلقى أسئلة من ليبيين أمس لتوجيهها إلى المرشحين للسلطة (الأمم المتحدة)
المبعوثة الأممية بالإنابة تتلقى أسئلة من ليبيين أمس لتوجيهها إلى المرشحين للسلطة (الأمم المتحدة)

أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قائمة تضم 45 مرشحاً للسلطة الانتقالية الجديدة المكونة من المجلس الرئاسي والحكومة، يفترض أن يحسمها ملتقى الحوار السياسي في سويسرا، تمهيداً لإجراء انتخابات عامة نهاية العام الحالي، بينما اتهم «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، قوات حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج بـ«فبركة وجود مرتزقة روس في مدينة سرت، للتغطية على المرتزقة الموالين لتركيا غرب البلاد».
وتشمل اللائحة التي كشفت عنها البعثة الأممية، مساء أول من أمس، أسماء 45 شخصاً، بينهم 3 نساء فقط، وتضم شخصيات من الوزن الثقيل في السياسة المحلية، من غرب البلاد وشرقها، فضلاً عن آخرين من الجنوب.
وسيختار المشاركون الـ75 في محادثات السلام بمدينة جنيف الذين يتراوحون بين شخصيات إقليمية وقبلية وممثلين لفصائل سياسية، من بين 24 مرشحاً لمناصب المجلس الرئاسي الثلاثة، بينما يتنافس 21 شخصاً على منصب رئيس الحكومة.
وتضم لائحة المرشحين لرئاسة مجلس الرئاسة وعضويته رئيس مجلس النواب الحالي عقيلة صالح، وهو رجل قانون متحفظ، ومحمد البرغثي سفير ليبيا في الأردن، إضافة إلى خالد المشري رئيس مجلس الدولة، وأسامة الجويلي آمر المنطقة العسكرية الغربية لقوات حكومة «الوفاق»، ووزير دفاعها صلاح النمروش، إلى جانب أعضاء سابقين في البرلمان ومجلس الدولة.
أما الأسماء المطروحة لمنصب رئيس الحكومة فتشمل أحمد معيتيق، نائب السراج، ووزير داخلية «الوفاق» فتحي باش أغا، ووزير التعليم الأسبق عثمان عبد الجليل، ورجل الأعمال عبد الحميد الدبيبة.
وعلى مدى أسبوع، دققت لجنة مكونة من ثلاثة من أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي في طلبات الترشيح لمناصب السلطة التنفيذية للتأكد من مطابقتها للمعايير التي اتفق عليها الملتقى في تونس بتوافق الآراء.
وطبقاً للبعثة الأممية، فقد تعهد جميع المرشحين باحترام خارطة الطريق التي أقرها الملتقى فيما يتعلق بالفترة التمهيدية التي تمهد الطريق لإجراء الانتخابات الوطنية. وتعهدوا تقديم إقرار للجهات الرقابية المختصة بممتلكاتهم الثابتة والمنقولة داخل ليبيا وخارجها، فضلاً عن تلك الخاصة بزوجاتهم - أزواجهن والأبناء القصر، وعدم خوض الانتخابات في نهاية الفترة التمهيدية. ووقعوا إفادة خطية ملزمة قانوناً تؤكد امتثالهم لقانون الجنسية الليبي الحالي.
وفيما يخص المرشحين من السلطات العسكرية أو القضائية، قالت لجنة التدقيق إنه من الضروري أن يكون ترشيحهم متوافقاً مع القوانين والأنظمة الليبية القائمة. وأشارت البعثة إلى أنه يتعين على هؤلاء المرشحين «الامتثال التام للقوانين واللوائح ذات الصلة فيما يتعلق بالمشاركة في الأنشطة السياسية أو الترشح لمنصب سياسي».
وسارعت السفارة الأميركية، أمس، إلى تهنئة ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي تيسره الأمم المتحدة وجميع الليبيين على ما وصفته بـ«عملية الترشيح الشفافة للمرشحين للخدمة في الحكومة المؤقتة الجديدة والموحدة، التي ستقود ليبيا نحو الانتخابات المقبلة».
وأشار السفير الأميركي ريتشارد نورلاند إلى أن «المواقف العسكرية والتواطؤ مع القوات الأجنبية والمرتزقة لتقويض العملية السياسية والتهديدات بإغلاق قطاع الطاقة الليبي ومحاولات تحويل ثروة ليبيا لأجندات حزبية، تتعارض مع مطالب الشعب الليبي بالتغيير».
ويتطابق التخوف الأميركي مع مخاوف ليبيين كثر من أن يؤدي التنافس على المناصب إلى اندلاع قتال جديد وانهيار وقف إطلاق النار المتماسك إلى حد كبير منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رغم التقدم الذي أحرزته المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة. وكان مقرراً أن تعقد رئيسة البعثة الأممية بالإنابة ستيفاني ويليامز، جلسة حوارية مباشرة، مساء أمس بتوقيت طرابلس عبر منصة الحوار الرقمي، بهدف جمع أهم الأسئلة التي يرغب الشارع الليبي في طرحها على المرشحين للمجلس الرئاسي ومنصب رئيس حكومة الوحدة الوطنية، خلال الفترة التمهيدية للانتخابات.
وقالت البعثة إن فريقها البعثة سيجمع الأسئلة الأكثر تكراراً والمتصلة بالمهام المنوطة بالمناصب المذكورة من مداخلات المشاركين لطرحها بشكل مباشر على المتقدمين للتنافس على المناصب التنفيذية في جلسة حوارية مفتوحة، سيتم بث وقائعها لاحقاً.
وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي هنأ هاتفياً المبعوث الأممي الجديد يان كوبيتش بمناسبة توليه منصبه، عن استعداد بلاده لمواصلة دعمها للبعثة الأممية لجعل التطورات الإيجابية الأخيرة في العملية السياسية مستمرة.
إلى ذلك، نفى الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر وجود مرتزقة في مدينة سرت أو خارجها، ووصف الوضع هناك بأنه «مستقر تماماً في ظل سيطرة الأجهزة الأمنية بشكل كامل». وقال في بيان وزعه اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم حفتر، مساء أول من أمس، إن «ادعاء قوات الوفاق العثور بالمدينة على منشورات باللغتين العربية والروسية، تحتوي على تهديدات ضد مجموعة مرتزقة (فاغنر) الوهمية وعن الجرائم التي زُعمَ ارتكابها في سرت، استفزاز مكشوف وكذبة جديدة ومحاولة لصرف الانتباه عن المرتزقة الحقيقيين الذين تدفقوا إلى غرب ليبيا عن طريق تركيا وتنظيماتها الإرهابية».
ولفت إلى أنه «كلما تطورت عملية التسوية السياسية التي تشرف عليها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ويباركها المجتمع الدولي، زاد نشاط الميليشيات التكفيرية المتطرفة، الأمر الذي يعني بالنسبة لهم نهاية وجودهم»، مشيراً إلى أنه «تتم فبركة ونشر الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة يومياً، بهدف نشر الخوف والذعر، وتشويه سمعة القيادة العامة والجيش الوطني بشكل عام وإفشال مساعي اللجنة العسكرية 5+5 في تنفيذ تفاهمات جنيف». واعتبر أن «المحرضين لم يتمكنوا من خداع الليبيين ولا المجتمع الدولي الذي خاطب تركيا بشكل مباشر مطالباً بسحب قواتها ومرتزقتها من ليبيا فوراً».
بدورها، قالت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة «الوفاق» إن وزارة دفاعها نشرت 700 جندي وآليات ومدرعات عسكرية بمداخل مدينة ترهونة ومخارجها، «لاستتباب الأمن والاستقرار وبسط سلطان الدولة»، على خلفية ما وصفته بـ«معلومات وتقارير مخابرات واردة حول مساعي بعض الأطراف لخلق فوضى في المدينة».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».