بايرن يؤكد أنه لا يُقهر في «البوندسليغا»... ومنافسوه هدفهم المربع الذهبي

لاعبو البايرن يحتفلون بالفوز على هوفنهايم للانفراد بالصدارة نحو لقب تاسع على التوالي في البوندسليغا (أ.ب)
لاعبو البايرن يحتفلون بالفوز على هوفنهايم للانفراد بالصدارة نحو لقب تاسع على التوالي في البوندسليغا (أ.ب)
TT

بايرن يؤكد أنه لا يُقهر في «البوندسليغا»... ومنافسوه هدفهم المربع الذهبي

لاعبو البايرن يحتفلون بالفوز على هوفنهايم للانفراد بالصدارة نحو لقب تاسع على التوالي في البوندسليغا (أ.ب)
لاعبو البايرن يحتفلون بالفوز على هوفنهايم للانفراد بالصدارة نحو لقب تاسع على التوالي في البوندسليغا (أ.ب)

يواصل بايرن ميونيخ تأكيد أنه البطل الذي لا يُقهر في الدوري الألماني بانفراده بصدارة البوندسليغا تاركاً الأندية المنافسة الأخرى تتصارع على البطاقات الثلاث المتبقية للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
ويتأخر لايبزيغ، الوصيف، بفارق سبع نقاط عن بايرن المتصدر، لكنه يتقدم بفارق خمس نقاط عن إنتراخت فرانكفورت، صاحب المركز الثالث والذي يتفوق بدوره بفارق نقطة واحدة فقط على الرباعي باير ليفركوزن وبروسيا دورتموند وفولفسبورغ (الذي يمتلك مباراة مؤجلة) وبروسيا مونشنغلادباخ. وشاركت جميع هذه الأندية من قبل في دوري أبطال أوروبا بشكله الحالي باستثناء فرانكفورت.
وتُوج دورتموند باللقب القاري في 1997 وبلغ النهائي في 2013، في الوقت الذي وصل فيه لايبزيغ إلى المربع الذهبي خلال النسخة الماضية فيما سبق لفولفسبورغ وليفركوزن الوصول إلى دور الثمانية من قبل بينما كان أبرز إنجازات غلادباخ الوصول لدور الستة عشر.
وبالنسبة لفرانكفورت فإن إنهاء الموسم في المربع الذهبي سيمثل نجاحاً كبيراً لكن الفريق ليس مجهولاً على الساحة الأوروبية.
وكان فرانكفورت هو أول فريق ألماني يتأهل لنهائي كأس أوروبا في عام 1960 قبل أن يخسر المباراة النهائية أمام ريال مدريد الإسباني 3 - 7 في المشاركة السابقة الوحيدة للفريق في دوري أبطال أوروبا بشكلها القديم. وفاز فرانكفورت بلقب كأس الاتحاد الأوروبي في 1980 وقبل عامين بلغ المربع الذهبي للدوري الأوروبي قبل خسارته بركلات الجزاء الترجيحية على يد تشيلسي الإنجليزي الذي تُوج باللقب في النهاية.
وصعد فرانكفورت للمركز الثالث بالبوندسليغا بعد بداية متواضعة، حيث لم يتعرض لأي هزيمة في آخر ثماني مباريات، محققاً ستة انتصارات خلالها، وفي الوقت الذي قلّ فيه الحديث عن الحلم المشروع المتمثل في التأهل لدوري أبطال أوروبا، فإن مشاعر الفخر عمّت أرجاء النادي. وقال آدي هوتر مدرب فرانكفورت، عقب الفوز على هيرتا برلين 3 – 1، أول من أمس (السبت): «لقد وصلنا للشكل المطلوب الذي عملنا بقوة من أجله».
وأوضح المدافع مارتين هينتريغر: «نشعر بالفخر إزاء أداء الأسابيع الماضية، الطريقة التي نقدم بها أنفسنا وفرض أسلوب لعبنا». من جانبه أكد الحارس كيفين تراب، أن نجاحات الفترة الأخيرة لم تكن وليدة الصدفة، مضيفاً: «لدينا الإمكانات التي تؤهلنا للمنافسة».
فرانكفورت الذي استعاد مؤخراً جهود مهاجمه لوكا يوفيتش من ريال مدريد، خلت مسيرته مؤخراً من أي أخطاء تُذكر في الوقت الذي أهدر فيه باقي المنافسين الكثير من النقاط خلال الأسابيع الأخيرة.
خسارة ليفركوزن بهدف خلال المباراة الحاسمة أمام لايبزيغ، تعني أن الفريق فاز مرة واحدة فقط في آخر سبع مباريات، في الوقت الذي حقق فيه لايبزيغ وفولفسبورغ ودورتموند ثلاثة انتصارات في آخر سبع مباريات، بينما فاز غلادباخ أربع مرات في آخر عشر مباريات.
وما زال لايبزيغ يثبت أقدامه في المركز الثاني ولم يُخفِ الفريق طموحاته بعد استعادة توازنه عقب الهزيمة المفاجئة أمام ماينز المتعثر الأسبوع الماضي، من خلال الفوز على ليفركوزن.
وقال أوليفر مينتسلاف، المدير الرياضي للايبزيغ: «نريد التأهل لدوري أبطال أوروبا، بدأنا الموسم بهذا الهدف، تلقينا صدمة قوية أمام ماينز لكن أظهرنا رد الفعل».
كما أظهر دورتموند المدجج بالنجوم، رد الفعل المناسب بالفوز على أوغسبورغ 3 - 1 رغم إهدار مهاجمه النرويجي إيرلينغ هالاند لضربة جزاء وتأخر الفريق بهدف.
وحذر هانز يواخيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لدورتموند، من أن فريقه إذا فشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا قد لا يمكن تحمل وجود تشكيلة لاعبين بهذا الحجم والإمكانات الموسم المقبل.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».