اعتقال المئات خلال مظاهرات جديدة لمؤيدي نافالني في أنحاء روسيا

عناصر من شرطة مكافحة الشغب تعتقل رجلاً خلال مسيرة مؤيدة للمعارض الروسي أليكس نافالني في مدينة فلاديفوستوك الروسية (أ.ف.ب)
عناصر من شرطة مكافحة الشغب تعتقل رجلاً خلال مسيرة مؤيدة للمعارض الروسي أليكس نافالني في مدينة فلاديفوستوك الروسية (أ.ف.ب)
TT

اعتقال المئات خلال مظاهرات جديدة لمؤيدي نافالني في أنحاء روسيا

عناصر من شرطة مكافحة الشغب تعتقل رجلاً خلال مسيرة مؤيدة للمعارض الروسي أليكس نافالني في مدينة فلاديفوستوك الروسية (أ.ف.ب)
عناصر من شرطة مكافحة الشغب تعتقل رجلاً خلال مسيرة مؤيدة للمعارض الروسي أليكس نافالني في مدينة فلاديفوستوك الروسية (أ.ف.ب)

قالت مجموعة (أو.في.دي-إنفو) لمراقبة الاحتجاجات إن الشرطة الروسية اعتقلت اليوم الأحد 261 شخصا شاركوا في مظاهرات غير مصرح بها في أنحاء البلاد للمطالبة بإطلاق سراح المعارض المسجون أليكسي نافالني.
ويستعدّ حلفاء نافالني لجولة جديدة من التظاهرات المناهضة للحكومة اليوم (الأحد)، رغم تكثيف السلطات ضغوطها على المعارضة عبر اعتقالات وتحقيقات جنائيّة.
ودعا مساعدو نافالني إلى مسيرات جديدة في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بالإفراج عن زعيم المعارضة المسجون بانتظار محاكمته التي من المقرّر أن تبدأ في الثاني من فبراير (شباط).
وفي موسكو، يفترض أن يتجمع أنصار نافالني أمام مقر جهاز الاستخبارات الروسي في ساحة لوبيانكا بوسط موسكو، حيث قررت السلطات التي تعتبر هذه التجمعات غير قانونية، الحد من دخول عدد من الشوارع وإغلاق سبع محطات لقطار الأنفاق، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
كما أعلنت البلدية أن المطاعم والمحلات التجارية في وسط العاصمة ستبقى مغلقة اليوم (الأحد)، وأن خط الحافلات سيتم تغييره.
وتأتي هذه المسيرات بعد يوم أول من التظاهرات التي شارك فيها السبت الماضي، عشرات الآلاف من الروس في جميع أنحاء البلاد وأسفرت عن اعتقال أكثر من أربعة آلاف شخص وفتح نحو عشرين قضية جنائية.
وهي تأتي بينما يفترض أن يمثل نافالني أمام القضاء الأسبوع المقبل.
والمعارض مستهدف منذ عودته إلى روسيا في 17 يناير (كانون الثاني)، بعدد من الإجراءات القانونية التي يعتبر دوافعها سياسية.
وقالت محاميته إنه يواجه حكماً بالسجن «لسنتين ونصف السنة» لانتهاكه شروط عقوبة بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة مع وقف التنفيذ صدرت في 2014.
وهذا الأسبوع، وُضِع كثير من مساعدي نافالني بمن فيهم المحامي ليوبوف سوبول وشقيقه أوليغ نافالني في الإقامة الجبريّة حتّى أواخر مارس (آذار)، في انتظار محاكمتهم بتهم انتهاكهم القيود الخاصّة بالحد من انتشار وباء «كوفيد - 19» عبر دعوتهم إلى التظاهرات الاحتجاجية.
وأصدرت السلطات الروسيّة في الأيام الأخيرة تحذيرات من المشاركة في المسيرات المنتظرة غير المصرّح بها، وتوعّدت بتوجيه اتّهامات جنائيّة إلى المتظاهرين وملاحقتهم بتهم «أعمال شغب جماعية» إذا حدثت أعمال عنف.
من جهتها، أعلنت سلطة الاتصالات «روسكومنادزور» أنها ستعاقب الشبكات الاجتماعية، لأنها أبقت على رسائل عبر الإنترنت تشجع القاصرين على المشاركة في التظاهرات.
واعتقلت الشرطة نافالني (44 عاماً) داخل مطار بموسكو في 17 يناير (كانون الثاني) لدى وصوله من ألمانيا، حيث كان يتعافى من حالة تسمم مفترضة بواسطة غاز أعصاب تمّ تطويره في العهد السوفياتي.
وأمرت محكمة باحتجازه حتى موعد محاكمته بتهمة انتهاكه شروط إدانته سنة 2014 بعقوبة بالسجن مع وقف التنفيذ.
وقال نافالني الخميس، في رسالة من ماتروسكايا تيشينا في موسكو، وهو مركز احتجاز شديد الحراسة، إنّ «الغالبيّة في صفّنا. فلنوقِظهم».
ونزل عشرات آلاف الروس إلى الشوارع في أكثر من مائة مدينة بجميع أنحاء البلاد السبت الماضي، احتجاجاً على حكم بوتين المستمرّ منذ 20 عاماً.
واعتُقِل أكثر من أربعة آلاف متظاهر، في وقت بدأت فيه السلطات سلسلة من التحقيقات الجنائيّة.
وبدأت السلطات الروسيّة تحقيقات تستهدف شركاء نافالني في روسيا وخارجها.
وقالت لجنة التحقيق الجمعة، إنّ ليونيد فولكوف رئيس شبكة نافالني الإقليميّة ومقرّها في ليتوانيا، مطلوب بتهمة دعوة قاصرين للانضمام إلى تجمّعات غير مرخّصة.
وأطلق المحقّقون السبت، تحقيقاً حول اتهامات بالاحتيال بحقّ رجل الأعمال المقيم في أوكرانيا ألكسندر خومينكو الذي قالوا إنّه موَّل مؤسّسة نافالني لمكافحة الفساد التي تنشر تحقيقات حول ثروات النخب السياسيّة في روسيا.
ويفيد أحدث تقاريرها المصوّرة بأنّ بوتين حصل على عقار بقيمة 1.35 مليار دولار على شاطئ البحر الأسود. وحصد التقرير أكثر من مائة مليون مشاهدة على «يوتيوب»، ليُصبح أحد أكثر تحقيقات مؤسّسة نافالني مشاهدةً.
ونفى الكرملين أن يكون الرئيس الروسي يمتلك المجمّع الفخم الذي يضمّ حسب نافالني ملعباً تحت الأرض لرياضة الهوكي على الجليد وكازينو خاصاً ومزارع كروم.
وسعى التلفزيون الحكومي الجمعة، إلى دحض اتهامات المعارضة بأن العقار قصر فخم عبر بثّ لقطات له قيد الإنشاء.
من جهته، قال الملياردير أركادي روتنبرغ الشريك السابق لبوتين في الجودو واسمه مدرج على لائحة عقوبات غربيّة، السبت، إنّه مالك العقار وإنّه يبني فندقاً هناك.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».