تونس تسعى إلى الحصول على قرض من «صندوق النقد»

TT

تونس تسعى إلى الحصول على قرض من «صندوق النقد»

ينتظر دخول السلطات التونسية في مسار تفاوضي جديد مع «صندوق النقد الدولي» للحصول على قرض مالي بقيمة 6.4 مليار دينار تونسي (نحو 2.3 مليار دولار)، على أن يتم تحديد أقساطها والبرنامج الإصلاحات الاقتصادية المرافقة خلال شهر مارس (آذار) المقبل على الأرجح.
وتواجه الحكومة وضعاً اقتصادياً صعباً ترجمه «صندوق النقد» لتونس من خلال التحذير الذي وجّهه بشأن إمكانية الانهيار غير المسبوق على مستوى عجز ميزانية البلاد الذي قد يتطور من 7 إلى 9 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي مع نهاية السنة الحالية في حال لم تباشر الحكومة عدداً من الإصلاحات الاقتصادية المستعجلة.
وتركز هذه الإصلاحات المطلوبة على التحكم العاجل في كتلة الأجور التي تلتهم نحو 38 في المائة من ميزانية الدولة، وبلغت (وفق توقعات وزارة المالية المتعلقة بالسنة الحالية) نحو 20.1 مليار دينار (نحو 7.3 مليار دولار). وأوصى «صندوق النقد» بمراجعة منظومة الدعم التي يقدر حجمها بنحو 3.4 مليار دينار (نحو 1.2 مليار دولار) وتذهب معظم هذه الاعتمادات إلى أطراف اقتصادية واجتماعية، ولا توجه نحو مستحقيها الفعليين. وتتجه هذه الإصلاحات كذلك نحو إصلاح الوضعية المالية للمؤسسات الحكومية الكبرى وذلك بعد أن تجاوزت نسبة عجزها المالي حدود 7 مليارات دينار (نحو 2.5 مليار دولار).
ويؤكد مجموعة من الخبراء والمختصين في المجالين الاقتصادي والمالي، على أن حكومة هشام المشيشي قد تعهدت، في أحدث زيارة أدتها «بعثة صندوق النقد» بمباشرة هذه الإصلاحات، وهي السكة الوحيدة التي تمكن الاقتصاد التونسي من الحصول على تمويلات مالية باتت ضرورية لسد الثغرات الكثيرة التي يعاني منها الاقتصاد المحلي. وفي حال عدم الحصول على الضوء الأخضر من «صندوق النقد» والاستفادة من اتفاق مالي عاجل، فإن بقية هياكل التمويل الدولي لن تجازف بمنح قروض مالية للسلطات التونسية.
وكانت تونس قد حصلت على قرض مالي 2.9 مليار دولار من «صندوق النقد»، وقد تم تقسيمه على ثمانية أقساط امتدت من سنة 2016 إلى 2020. وشهدت بعض الأقساط تأخيراً في مواعيدها تسليمها، نتيجة عدم التزام الحكومة التونسية بعدد من التوصيات التي تم الاتفاق بشأنها بين الطرفين.
وكان نور الدين الطبوبي رئيس الاتحاد التونسي للشغل (نقابة العمال) قد أبدى مرونة في التعامل مع الملف الاقتصادي، بعد سنوات من التمسك بالزيادة في الأجور وتنفيذ الحكومات لالتزاماتها المالية مع الهياكل النقابية. ولم يعارض الطرف النقابي خطة الإصلاح الاقتصادي التي دعا لها «صندوق النقد» في تونس، وهي تعتمد خاصة على تقليص أعداد الموظفين في القطاع العام، ومن ثم التحكم في كتلة الأجور، وخفض الدعم الموجه للشركات العمومية التي تواجه صعوبات مالية.



تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
TT

تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)

كشف تقرير «مستقبل الوظائف 2025»، الذي نشره «المنتدى الاقتصادي العالمي»، أن الاضطراب سيصيب 22 في المائة من الوظائف بحلول عام 2030، وأن 170 مليون وظيفة جديدة ستخلق، في حين ستلغى 92 مليون وظيفة، مما يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 78 مليون وظيفة. وعدّ أن التقدم التكنولوجي، والتحولات الديموغرافية، والتوترات الجيو - اقتصادية، والضغوط الاقتصادية هي المحركات الرئيسة التي تدفع هذه التغيرات، مما يعيد تشكيل الصناعات والمهن على مستوى العالم.

وبالاستناد إلى بيانات من أكثر من ألف شركة، كشف التقرير أن فجوة المهارات تظل أكبر عائق أمام تحول الأعمال التجارية اليوم، حيث يُتوقع أن تتغير 40 في المائة من المهارات المطلوبة في الوظائف. ومن المتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، لكن المهارات الإنسانية، مثل التفكير الإبداعي، والمرونة، والقدرة على التكيف ستظل حاسمة. ويُتوقع أن يكون الجمع بين كلا النوعين من المهارات أمراً بالغ الأهمية في سوق عمل سريعة التبدل.

ومن المتوقع أيضاً أن تشهد الأدوار الأمامية والقطاعات الأساسية، مثل الرعاية والتعليم، أكبر نمو في الوظائف بحلول عام 2030. وفي الوقت نفسه، سيؤدي تقدم الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة إلى إعادة تشكيل السوق، مما يزيد من الطلب على وظائف تكنولوجية ومتخصصة، مع انخفاض الطلب على وظائف أخرى، مثل التصميم الغرافيكي.

وقال تيل ليوبولد، رئيس شؤون العمل والأجور وخلق الوظائف في «المنتدى الاقتصادي العالمي»: «اتجاهات، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحولات التكنولوجية السريعة، تقلب الصناعات وأسواق العمل، مما يخلق فرصاً غير مسبوقة ومخاطر عميقة». وأضاف: «الوقت الآن للعمل معاً من قبل الشركات والحكومات، والاستثمار في المهارات، وبناء قوة عاملة عالمية متكافئة وقادرة على الصمود».

سوق العمل في 2030

من المتوقع أن تشهد الأدوار الأمامية والخدمات الأساسية، مثل عمال المزارع، وسائقي التوصيل، وعمال البناء، أكبر زيادة في عدد الوظائف بحلول عام 2030، كما يُتوقع زيادة كبيرة في الطلب على وظائف الرعاية، مثل الممرضين، ووظائف التعليم، مثل معلمي المدارس الثانوية، مع دفع الاتجاهات الديموغرافية لنمو الطلب في القطاعات الأساسية. وفي الوقت نفسه، سيؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وأنظمة الطاقة، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والهندسة البيئية، إلى زيادة الطلب على الأدوار المتخصصة. في المقابل، تظل وظائف، مثل أمين الصندوق والمساعدين الإداريين، ضمن الوظائف الأكثر انحداراً، بينما انضمت إليها وظائف أخرى، مثل مصممي الغرافيك، مع تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على سوق العمل.

فجوة المهارات

تستمر فجوة المهارات بوصفها أكبر عائق أمام تحول الأعمال في مواجهة التوجهات العالمية الكبرى، حيث يعد 63 في المائة من أصحاب العمل أنها التحدي الرئيس لمستقبل عملياتهم. وإذا تم تمثيل القوة العاملة العالمية من خلال 100 شخص، فمن المتوقع أن يحتاج 59 منهم إلى إعادة تدريب أو تطوير مهاراتهم بحلول 2030، مع احتمال ألا يتلقى 11 منهم هذا التدريب، ما يعني أن أكثر من 120 مليون عامل مهدد بالبطالة على المدى المتوسط. بينما يُتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، وتظل المهارات الإنسانية، مثل التفكير التحليلي، والمرونة، والقيادة، والتعاون أساسية.

الذكاء الاصطناعي وتحسين المهارات

يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل نماذج العمل التجاري، حيث يخطط 50 في المائة من أصحاب العمل لإعادة توجيه أعمالهم للاستفادة من الفرص الجديدة. ويخطط 77 في المائة من أصحاب العمل لتطوير مهارات القوى العاملة، بينما يخطط 41 في المائة لتقليص العمالة بسبب أتمتة المهام. ويتوقع نصف أصحاب العمل تحويل الموظفين إلى مجالات أخرى؛ لتخفيف نقص المهارات، وتكاليف التحول التكنولوجي. ومع النمو السريع للتكنولوجيا، يجب على القادة وصنّاع السياسات والعملاء التعاون لضمان استعداد القوى العاملة، وتقليل مخاطر البطالة.

ما وراء التكنولوجيا

يعد ارتفاع تكلفة المعيشة عاملاً رئيساً في تغيير سوق العمل، مع توقع فقدان 6 ملايين وظيفة عالمياً بحلول 2030 بسبب ضغوط الأسعار والنمو الاقتصادي الأبطأ. كما يعزز التقدم العمري في البلدان ذات الدخل المرتفع من الطلب على وظائف الرعاية الصحية، بينما يعزز نمو السكان في سن العمل في المناطق ذات الدخل المنخفض من وظائف التعليم. وتثير التوترات الجيوسياسية وقيود التجارة قلق 34 في المائة من الشركات، مما يزيد الطلب على مهارات، مثل الأمن السيبراني.

ضرورة التحرك العاجل

تتطلب مواجهة التغيرات الكبيرة تحركاً عاجلاً ومشتركاً من الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية. تشمل الأولويات سد فجوات المهارات، والاستثمار في برامج إعادة التدريب، وتوفير مسارات للوظائف ذات النمو السريع. ومن خلال التركيز على استراتيجيات انتقال العمل العادلة والشاملة ودعم العمال، يمكن بناء قوة عاملة عالمية مرنة، وقادرة على التكيف، ومؤهلة للنجاح في وظائف المستقبل.