البرلمان العراقي يحسم نقاط الخلاف حول موازنة الرواتب والأجور والحكومة تعد ببدائل للنفط

الخلاف بين الشيعة والأكراد من جهة.. ومع السنة أبرز عوامل عدم الاتفاق

البرلمان العراقي يحسم نقاط الخلاف حول موازنة الرواتب والأجور والحكومة تعد ببدائل للنفط
TT

البرلمان العراقي يحسم نقاط الخلاف حول موازنة الرواتب والأجور والحكومة تعد ببدائل للنفط

البرلمان العراقي يحسم نقاط الخلاف حول موازنة الرواتب والأجور والحكومة تعد ببدائل للنفط

أكد المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي الدكتور مظهر محمد صالح أن «الموازنة الحالية هي موازنة رواتب وأجور بمعنى أنها ميزانية تشغيلية بنسبة 63 في المائة بينما الاستثمارية هي 37 في المائة والمقصود بها المشاريع المستمرة فقط».
وقال صالح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على خلفية الجدل المستمر بشأن نقاط الميزانية الخلافية إن «الميزانية كان قد تم إعدادها على حسب سعر النفط 60 دولارا للبرميل وكانت تبلغ 125 تريليون دينار عراقي (نحو 121 مليار دولار أميركي) ومن ثم جرى تخفيض النفقات إلى 119 تريليون دينار (نحو 117 مليار دولار) مع عجز يقدر بنحو 25 تريليون دينار (21 مليار دولار) مع توزيعها موازنة جارية وموازنة استثمارية علما أن المقصود بالاستثمارية ليست إضافة مشاريع جديدة بل هي المشاريع المستمرة التي تبلغ نسبة إنجازها أكثر من 50 في المائة».
وردا على سؤال بشأن الكيفية التي تم بموجبها تحديد الميزانية على أسعار سعر برميل النفط 55 دولارا بينما هو أقل من ذلك بكثير قال صالح إن «البرلمان ورغم إقراره هذه الصيغة من الموازنة التي لا تتعدى أن تكون موازنة رواتب وأجور لنحو 4 ملايين موظف ونحو مليونين وثلاثمائة ألف متقاعد فإنه ينوي إعادة النظر بها كل عدة شهور على أمل أن تتحسن أسعار النفط مع النصف الثاني من السنة مع التأكيد على أن الثوابت الوحيدة فيها هي مستلزمات الحرب ضد داعش فضلا عن الرواتب والأجور كما أوضحنا».
وردا على سؤال بشأن الكيفية التي يمكن للحكومة مواجهة الأعباء المالية في حال لم تتحسن أسعار النفط قال صالح إن «هناك إجراءات قام بها البنك المركزي لإسعاف الحكومة بنحو 6 مليارات دولار مما أدى إلى خلق سيولة مالية وكذلك نحو 4 مليارات دولار كقروض للمصارف وهو ما سوف يساعد على صعيد شراء ديون المصارف وحوالات الخزينة»، مشيرا إلى أن «الحكومة أعدت خطة طويلة الأجل وأخرى قصيرة هدفها خلق بدائل لعصر النفط من خلال تشجيع القروض لفتح مشاريع إنتاجية لتقليل الأعباء على الدولة».
وكانت واجهت البرلمان العراقي 3 نقاط خلافية في الربع الساعة الأخير من وقت التصويت على الموازنة الأمر الذي جعل رئيس البرلمان سليم الجبوري يعلن عن تأجيل الجلسة حتى مساء أمس من أجل حل النقاط الـ3 التي يجملها لـ«الشرق الأوسط» عضو اللجنة المالية في البرلمان مسعود حيدر وتتمثل في «الخلاف بين التحالف الوطني وبالذات دولة القانون والتحالف الكردستاني بشأن الآلية التي يمكن بموجبها تصدير النفط عبر شركة سومو الوطنية وهو ما تم الاتفاق عليه وهناك خلاف حول وظائف الحشد الشعبي بين التحالف الوطني وتحالف القوى العراقية الذي يريد أن تكون الوظائف مناصفة بينما يرى التحالف الوطني أن تكون وفق نسبة السكان والمسألة الثالثة هي طلب مقدم من نائب الرئيس لشؤون المصالحة الوطنية إياد علاوي بتخصيص مبلغا قدره 22 مليون دولار لشؤون المصالحة الوطنية».
وكان رئيس البرلمان سليم الجبوري أعلن في مؤتمر صحافي عقده أمس الخميس أن «النقاط الجاري النقاش عليها بين الكتل السياسية على الموازنة حول الاتفاق النفطي بين بغداد وأربيل، والآخر في تشكيل الحرس الوطني والمصالحة الوطنية وتخصيصاتها، وصار هناك اتفاق من حيث المبدأ على هذه النقاط المثارة وبقيت الصياغات وسنقدم على عملية التصويت على الموازنة».
وأشاد الجبوري بـ«اللجنة المالية مستمرة في عملها بإعداد صياغة الموازنة التي لن تأخذ الوقت الطويل وهو استشعار لمسؤوليتها ورغبتنا في تشريع هذا القانون المهم والحساس بوقت قياسي كما نشيد باللجان النيابية بينها لجنة الأمن والدفاع التي قامت بجهود مهمة، وبدور الوزارات والتواصل مع البرلمان في معرفة موازنتها وتخصيصاتها».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.