ترأَّس قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي «سنتكوم» (centcom)، الجنرال كينيث ماكينزي، في إسرائيل أمس الجمعة، ندوة مداولات وصفت بأنها «مهنية وعملية»، تمت خلالها دراسة «التحديات المشتركة للجيشين، وفي مقدمتها التهديد الإيراني». وسبق ذلك عقد عدة اجتماعات مع وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ورئيس المخابرات الخارجية (الموساد) يوسي كوهن.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن ماكينزي جاء ليجري تقييماً استراتيجياً مع الجيش وقادته، بينما قال رئيس هيئة الأركان، الجنرال أفيف كوخافي، إن «العلاقات العسكرية والاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تعد - على مدى السنوات - مكوناً أساسياً في ترسيخ الأمن القومي لإسرائيل وتفوقها على أعدائها. ولا شك في أن هذه الشراكة تلعب دوراً رئيسياً في التعامل مع التهديدات المشتركة، وفي مقدمتها التهديد الإيراني».
وكان ماكينزي قد بدأ زيارة إلى إسرائيل تستغرق يومين، اختتمت أمس الجمعة، وحظيت باهتمام بالغ، علماً بأنها أول زيارة لقائد الجيش المركزي، منذ أن قرر «البنتاغون» نقل إسرائيل من مسؤولية القوات الأميركية في أوروبا إلى قيادة اللواء المركزي، سوية مع الدول العربية. وامتدح الوزير غانتس هذا الانتقال واعتبره الأمر الطبيعي، بعد علاقات السلام بين إسرائيل والدول العربية. وقال إنه يرى في هذا الانتقال فرصة لتعميق هذا السلام ورفده بالقوة العسكرية اللازمة لردع محور الحرب.
وقد بدأت الزيارة، عصر الخميس؛ بلقاء ثنائي جمعه مع كوخافي، أثار اهتماماً بالغاً، كونه يأتي بعد يومين فقط من تصريحات الجنرال الإسرائيلي التي اعترض فيها على توجه الإدارة الأميركية الجديدة لاستئناف العمل على الاتفاق النووي. فقال - خلال مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي - إن «العمل على الاتفاق النووي، حتى لو جرى تحسينه، هو أمر سيئ وخاطئ من الناحية العملية والاستراتيجية». وقال كوخافي إن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ستضمن لإيران زيادة العمل بأجهزة الطرد المركزي لتخصيب كميات من اليورانيوم، وصولاً إلى إنتاج قنبلة نووية، ورأى أن ذلك، على المستوى الاستراتيجي، سيؤدي إلى انتشار نووي إقليمي في الشرق الأوسط. وأعلن كوخافي أيضاً أنه أصدر أوامر للجيش بـ«وضع خطط عملانية إضافية» في 2021 «ستكون جاهزة» في حال قرر المسؤولون السياسيون شن هجوم على إيران.
وتوقع مراقبون أن يكون لقاء ماكينزي وكوخافي متوتراً بسبب تلك التصريحات؛ لكنهما خرجا بعد ساعتين وهما في منتهى الانسجام. وقاما بزرع شجرة زيتون بمناسبة عيد الشجرة (طو بشباط) الذي يحتفل به اليهود. وقال أحد الخبراء معقباً: «يبدو أن تصريحات كوخافي تخدم المفاوض الأميركي في مواجهة إيران والضغط عليها لتوقف مشروعها النووي». وفي الاجتماع بين ماكينزي وكوهن الذي تطرق هو أيضاً للنشاط الإيراني النووي، تطرقا أيضاً إلى الوضع في سوريا والصراع التي تشهده بين مختلف القوى في الشمال (حيث تسيطر تركيا) والشرق (حيث تسيطر «داعش») وبقية المناطق التي تسيطر فيها إيران وميليشياتها التي تسعى لفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، إضافة إلى جبهة «حزب الله» في لبنان. وأمس اجتمع ماكينزي مع غانتس، وسمعه يؤكد تصريحات كوخافي ويمنحها غطاءً حكومياً. وأمس شارك الجنرال ماكينزي في الندوة المذكورة، مع كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، بمن في ذلك كوخافي ونائبه، اللواء إيال زمير، ورئيس هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، اللواء طال كلمن، ورئيس هيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، اللواء تامير هايمان، والملحق العسكري للسفارة الإسرائيلية في واشنطن، اللواء يهودا فوكس.
الجدير ذكره أن كوخافي يعقد اجتماعاً مرة كل أسبوعين، بالفيديو، مع رئيس القوات الأميركية المشتركة، الجنرال مارك أ. ميلي، وفي الشهر الماضي حضر ميلي بنفسه إلى إسرائيل وأمضى فيها 36 ساعة.
ماكينزي يبحث مع قيادة الجيش الإسرائيلي تهديدات «النووي» الإيراني
كوخافي متمسك بموقفه الرافض لاستئناف العمل بالاتفاق
ماكينزي يبحث مع قيادة الجيش الإسرائيلي تهديدات «النووي» الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة