واشنطن تطالب روسيا وتركيا بـ«الانسحاب فوراً» من ليبيا

TT

واشنطن تطالب روسيا وتركيا بـ«الانسحاب فوراً» من ليبيا

طالبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كلاً من روسيا وتركيا بـ«الشروع فوراً» في سحب قواتهما من ليبيا، بما في ذلك «المرتزقة» الأجانب والوكلاء العسكريون، الذين جندتهم ومولتهم ونشرتهم في هذا البلد العربي.
وجاءت هذه التصريحات الأميركية خلال جلسة عقدها مجلس الأمن، استمع خلالها لإحاطة عبر الفيديو من الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، قالت فيها إن «ليبيا تواجه نقطة تحول حاسمة»، وطالبت مجلس الأمن باتخاذ «موقف لحل كل المؤسسات التنفيذية الموازية في البلاد». مبرزة أن «اتفاق وقف النار لا يزال قائماً»، وفقاً لما توصلت إليه اللجنة العسكرية المشتركة بين قوات حكومة الوفاق، و«الجيش الوطني».
وأوضحت ويليامز أنها ستتوجه إلى جنيف لعقد جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف الليبية، متوقعة «نتائج كبيرة ولكن المسؤولية تقع على عاتق الجميع».
من جهته، قال المندوب الأميركي الدائم بالإنابة، ريتشارد ميلز، في كلمة تعكس توجهاً جديداً لإدارة الرئيس جو بايدن حيال هذا الملف، إن «أمامنا طريق قابل للتطبيق نحو حكومة موحدة، وانتخابات وطنية، وإنهاء الصراع»، مضيفاً أنه «يتعين على الأطراف الليبية نفسها الآن اغتنام الفرصة لاختيار سلطة تنفيذية وطنية مؤقتة، تتجاوز الوضع الراهن، وتستجيب لنداء الشعب الليبي لحكم شفاف وفعال». وشدد ميلز على أنه «يجب على كل الأطراف الخارجية المشاركة في هذا الصراع (...) وقف تدخلها العسكري، والانسحاب من ليبيا على الفور»، مشيراً إلى مطالبة الشعب الليبي نفسه في إعلان 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بوقف إطلاق النار. ورأى أنه «يجب أن يظل مجلس الأمن والمجتمع الدولي منخرطين لضمان تمكن الليبيين من المضي بسلام، ودون عوائق، في طريقهم نحو الانتخابات الوطنية في ديسمبر (كانون الأول)، حتى يتمكنوا من استعادة السيطرة السيادية على بلدهم بأسره». داعيا «تركيا وروسيا إلى الشروع على الفور في سحب قواتهما من البلاد، وإزالة المرتزقة الأجانب والوكلاء العسكريين، الذين جندتهم ومولتهم، وعملت على نشرهم ودعمهم في ليبيا».
في سياق ذلك، لفت ميلز إلى «ثقافة الإفلات من العقاب التي أطالت أمد الصراع في ليبيا»، مشيرا إلى «اكتشاف مواقع المقابر الجماعية في المناطق، التي أخلاها الجيش الوطني الليبي»، مما أثار «مخاوف بشأن مدى انتهاكات حقوق الإنسان، وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في جميع أنحاء ليبيا خلال الحرب الأهلية». وقال بهذا الخصوص إن بعثة تقصي الحقائق الدولية إلى ليبيا تحتاج إلى «وصول آمن ودون عوائق إلى كل الأراضي الليبية، حتى يتمكن أعضاؤها من زيارة المواقع، والتحدث بحرية وسرية مع أي شخص في ليبيا».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.