نشرت صحيفة "الصن" البريطانية خبرا أفادت فيه بأن مجموعة من العلماء يبحثون في علاج وصف بـ"الواعد" للصلع وتساقط الشعر يعتمد على زرع عينات من البراز من الأمعاء السليمة للمريض.
وحسب الصحيفة، فان الزراعة تتم بإدخال العينة من خلال أنابيب إما أسفل الأنف إلى المعدة أو مباشرة في القولون. الأمر الذي يفيد الأشخاص الذين يعانون من داء الثعلبة، على وجه الخصوص؛ وهي حالة من أمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ بصيلات الشعر الصحية ما يتسبب في تساقطه.
ووفق الصحيفة، تتمثل الفكرة في أن بكتيريا الأمعاء من المتبرع السليم الموجودة في البراز تعزز الجهاز المناعي لمريض تساقط الشعر.
جدير بالذكر، أنه عادة ما تُستخدم زراعة الكائنات الحية الدقيقة في البراز (FMT)، كما يُعرف رسميا لعلاج أمراض المعدة. ولكنها أظهرت بالفعل نتائج واعدة في علاج تساقط الشعر في العديد من الدراسات، الأمر الذي أثار دهشة الأطباء.
وفي هذا الاطار، أفاد موقع MailOnline أن ذلك أدى إلى تجربة سريرية تجري حاليا في جامعة كولومبيا في أميركا تشمل 40 مريضا بالثعلبة؛ حيث تقيس الدراسة التي بدأت في عام 2020 ما إذا كانت FMT تتسبب في نمو الشعر. كما ستجري متابعة المرضى حتى ديسمبر(كانون الاول) 2023، لذلك من غير المرجح أن يكون الإجراء القائم متاحا على نطاق واسع لبضع سنوات أخرى.
من جانبها، تصف جمعية Alopecia UK الخيرية الرائدة علاج FMT بأنه "الطب التكميلي والبديل" الذي يوجد حوله "دليل محدود للغاية".
وتبشر التجربة بالخير بالنسبة لشخص من بين كل 1000 شخص مصاب بالثعلبة البقعية التي تبدأ عادة ببقع صغيرة بحجم العملة المعدنية من تساقط الشعر على الرأس أو الجسم.
يذكر انه ليس من الواضح ما الذي يجعل جهاز المناعة يهاجم بصيلات الشعر؛ لكن الأبحاث تظهر "صلة وثيقة" بينه وبين تكوين الأمعاء التي تضم تريليونات من البكتيريا، إذ يساعد هذا النظام البيئي للبكتيريا في الحفاظ على صحة الجسم ولكن تدميره ممكن من خلال اتباع نظام غذائي غير صحي أو مضادات حيوية على سبيل المثال.
وفي هذا الاطار، يقول علماء إنه عندما تكون البكتيريا في الأمعاء غير متوازنة يمكن أن تؤدي إلى جميع أنواع المشاكل الصحية.
وفي توضيح لهذا الأمر، كتب باحثون في ورقة علمية في أكتوبر (تشرين الاول) 2019 أن "هناك صلة مثيرة للاهتمام بين داء الثعلبة البقعي واختلال ميكروبيوم الأمعاء".
ويشدد وين روي زيه وزملاؤه في جامعة Guangdong للصناعات الدوائية بالصين أن "توفر الفعالية الواسعة النطاق لـ FMT دليل على أن FMT قد يكون أيضا بمثابة علاج محتمل للصلع البقعي من خلال استعادة توازن ميكروبيوتا الأمعاء".
وبالاضافة الى علاج تساقط الشعر أثبتت اختبارات FMT أنها تساعد في علاج مجموعة من أمراض المعدة المرتبطة بمشاكل الأمعاء، بما في ذلك القولون العصبي.
وفي عملية زرع البراز، يتم ضخ البكتيريا "الجيدة" من براز المتبرع في المريض؛ حيث اكتشف العلماء لأول مرة من خلال علاج المرضى الذين يعانون من شكاوى في المعدة، أن FMTs يمكن أن تقود الطريق كعلاج ثوري جديد لتساقط الشعر.
فقد كتب وين روي زيه، عن رجل يبلغ من العمر 86 عاما نما شعره مرة أخرى بعد إجراء اختبار FMT لعلاج الإسهال الذي لم يختف لمدة ستة أشهر، وكان لديه ست جرعات من FMT في عام 2017، وفي متابعة لمدة أربعة أسابيع قال إن لديه شعرا جديدا. فيما تظهر الصور المنشورة في المجلة العالمية للحالات السريرية أن بعض شعره الأبيض منذ الشيخوخة قد تحول إلى اللون الأسود.
يستهدف المعدة... علاج جديد واعد لتساقط الشعر
يستهدف المعدة... علاج جديد واعد لتساقط الشعر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة