«ليس محصناً ضد القرصنة»... هل يمكن لبايدن استخدام أجهزته الإلكترونية؟

«ليس محصناً ضد القرصنة»... هل يمكن لبايدن استخدام أجهزته الإلكترونية؟
TT

«ليس محصناً ضد القرصنة»... هل يمكن لبايدن استخدام أجهزته الإلكترونية؟

«ليس محصناً ضد القرصنة»... هل يمكن لبايدن استخدام أجهزته الإلكترونية؟

يعتقد البعض أن أقوى رجل في العالم لديه أحدث الأجهزة الإلكترونية - ولكن الأمر مختلف مع الرئيس الأميركي جو بايدن عندما يتعلق بتكنولوجيا المستهلك. ربما لأنها هي أبرز أهداف القرصنة في العالم.
ويقول بروس شناير، المحاضر في كلية هارفارد كينيدي «إن روسيا لا تستهدف قادة العالم». وأضاف «في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم تكن هذه مشكلة كبيرة - كانت الأجهزة الشخصية الوحيدة التي يمكن اختراقها هي أجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة غير الذكية». لماذا يحتاج الرئيس إلى هاتف محمول، في حين يمكنه أن يطلب توصيله إلى أي شخص في العالم على خط آمن.
ولكن كل هذا تغير في عام 2009، عندما تولى باراك أوباما منصبه. لقد كان مرتبطاً جداً بجهاز «بلاك بيري» الخاص به، لدرجة أنه حارب مع مستشاري الأمن لأسابيع للحفاظ عليه - وهي معركة فاز بها في النهاية «من خلال حل وسط يسمح له بالبقاء على اتصال مع كبار الموظفين ومجموعة صغيرة من الأصدقاء الشخصيين»، وفقاً لمسؤول.
ومنذ ذلك الحين، ازداد بشكل كبير نطاق الأجهزة التقنية التي قد يرغب الرئيس في استخدامها - مما يمنح مستشاري الأمن ليالي بلا نوم. وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

أوباما باد
بالطبع، أراد أوباما جهاز «iPad»، عندما تم طرحه عام 2010. ابتكر مستشارو الأمن القومي «أوباما باد»، وهو جهاز «أكثر صلابة وأماناً»، والذي، كما قال مستشار سابق للإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وتم إعطاء نسخة مطبقة لموظفيه.
ويقول آري شوارتز، مسؤول الأمن الإلكتروني خلال إدارة أوباما «بالنسبة لكبار الموظفين، كان من الشائع أن يكون هناك جهاز iPad معدل لكل واحد». ومع ذلك، ظل الهيكل التكنولوجي للبيت الأبيض قديماً نوعاً ما... وأيضاً «لا توجد شبكة wi - fi». وقد أجرينا بالفعل نقاشاً بسيطاً في وقت ما حول إضافتها.
ودارت مناقشات مثل، «لماذا لا يكون لدينا شبكة wi - fi في البيت الأبيض؟»، وكان الرد «إنك تفتح ثغرات أمنية».
في نهاية المطاف، تم تركيب شبكة wi - fi في منزل عائلة أوباما.
أصر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي اشتهر بتغريداته على «تويتر» خلال فترة ولايته، على استخدام جهاز شخصي وتم تغيره لأسباب أمنية. ولكن كان لديه شكوك في استخدام الكومبيوتر والبريد الإلكتروني، مفضلاً الورق في معظم الاتصالات.

بايدن والتكنولوجيا
لو تخيلنا أن جهاز iPad أعطى المستشارين التقنيين بضع ليال بلاً نوم في النهار، فإن الإنترنت، اليوم، يمثل كابوساً متكرراً. يقول شناير «لو كان لديك هاتف، أو ثلاجة، أو منظم الحرارة، أو سيارة - كلهم عرضة للقرصنة».
وهذه مشكلة للرئيس بايدن، الذي يبدو أنه يحب أدواته. فقد تم تصويره وهو يرتدي ساعة «Apple Watch» ويقال إنه يمتلك دراجة تمرين من «Peloton» مزودة بشاشة كومبيوتر وكاميرا وميكروفون كلها متصلة بالإنترنت.

هل يمكن جعل ذلك آمناً؟
يقول شناير «يمكنك القيام بأشياء لتعديل الأجهزة، مثل نزع الكاميرا، وهذا شيء يمكن لوكالة الأمن القومي (NSA) القيام به».
ويقول هربرت لين من جامعة ستانفورد «من النادر جداً أن تجد جهازاً لا يمكن اختراقه».

«الأجهزة الذكية» ليست آمنة
عدم استخدام أي أدوات تقنية على الإطلاق ببساطة هو الشيء الأكثر أماناً. ولكن، كما أثبت الرئيسان السابقان، من الصعب إخبار القائد العام بذلك.
وفقاً لكاتب سيرة بايدن، إيفان أوسنوس، يستخدم الرئيس أيضاً تطبيق «أبل نيوز»، وهذا أيضاً يمكن أن يكون مشكلة. ويقول «فيما يتعلق بالبرمجيات، من الصعب جداً الحفاظ على أمان جيد؛ لأن كل شيء يتم تحديثه عن بعد. ويشارك شناير هذه المخاوف.
«كل شيء هو ثغرة أمنية محتملة... (أبل نيوز)....، كل شيء»، وأضاف «هذا هو السبب في أن التخلي عن الجهاز غالباً ما يكون أفضل نصيحة أمنية، حتى لو لم يكن ذلك عملياً».

سيناريو الكابوس
في أواخر العام الماضي، تم الادعاء أن شبكات الحكومة الأميركية اخترقت من قبل قراصنة روس. وورد أن اختراق «الرياح الشمسية» الضخم قد أثر على وزارتي الخزانة والتجارة والأمن الداخلي. والأسوأ من ذلك، أنه بمجرد دخول المتسللين، ظلوا غير مكتشفين لأشهر.
وأظهر الاختراق شيئين «الأول: الجهات الأجنبية تبحث عن تصدعات في الأمن السيبراني في الولايات المتحدة والآخر: أن هناك ثغرات يمكن العثور عليها» الكابوس الأكبر هو لو تم اختراق جهاز الرئيس، دون أن يلاحظه أحد.
واختتم التقرير بالقول «قد يكون الرئيس بايدن أقوى شخص في أقوى دولة في العالم». لكنه يخوض معركة الحفاظ على محتوى الهاتف الذي يحمله.



مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».