تطبيقات «مراقبة الأبناء».. بين مؤيد ومعارض

بعد انتشارها بشكل كبير بين الأميركان

تطبيقات «مراقبة الأبناء».. بين مؤيد ومعارض
TT

تطبيقات «مراقبة الأبناء».. بين مؤيد ومعارض

تطبيقات «مراقبة الأبناء».. بين مؤيد ومعارض

انتشرت في السنوات الأخيرة تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بمراقبة الآباء لأبنائهم، خاصة بين الأميركان، وكان أشهر هذه التطبيقات تطبيق «teensafe» الذي يعمل منذ عام 2011 في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وقد وصل عدد المشتركين فيه إلى 800 ألف شخص.
ويعمل هذا التطبيق سرا، ويظهر ما يقوم الأبناء بنشره في شبكات التواصل الاجتماعي، والرسائل التي يقومون بإرسالها عبرها، والمواقع التي يقومون بتصفحها، وكذلك النصوص المحذوفة والرسائل المرسلة عبر تطبيقات «واتس آب» و«سناب شوت».. وغيرها.
وقد أثارت هذه التطبيقات عامة، وهذا التطبيق خاصة، جدلا كبيرا في الولايات المتحدة الأميركية في الأيام الأخيرة، خاصة بعد ازدياد عدد المشتركين فيه، حيث اعتبر البعض أن هذا النوع من التطبيقات مناهض لحرية الأفراد، وأنه غير قانوني وغير أخلاقي، كما أنه يمكن أن يساء استخدامه من قبل قراصنة الإنترنت والهواتف، للتجسس على شخص ما. وقد بدأت السلطات الأميركية مناقشة مدى قانونية هذه التطبيقات.
من ناحية أخرى، أكد مصمم تطبيق «teensafe»، الذي يدعى «رودن ماسنجر» أنه يرى أن هذه التطبيقات لا تخالف الأخلاق والقانون، مؤكدا على حق الآباء في الاطمئنان على أبنائهم وحمايتهم، مشيرا إلى أن قرصنة الإنترنت منتشرة في الأساس ولا تحتاج لهذه التطبيقات لتعتمد عليها.
يذكر أنه في العام الماضي تم القبض على رجل لإطلاق التطبيق الذي يسمى «StealthGenie» ، والذي كان يقوم بمراقبة رسائل البريد الإلكتروني والنصوص وكذلك المكالمات الهاتفية المسجلة، حيث اكتشفت الشرطة أنه كان يستخدم هذا التطبيق لأهداف غير أخلاقية، وكان يبتز أصحاب هذه الرسائل والمكالمات في بعض الأحيان.
وتبقى طبيعة هذه التطبيقات مثيرة للجدل، حيث ينقسم الناس بين مؤيدين لها يرون أن من حق الآباء مراقبة أبنائهم، ومعارضين يرون أنها تنافي الأخلاق والقانون، وأنه غير آمنة، ويطالبون السلطات بسرعة التحقيق في قانونيتها.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».