«الصحة العالمية» توفر 25 مليون جرعة لـ«شرق المتوسط»

عبر مرفق «كوفاكس» للقاحات المضادة لـ{كورونا»... وتوزع في 5 دول

«الصحة العالمية» توفر 25 مليون جرعة لـ«شرق المتوسط»
TT

«الصحة العالمية» توفر 25 مليون جرعة لـ«شرق المتوسط»

«الصحة العالمية» توفر 25 مليون جرعة لـ«شرق المتوسط»

أعلن مسؤولو إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، توفير 25 مليون جرعة لقاح لدول الإقليم بحلول شهر فبراير (شباط) عبر مرفق «كوفاكس» الذي تديره المنظمة.
وقال إيفان هوتن، مدير قسم مكافحة الأمراض السارية، في مؤتمر صحافي افتراضي أمس (الأربعاء)، إن المستهدف هذا العام هو حصول دول الإقليم من خلال المرفق على 355 مليون جرعة بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ولم يستبعد هوتن أن تعطل الاتفاقيات الثنائية التي تعقدها الدول مع شركات الأدوية المساعي التي بذلها «كوفاكس» لدعم الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل، لكنه عاد وأكد أن المرفق يسعى لتجاوز هذه الأزمة، وتقديم اللقاح إلى 20 في المائة من السكان بتلك الدول، وهي نسبة تمثل أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء.
من جانبه، قال ريتشارد برنان، مدير الطوارئ الصحية الإقليمي، إن أول جرعات سيتم توفيرها من مرفق كوفاكس لدول الإقليم ستكون خلال أوائل شهر فبراير المقبل، مشيرا إلى أنها ستكون موجهة إلى 5 دول، لم يسمها.
وقالت الدكتورة كريستينا ماريا بروفيلي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن، إن 30 ألف مواطن أردني تلقوا اللقاح منذ تم البدء في حملات التلقيح في 13 يناير (كانون الثاني)، كما تلقاه 43 لاجئا سوريا.
وأشار أحمد المنظري، المدير الإقليمي للمنظمة، إلى أن 8 بلدان في الإقليم، بدأت بالفعل حملات التلقيح، «لكننا بحاجة إلى ضمان الوصول العادل والمنصِف للقاحات وتوزيعها على جميع البلدان». ولمح إلى حلول لجأ لها مرفق كوفاكس للعمل على توفير الجرعات المطلوبة من اللقاحات، منها فتح خطوط إنتاج في دول مختلفة لتخفيف الضغط عن الشركات، ومن هذه الدول الهند.
وشدد على ضرورة الإسراع في حملات التلقيح جنبا إلى جنب مع الالتزام بالإجراءات الوقائية، مع اقتراب العالم هذا الشهر من المرحلة القاتمة المتمثلة في وقوع 100 مليون إصابة بـ«كوفيد - 19»، وقع منها أكثر من 5 ملايين إصابة في إقليم شرق المتوسط، مشيرا إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين فقط، حدثت زيادة في عدد الحالات، ورجح أنها بسبب موسم الاحتفالات وبرودة الطقس.
وأضاف أن الأزمة عززت من القدرات المختبرية، فزاد عدد المختبرات القادرة على إجراء اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل في جميع أنحاء الإقليم من 20 مختبراً في بداية عام 2020 إلى أكثر من 450 مختبراً بنهاية العام، كما تعززت قدرات وحدات الرعاية المركَّزة والرعاية الحرجة في جميع البلدان من خلال الدورات التدريبية والإرشاد من الخبراء الإقليميين.
كما نوه إلى أن الأزمة وضعت مركز الإمدادات اللوجيستية التابع للمنظمة ومقره دبي، في اختبار حقيقي، أثبت من خلاله قدرته على ضمان توصيل الإمدادات الأساسية إلى جميع البلدان، لا سيّما التي تواجه حالات طوارئ معقدة، فجرى توصيل ما يقرب من 440 شحنة من الإمدادات الطبية إلى 110 بلدان في جميع الأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية، بزيادة هائلة في العمليات مقارنة بعام 2019 الذي قام فيه المركز بتوصيل 92 شحنة من الإمدادات الطبية إلى 22 بلداً في ثلاثة من أقاليم المنظمة.
وبالتزامن مع بدء حملات التلقيح شهد المؤتمر الصحافي الكثير من الأسئلة، أجاب عليها خبراء المنظمة.
وردا على سؤال بشأن كيفية الثقة في لقاحات تم إنجازها سريعا، قال ريتشارد برنان، مدير الطوارئ الصحية الإقليمي، إن لقاحي «موديرنا» و«فايزر» اللذين تم اعتمادهما من المنظمة مرا بكافة مراحل التجارب السريرية، وتم اعتمادهما من الهيئات التنظيمية الوطنية، التي تراجع بدقة بيانات التجارب، كما تم نشر نتائج تلك التجارب في الدوريات العلمية.
وعن الفئات المستثناة من اللقاحات، قال إيفان هوتن، مدير قسم مكافحة الأمراض السارية، بالنسبة للقاحات التي اعتمدت من المنظمة، لا توجد خطورة على السيدات الحوامل من تناولها، لكن لا يفضل تناولها، إلا إذا كانت هناك درجة عالية من الخطورة، كأن تكون من العاملين في القطاع الصحي وتتعامل مع المرضى، أما من هم أقل من 16 عاما، فإنهم غير مشمولين بحملات التلقيح التي ستستخدم هذه اللقاحات المعتمدة، والمخصصة فقط للبالغين.
وحول الموقف من الكمامات لمن يحصل على التلقيح، قال المنظري: «يجب الاستمرار في ارتداء الكمامات، لأنه لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100 في المائة، وتظل احتمالية الإصابة بالفيروس قائمة، فمن الممكن أن يساعد اللقاح في السيطرة على أعراض الفيروس، فلا يشعر بها من حصل على اللقاح، لكن يظل الفيروس موجودا في أغشيته المخاطية، وينقله للآخرين».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».