مبادرة لتوحيد المعارضة في مواجهة إردوغان

يواصل إردوغان مساعيه لضم أحزاب أخرى إلى تحالفه مع الحركة القومية في ظل تكاتف المعارضة لخلق جبهة عريضة ضده (أ.ف.ب)
يواصل إردوغان مساعيه لضم أحزاب أخرى إلى تحالفه مع الحركة القومية في ظل تكاتف المعارضة لخلق جبهة عريضة ضده (أ.ف.ب)
TT

مبادرة لتوحيد المعارضة في مواجهة إردوغان

يواصل إردوغان مساعيه لضم أحزاب أخرى إلى تحالفه مع الحركة القومية في ظل تكاتف المعارضة لخلق جبهة عريضة ضده (أ.ف.ب)
يواصل إردوغان مساعيه لضم أحزاب أخرى إلى تحالفه مع الحركة القومية في ظل تكاتف المعارضة لخلق جبهة عريضة ضده (أ.ف.ب)

اتسع الحراك بين أحزاب المعارضة التركية بهدف تشكيل تحالف واسع يواجه «تحالف الشعب» المؤلَّف من حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية. ودخل حزب الشعوب الديمقراطية الذي يُعدّ ثاني أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، والمؤيد للأكراد، على الخط، بطلب لقاءات مع قادة أحزاب المعارضة لبحث مشكلات تركيا الأساسية، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس رجب طيب إردوغان مساعيه لضم أحزاب أخرى إلى تحالفه مع الحركة القومية.
وطلب الرئيسان المشاركان لحزب الشعوب الديمقراطية، بروين بولدان ومدحت سنجار، عقد لقاءات مع رؤساء أحزاب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، وحزب «الديمقراطية والتقدم» الذي يرأسه نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، وحزب «المستقبل» برئاسة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، وحزب السعادة الذي يرأسه تمل كارامولا أوغلو، الذي بادر بتحديد موعد للقاء يُعقد يوم الاثنين المقبل. وأطلقت أحزاب المعارضة منذ أشهر حركة زيارات متبادلة شملت بصفة أساسية أحزاب الشعب الجمهوري والجيد (الشريكين في «تحالف الأمة») والديمقراطية والتقدم والسعادة، لكنها استثنت في البداية حزب الشعوب الديمقراطية الذي يواجه اتهامات من جانب الرئيس رجب طيب إردوغان وحليفه دولت بخشلي، رئيس حزب الحركة القومية، بدعم الإرهاب وبأنه الذراع السياسية لحزب العمال الكردستاني المحظور. وجرت هذه اللقاءات لتبادل وجهات النظر حول المشكلات الرئيسية للبلاد و«جس النبض» حول التعاون المستقبلي.
وعملياً دعم حزب الشعوب الديمقراطية «تحالف الأمة» في الانتخابات المحلية في نهاية مارس (آذار) 2019، التي تكبد فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم خسائر ضخمة وفَقَد فيها كبريات المدن التي سيطر عليها باستمرار، خصوصاً إسطنبول وأنقرة. وبعثت مختلف الأحزاب برسائل إيجابية على مدى الشهور الماضية، بشأن الحوار والتنسيق مع حزب الشعوب الديمقراطية، بدأت من حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، وامتدت إلى حليفه حزب «الجيد» المحسوب على التيار القومي، الذي ترأسه السياسية المخضرمة ميرال أكشينار، مروراً بأحزاب الديمقراطية والتقدم والمستقبل، أحدث حزبين خرجا من رحم العدالة والتنمية، وحزب السعادة ذي الجذور الإسلامية.
وقررت إدارة حزب الشعوب الديمقراطية، الذي بات مستهدفاً بدعوات إغلاقه التي كررها أكثر من مرة دولت بهشلي حليف إردوغان، اتخاذ خطوات ومبادرات لتوسيع أرضية الحوار مع أحزاب المعارضة، وفي هذا السياق، طلب الرئيسان المشاركان للحزب بولدان وسنجار، مواعيد من الأحزاب الأربعة (الشعب الجمهوري، الديمقراطية والتقدم، المستقبل، السعادة)، ولم يطلب الحزب لقاء مع ميرال أكشينار رئيس حزب «الجيد» نظراً للحساسيات بين القوميين والأكراد، وإن كانت أكشينار أعلنت مؤخراً استعدادها لاستقبال الرئيس المشارك السابق للحزب صلاح الدين دميرطاش، رداً على رسالة بعث بها من داخل محبسه متسائلاً فيها: «هل لو طرقت بابك يوماً ذات صباح لتناول الشاي هل تسمحين؟» وردَّت: «بالطبع، سأستقبلك». ويسود الاعتقاد في الأوساط السياسية في البلاد بأن هذه اللقاءات والزيارات هدفها الاستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) 2023، والخروج بتوافق بين أحزاب المعارضة وتشكيل تحالف واسع منها لمواجهة تحالف إردوغان - بهشلي، الذي يسعى إردوغان بدوره لضم أحزاب أخرى له حيث عقد لقاءات مع قيادات من حزب السعادة، ورؤساء أحزاب الوحدة الكبرى والديمقراطي واليسار الديمقراطي في محاولة لإقناعهم بالانضمام إلى «تحالف الشعب»، قبل الانتخابات المقبلة.
ومن المنتظَر أن يعلن حزبا الشعب الجمهوري والجيد الشريكان في «تحالف الأمة»، خلال أيام عن مقترحات بشأن حل المشكلات القائمة في البلاد، والعودة إلى النظام البرلماني بعد تعزيزه بسبب المشكلات التي نجمت عن النظام الرئاسي منذ تطبيقه في 2018، وتأثيره السلبي على الاقتصاد وعلاقات تركيا بالخارج إضافة إلى خطة العمل مع الأحزاب، واحتمالات تشكيل تحالف واسع صدرت إشارات بشأنه من جانب رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، ورئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشينار، أكثر من مرة.
في سياق متصل، يواجه الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دميرطاش، الذي يقبع في السجن منذ عام 2016 باتهامات تتعلق بالإرهاب، تهماً جديدة تتعلق باندلاع سلسلة من الاحتجاجات في الشوارع في عام 2014، إلى جانب ما لا يقل عن 108 من أعضاء حزبه.
ويواجه دميرطاش وزميلته رئيس الحزب المشارك السابقة، فيجان يوكسكداغ، 38 تهمة عقوبتها بالسجن المؤبد و19 ألف سنة إضافية في السجن، بزعم التحريض على أحداث كوباني (عين العرب)، في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، عندما اشتبكت قوات الأمن والمتظاهرين خلال الاحتجاجات الجماهيرية في منطقة جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية على موقف الحكومة التركية من حصار تنظيم «داعش» الإرهابي للمدينة الواقعة في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً على الأقل.
وقال رمضان دمير، أحد محامي دميرطاش، إن لائحة الاتهام عبارة عن تجميع لنتائج بحث على موقع «غوغل»، وتتضمن جميع الأخبار والبيانات الصحافية من قبل سياسيين وغير سياسيين، ولا توجد جرائم مدرجة في لائحة الاتهام.
وأضاف أن اللائحة تضمنت أيضاً اتهامات ضد سياسيات كرديات بارزات ونائبات سابقات، منهن صبحات تونجل، وجولتان كيشاناك، وأيسيل توغلوك، بالقتل والنهب والضرب والاعتداء والإجهاض، مع العديد من المشتبه بهم الآخرين. كما اتهم دميرطاش ويوكسيكداغ أيضاً بالتحريض على القتل والضرب والنهب والسرقة. وذكر دمير أن أكثر من ألفي صفحة في لائحة الاتهام تروي تاريخ حزب العمال الكردستاني، واصفاً إياها بأنها «محاولة لتجريم جميع المؤسسات والشخصيات البارزة بين الأكراد، وجميع أجنداتهم المتنوعة»، موضحاً أن لائحة الاتهام لا تهتم بملاحقة أو محاولة كشف الحقيقة المادية.



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.