«قاعدة حميميم» تتوسط بين دمشق والقامشلي

TT

«قاعدة حميميم» تتوسط بين دمشق والقامشلي

فرضت قوات الشرطة الكردية التابعة لـ«الإدارة الذاتية» شرق الفرات أمس، طوقاً أمنياً شاملاً على «المربع الأمني» قوات النظام في الحسكة شمال شرقي سوريا، ذلك وسط جهود روسية من قاعدة حميميم للتهدئة بين دمشق والقامشلي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوى الأمن الداخلي «أسايش» فرضت طوقاً أمنياً شاملاً على منطقة المربع الأمني الخاضع لسيطرة النظام في مدينة الحسكة، بعد منعها للمدنيين من التنقل بين مناطق سيطرتها والأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، حيث كانت تسمح لهم بالتنقل سيراً على الأقدام منذ بدء التوتر بينها وبين النظام في الحسكة.
وأشار إلى أنه من المرتقب أن تشهد مدينتا القامشلي والحسكة، اعتصاماً للموالين للنظام ضمن منطقة المربع الأمني لكل مدينة، «ذلك استنكاراً وتنديداً بالحصار الخانق الذي تفرضه قوى الأمن الداخلي (أسايش) على مناطق نفوذ النظام بمدينتي الحسكة والقامشلي، وذلك لليوم 17 على التوالي، وسط تخوف شعبي في تلك الأوساط من إجبار النظام على الخروج من مناطق وجوده في المدينتين».
وكان «المرصد» قال إن قوات النظام المتمركزة على حاجز مطار القامشلي في المدينة أطلقت النار باتجاه حافلة مدنية بالقرب من دوار الباسل في مدينة القامشلي، دون معلومات عن إصابات، لتقوم قوى الأمن الداخلي بعد ذلك بوضع «حواجز طيارة» - أي حواجز مؤقتة توضع بشكل خاطف - وذلك ضمن المناطق المحيطة بمناطق سيطرة النظام في القامشلي، كما وضعت حاجزاً على بعد 100 متر من فرن «البعث» الواقع بين المربع الأمني وحيي السياحي والقصور، أي ضمن المنطقة الفاصلة بين سيطرة الطرفين.
يأتي ذلك في ظل استمرار التوتر في مدينة الحسكة، وسط حصار متواصل من «أسايش» للنظام السوري في المربع الأمني وأحياء أخرى.
قبل ذلك، ساد هدوء حذر في مدينتي الحسكة والقامشلي، بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها، رافقه توتر متواصل واستنفار مستمر لكل من قوات النظام والدفاع الوطني من طرف، وقوى الأمن الداخلي (أسايش) من طرف آخر وسط مساعي روسية مستمرة للتوصل إلى اتفاق ينهي التوتر القائم وحصار «أسايش» للنظام في المربع الأمني بالحسكة والذي بدأ قبل 15 يوماً.
قبل أربعة أيام أفيد بإصابة 6 عناصر من قوات الدفاع الوطني التابعة لقوات النظام أحدهم بحالة خطيرة، جراء اشتباكات في مدينة القامشلي، بين قوات الدفاع الوطني التابع للنظام وقوى الأمن الداخلي «الأسايش»، تزامناً مع نزوح المواطنين إلى مناطق أكثر أمناً في الأحياء الشمالية من المدينة.
كانت «أسايش» أغلقت الطرق المؤدية لمطار القامشلي وحارة طي وحلكو في مدينة القامشلي، واستقدمت تعزيزات عسكرية إلى مواقع بالقرب من منطقة الاشتباكات.
كانت دمشق قد اتهمت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بـ«الاعتداء بالضرب ومحاولة اختطاف مصور التلفزيون الرسمي السوري في أثناء تغطيته وقفات احتجاجية ضد (قسد)». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن المصور «تمكن من الفرار». وبثّت الوكالة صوراً تُظهر الأهالي من مدينتي الحسكة والقامشلي «يرفعون شعارات مناهضة للحصار الأميركي وللتدخل التركي، وتطالب بفك الحصار».
وذكّرت «سانا» بأن أهالي مدينتي الحسكة والقامشلي «نفّذوا وقفتين احتجاجيتين ضد انتهاكات ميليشيا (قسد) المرتبطة بالاحتلال الأميركي واستمرار فرضها الحصار الإجرامي على الأحياء السكنية ومنع إدخال المواد الغذائية وتعطيل حركة النقل وحرمان الطلاب من الوصول إلى مدارسهم». وقالت إن عناصر «(قسد) أطلقوا النار على المشاركين في الاحتجاجات ضد جرائم الميليشيا في مدينة الحسكة لتفريقهم».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.