هادي يظهر لأول مرة مع مدير مكتبه بصحة جيدة

بنعمر يستمع للحلول النهائية تجاه أزمة الفراغ الدستوري

هادي في أول ظهور له منذ استقالته ويبدو بجانبه مدير مكتبه الذي تم الإفراج عنه أول من أمس في صورة تناقلها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن أمس
هادي في أول ظهور له منذ استقالته ويبدو بجانبه مدير مكتبه الذي تم الإفراج عنه أول من أمس في صورة تناقلها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن أمس
TT

هادي يظهر لأول مرة مع مدير مكتبه بصحة جيدة

هادي في أول ظهور له منذ استقالته ويبدو بجانبه مدير مكتبه الذي تم الإفراج عنه أول من أمس في صورة تناقلها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن أمس
هادي في أول ظهور له منذ استقالته ويبدو بجانبه مدير مكتبه الذي تم الإفراج عنه أول من أمس في صورة تناقلها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن أمس

نشر ناشطون وسياسيون، أمس، أول صورة للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، منذ اقتحام الحوثيين لمنزله قبل أسبوعين، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، في إطار إجراءات أمنية وضعها الحوثيون لقادة الدولة ووزراء حكومة الكفاءات المستقيلة.
وأكد الناشطون أن جماعة الحوثي سمحت لمدير مكتب هادي الذي أفرج مسلحو الحوثي عنه أول من أمس (الثلاثاء) بزيارته في منزله الذي يحيط به عشرات المدرعات والمسلحين التابعين للجماعة، في شارع الستين الشمالي، وبدا هادي بصحة جيدة ومرتديا بدلته الرسمية مع ربطة عنق برتقالية، وبجواره وقف مدير مكتبه أحمد بن مبارك برفقه شقيقه ونجله وهم مبتسمون وخلفهم العلم الجمهوري. ولم تنف أو تؤكد مصادر قريبة من هادي صحة هذه الصورة.
ويحاصر المئات من مسلحي الحوثي القصور الرئاسية ومنزل هادي، ووزراء حكومة خالد بحاح في منازلهم، وتم وضعهم تحت الإقامة الجبرية، مبررين هذه الإجراءات بأنها للتأمين والحماية في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده العاصمة صنعاء. وقد أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر خضوع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وأعضاء حكومته للإقامة الجبرية، ونقلت مصادر دبلوماسية أن بنعمر أبلغ مجلس الأمن الدولي بأن دور الأمم المتحدة في اليمن أصبح ضروريا للغاية، وأن فرص التوصل إلى تسوية لا تزال قائمة.
وقبل أيام بثت وسائل إعلامية تابعة للحوثيين تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية بين هادي ومدير مكتبه، تضمنت الحديث عن قضايا ساخنة في الساحة اليمنية، وآليات عمل تتعلق بالإسراع في إنجاز مناقشة المسودة والتصويت عليها في هيئة الرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وكان مقرب من الرئاسة اتهم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الحوثيين بالتنصت على هواتف الرئاسة اليمنية ومنزل الرئيس والهواتف النقالة التابعة له ولموظفيه.
إلى ذلك، قالت مصادر سياسية أمس إن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص في اليمن، جمال بنعمر، عقد أمس جولة جديدة من الحوارات مع المكونات والأحزاب السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة، مع استمرار مقاطعة أحزاب لهذه الاجتماعات. وذكرت المصادر أن الاجتماع تضمن تقديم المكونات رؤيتها النهائية للحل السياسي وشكل السلطة الرئاسية وآلية اختيارها. وقال أمين عام حزب الرشاد الدكتور عبد الوهاب الحميقاتي إن حزبه اعتذر عن عدم حضور الاجتماعات في ظل وجود مظاهر الانقلاب ومحاصرة الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء، وفرض المطالب السياسية بالعنف وسلطة الأمر الواقع، مطالبا في بيان صحافي بتهيئة ظروف مناسبة للحوار بعيدا عن تسلط قوة ولغة السلاح لنجاح العملية السياسية.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص في اليمن، جمال بنعمر، إنه «دعا لاجتماع الأطراف السياسية الموقعة على اتفاقية السلم والشراكة، وعلى كل الأطراف الحفاظ على روح المسؤولية والتحلي بحس وطني عال للتمكن من تجاوز الأزمة الحالية». وأشاد بنعمر بالإفراج عن مدير مكتب الرئيس هادي، وقال إنه بذل «جهودا حثيثة وتواصل بشكل مستمر من أجل الإفراج عن الدكتور أحمد بن مبارك من قبل جماعة أنصار الله»، وعدها «خطوة تخفف من التوتر وستسهم في الدفع بالحوار قدما»، مطالبا الحوثيين في الوقت نفسه بمزيد من الإجراءات لطمأنة بقية الأطراف السياسية والشعب اليمني.
وتعددت رؤى الأحزاب السياسية حول التوصل لحل للأزمة الفراغ الدستوري، منها من يؤيد إنشاء مجلس رئاسي بقيادة هادي للإشراف على انتخابات رئاسية وبرلمانية، فيما يطالب آخرون بالعودة لمجلس النواب المنتهية شرعيته منذ سنوات، وهذا الخيار أعلنه حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وينص الدستور على تخويل مجلس النواب برفض أو قبول استقالة الرئيس، وفي حالة القبول فإن رئيس البرلمان يحيى الراعي، المقرب من صالح، هو من سيدير البلد لمدة ستين يوما تجرى بعدها انتخابات رئاسية وبرلمانية، وهو ما عدته أطراف سياسية محاولة لعودة صالح للحكم.
وأوضحت اللجنة العامة للمؤتمر في بيان صحافي أن «حل الأزمة الراهنة يأتي عبر الدستور والرجوع إلى مجلس النواب باعتباره المؤسسة الشرعية والدستورية الملزمة للجميع الرجوع إليها، وبما يهيئ الوطن للانتقال الآمن إلى مرحلة الاستقرار السياسي والشرعية الدستورية وعبر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية»، مؤكدا أن هذا «هو السبيل الوحيد الذي يضمن للوطن استقراره وسلامته ووحدته ويجنبه أي منزلقات خطرة».
في سياق آخر، نفى مصدر عسكري في قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري المنحل) سيطرة الحوثيين على معسكراته في صنعاء. وذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع أن مكتب قائد قوات الاحتياط اللواء الركن علي الجائفي كذب هذه الأنباء، وأنها لا أساس لها من الصحة، ومجرد إشاعات مغرضة هدفها الإثارة والتضليل.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.