الأردن يعلن استعداده لإطلاق الريشاوي مقابل الكساسبة.. وتضارب حول صفقة التبادل

مفاوضات منذ أسابيع عبر شخصيات دينية وعشائرية لإنقاذه

أنور طراونة زوجة الطيار الأردني المخطوف معاذ الكساسبة مع شقيقته وابنتها في وقفة احتجاجية أمام القصر الملكي تطالب بالإفراج عن الكساسبة مساء أمس في عمان (رويترز)
أنور طراونة زوجة الطيار الأردني المخطوف معاذ الكساسبة مع شقيقته وابنتها في وقفة احتجاجية أمام القصر الملكي تطالب بالإفراج عن الكساسبة مساء أمس في عمان (رويترز)
TT

الأردن يعلن استعداده لإطلاق الريشاوي مقابل الكساسبة.. وتضارب حول صفقة التبادل

أنور طراونة زوجة الطيار الأردني المخطوف معاذ الكساسبة مع شقيقته وابنتها في وقفة احتجاجية أمام القصر الملكي تطالب بالإفراج عن الكساسبة مساء أمس في عمان (رويترز)
أنور طراونة زوجة الطيار الأردني المخطوف معاذ الكساسبة مع شقيقته وابنتها في وقفة احتجاجية أمام القصر الملكي تطالب بالإفراج عن الكساسبة مساء أمس في عمان (رويترز)

عاش الأردن يوما عصيبا، أمس؛ حيث انتهت مساء المهلة التي حددها تنظيم داعش لإطلاق سراح السجينة العراقية ساجدة الريشاوي مقابل الإفراج عن الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة الأسير لدى التنظيم منذ 24 ديسمبر الماضي.
وصدرت تصريحات متناقضة، أمس، خصوصا في أعقاب تصريح منسوب للسفير الياباني في عمان من أن الريشاوي سيطلق سراحها خلال ساعات، وهو ما دفع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إلى القول بأن «ساجدة ما زالت في الأردن وأن إطلاق سراحها مرهون بالإفراج عن الكساسبة». كما نفت السفارة اليابانية في عمان لاحقا ما تم تداوله في وسائل الإعلام.
وكان والد الطيار الأردني طالب سلطات بلاده بالاستجابة لمطالب التنظيم وإطلاق سراح الريشاوي حفاظا على حياة ابنه. وقال صافي الكساسبة للصحافيين خلال وقفة احتجاجية قبل أمس، أمام مقر رئاسة الوزراء وسط عمان: «نطالب بإعادة معاذ، طلبنا واحد فقط لا غيره، إعادة معاذ بأي ثمن كان». من جانبه، ناشد جودت الكساسبة شقيق الطيار تنظيم داعش أن «اعتقوا رقبة أخي معاذ وهو مسلم، إكراما لله ولرسوله». وأضاف جودت لوكالة الصحافة الفرنسية أن «معاذ عسكري ينفذ واجبات عسكرية تطلب منه، ولم يكن بيده حيلة لرفض الأوامر، والرفض يعتبر خيانة عظمى والسجن مصيره».
ومساء احتشدت عائلة الكساسبة ومحبيه أمام قصر الحسينية الملكي انتظارا لأنباء حول الكساسبة بعد أن أكدت الحكومة الأردنية استعدادها لإطلاق الريشاوي في حال ضمنت سلامة الكساسبة وإطلاقه، من دون رد حتى مساء أمس من «داعش». وكان التنظيم قد هدد أول من أمس بقتل الطيار الكساسبة والرهينة الياباني كينجي غوتو خلال 24 ساعة إذا لم يوافق الأردن على إطلاق سراح الريشاوي المحكومة بالإعدام على خلفية العملية الإرهابية بتفجير 3 فنادق في عمان عام 2005.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني، إن «الأردن مستعد لإطلاق سراح السجينة ساجدة الريشاوي إذا تم إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وعدم المساس بحياته إطلاقا». وأكد المومني في تصريح صحافي أمس، أن «موقف الأردن كان منذ البداية ضمان حياة ابننا الطيار الكساسبة». وبعد تصريحات متضاربة من جهات عدة حول إطلاق الريشاوي عصر أمس، أكد المومني مساء أمس أن «الأردن ما زال يحتجز السجينة التي طلب تنظيم داعش الإفراج عنها وأن حريتها تعتمد على مصير الكساسبة».
ولم يتطرق المومني في تصريحاته بأي إشارة إلى الرهينة الياباني الصحافي كينجي غوتو، الذي يعتقد أنه أسر في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) أو مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، أمس، إن بلاده «تريد إثباتا بأن الطيار الأردني لا يزال على قيد الحياة». وكتب الوزير الأردني في تغريدة باللغة العربية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قبل نحو ساعة من انتهاء المهلة التي حددها تنظيم داعش: «طلبنا من فترة إثباتات على صحة وسلامة البطل معاذ ولم تأتِ».
وأضاف في تغريدة ثانية: «من يقول إن الريشاوي أطلق سراحها وغادرت الأردن. هذا الكلام غير صحيح ولقد قلنا منذ البداية إن إطلاق سراحها مرهون بالإفراج عن ابننا معاذ».
وشاركت ساجدة مبارك عطروس الريشاوي الانتحارية العراقية في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 نوفمبر عام 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها إلى معارفها في مدينة السلط حيث قبضت عليها السلطات بعد 3 أيام.
وقال نائب وزير الخارجية الياباني ياسو هيدي ناكاياما في تصريحات للصحافيين في عمان: «نحن لن نتخلى عنه أبدا، وأنا أحاول ضمان عودة الرهينة الياباني السيد غوتو، إلى بلده آمنا. نحن لن نتخلى عنه أبدا».
وكان مسؤول حكومي أردني أكد لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق أمس، أن «عمان ما زالت تفاوض لتأمين سلامة الطيار الأردني المحتجز».
وتحدثت وسائل إعلامية يابانية أمس عن تسليم الأردن الريشاوي لأحد شيوخ عشائر الدليم في غرب العراق، تمهيدا لتسليمها لتنظيم داعش ضمن صفقة للإفراج عن الرهينة الياباني. وقالت مصادر أردنية رفيعة المستوى إن «الأردن طلب عبر قنوات الاتصال الأمنية من تنظيم داعش إثبات صحة وسلامة الطيار الأردني الكساسبة». ولفتت إلى أن التسجيل الذي ظهر فيه الصحافي الياباني كان يحمل صورة للطيار الكساسبة، ولم يظهر أي تاريخ يشير إلى أنه صُوّر حديثا». وكان الصحافي الياباني ظهر في مقطع فيديو يوم الثلاثاء وهو يحمل صورة للطيار الكساسبة، حيث ناشد بلاده التدخل لدى الأردن في سبيل الإفراج عن المعتقلة ساجدة الريشاوي لقاء إطلاق سراحه، دون أن تتضمن الصفقة إطلاق سراح الكساسبة.
من جانبه، دعا القيادي في التيار السلفي محمد الشلبي الملقب بـ«أبي سياف» تنظيم داعش إلى عدم تضييع الفرصة التي تقدمت بها الحكومة الأردنية لمبادلة الريشاوي بالكساسبة.
وقال مسؤول أردني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأردن يجري مفاوضات متواصلة من أجل استعادة الطيار الكساسبة عبر شخصيات دينية وعشائرية». أضاف المسؤول أنه «إذا كان تنظيم داعش مهتما بالسجينة العراقية المحكومة بالإعدام الريشاوي، فعليه أن يحافظ على حياتها». ولفت المصدر إلى عشرات الطلعات الجوية الاستطلاعية التي تمت على مدى الشهر الماضي لإنقاذ حياة الكساسبة من خلال متابعة مواقع وجوده ومتابعة سلامته، وأنه على قيد الحياة من خلال عمليات استخباراتية مدروسة. وبين أن الأردن لن يقدم ساجدة دون ثمن، ألا وهو عودة الكساسبة إلى وطنه وأهله سالما، وأن التنظيم الإرهابي إذا كان تهمه الريشاوي، فإن عليه أن يحافظ على حياتها.
وأكد محامي التنظيمات الإسلامية في الأردن موسى العبد اللات أن صفقة التبادل بين الأردن وتنظيم داعش قد تمت، وأن السجينة ساجدة الريشاوي توجهت إلى العراق، رغم النفي الرسمي الأردني لذلك. وأضاف العبد اللات في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «أحد شيوخ عشائر الدليم في العراق توسط وتسلم الريشاوي». يذكر أن المحامي العبد اللات كان على إطلاق التفاهمات السابقة في ظروف متعلقة بالمختطفين الأردنيين وشملت الإفراج عن السفير الأردني في ليبيا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.