«صندوق النقد» يتوقع 6 % لاقتصاد تركيا العام الجاري و3.5 % في 2022

الأعلى في أوروبا من حيث انعدام العدالة في توزيع الدخل القومي

TT

«صندوق النقد» يتوقع 6 % لاقتصاد تركيا العام الجاري و3.5 % في 2022

توقع خبراء في صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد التركي بنسبة 6 في المائة خلال العام الحالي، قبل أن يتراجع إلى 3.5 في المائة سنويا اعتبارا من العام 2022.
وسبق أن حث صندوق النقد الدولي تركيا على تنفيذ تحفيز إضافي مستهدف لمواجهة تداعيات وباء «كورونا». ويعتزم الصندوق تحديث توقعاته الجديدة لآفاق الاقتصاد العالمي، والتي سبق أن قدرت أن الاقتصاد التركي سينكمش بنسبة 5 في المائة في 2020.
وأرجع صندوق النقد توقعاته المتفائلة للاقتصاد التركي لأمور؛ منها طرح اللقاح المضاد لـ«كورونا»، واستمرار القوة الدافعة الإيجابية في نهاية العام 2020، مؤكداً في الوقت ذاته أن تركيا بحاجة إلى مزيد من الدعم المالي «المستهدف والمؤقت» رغم إجراءات الدعم المالي المباشر التي نفذتها بواقع 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح خبراء الصندوق أن تركيا لديها بعض الحيز المالي لتوسيع الدعم في 2021 ربما في حدود واحد في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ومن شأن التحويلات الاجتماعية للأسر الضعيفة والعمال غير الرسميين أن تدعم أشد الناس تضررا من وباء «كورونا».
وبالنسبة للتضخم، توقع خبراء الصندوق أن يتراجع المعدل قليلا في تركيا بنهاية 2021، لكنه سيظل فوق المستوى المستهدف. وبلغ معدل التضخم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي 14.6 في المائة.
كما توقع الخبراء أن ينخفض عجز الحساب الجاري لتركيا إلى 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، فيما يعكس إلى حد بعيد تراجع واردات الذهب وانتعاش السياحة المحدود.
وأبقت وكالة «ستاندرد آند بورز» الدولية للتصنيف الائتماني، الأسبوع الماضي، على تصنيفها الائتماني السلبي لتركيا عند درجة «- بي بي»، مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وذكرت الوكالة أنها سبق وأن توقعت أن يحقق الاقتصاد التركي نموا بمعدل 0.9 في المائة في 2020 بفعل تحفيزات القروض، وذلك رغم تداعيات فيروس «كورونا».
إلى ذلك كشف تقرير لاتحاد نقابات العمال الثوري في تركيا، صدر تحت عنوان: ««غياب المساواة في الدخل... الفقر في تركيا» عن أن تركيا هي الدولة الأعلى في دول أوروبا من حيث عدم المساواة في توزيع الدخل القومي بين المواطنين.
وذكر التقرير أن عدد الفقراء ارتفع بنسبة 8.4 في المائة في العامين الماضيين، وأن 7 من كل 10 أشخاص مدينون، وأن واحدا من كل ثلاثة لا يستطيع شراء اللحوم أو الأسماك.
وأشار التقرير إلى أن عدد الفقراء ارتفع بنسبة 8.4 في المائة خلال عامين، وأن العدد الذي كان 15 مليونا و864 ألف نسمة في عام 2017 ارتفع بمقدار مليون و343 ألفا إلى 17 مليونا و207 آلاف نسمة في عام 2019، وبلغ معدل الفقر 21.3 في المائة.
وتابع التقرير أن نصيب الفرد من الدخل القومي بلغ 9 آلاف و150 دولارا في 2019 لكنه انخفض إلى 7 آلاف و715 دولارا في 2020، وأن متوسط نصيب الفرد في دول الاتحاد الأوروبي، الذي تسعى تركيا لنيل عضويته يبلغ 43 ألفا و615 دولارا.
ولفت التقرير إلى أنه في عام 2019 لم يتمكن 33.6 في المائة من السكان من تلبية الحاجة إلى وجبة تحتوي على اللحوم أو الأسماك كل يومين، و29.7 في المائة من السكان لم يتمكنوا من تخصيص الموارد لنفقاتهم غير المتوقعة، و19.2 في المائة منهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم من التدفئة في المنزل.



في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
TT

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

رغم عدم إعلان العديد من الدول الحليفة لواشنطن بـ«شكل مباشر» لاعتراضها على جوانب من أحدث حلقات العقوبات الأميركية ضد روسيا، فإن التصريحات المتوالية أشارت إلى تضرر هذه الدول وبحثها عن حلول لتجاوز شظايا العقوبات.

وعقب إعلان واشنطن يوم الخميس عن فرض عقوبات على حزمة من البنوك الروسية، قفزت إلى السطح مشكلة معقدة، إذ إن أحد تلك البنوك هو «غازبروم بنك»، المملوك من شركة الغاز الحكومية «غازبروم»، ويعد من أهم الحلقات المالية للتحويلات مقابل شراء الغاز الروسي من الدول الخارجية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على بنك غازبروم، في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس جو بايدن الإجراءات لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا قبل أن يترك منصبه في يناير (كانون الثاني).

وبفرض العقوبات الأميركية، وتجريم التعامل مع البنك الروسي، فإن واشنطن حكمت عرضيا باحتمالية وقف إمداد دول كثيرة حليفة لها بالغاز الروسي.

وفي ردود الفعل الأولية، قالت وزارة الاقتصاد في سلوفاكيا إنها تحلل العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستعرف تأثيرها المحتمل على سلوفاكيا قريبا. وتمتلك شركة «إس بي بي»، المشتري الحكومي للغاز في سلوفاكيا، عقدا طويل الأجل مع «غازبروم».

كما قالت وزارة الخارجية المجرية في رد بالبريد الإلكتروني على «رويترز» يوم الخميس إنها تدرس تأثير العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستتصل بمورد الغاز الطبيعي إذا لزم الأمر. وبموجب اتفاق مدته 15 عاماً تم توقيعه في عام 2021، تحصل المجر على 4.5 مليار متر مكعب سنوياً من روسيا من خلال شركة غازبروم.

وخارج القارة الأوروبية، قال وزير الصناعة الياباني يوجي موتو يوم الجمعة إن اليابان ستتخذ كافة التدابير الممكنة لمنع حدوث اضطرابات في تأمين إمدادات مستقرة من الغاز الطبيعي المسال من مشروع «سخالين-2» الروسي في أعقاب العقوبات الأميركية الجديدة.

ومنحت العقوبات الأميركية إعفاءات للمعاملات المتعلقة بمشروع النفط والغاز سخالين-2 في أقصى شرق روسيا حتى 28 يونيو (حزيران) 2025، وفقاً لرخصة عامة محدثة نشرتها وزارة الخزانة.

وقال موتو في مؤتمر صحافي يوم الجمعة: «إن سخالين-2 مهم لأمن الطاقة في اليابان»، مشيراً إلى أنه لا يوجد انقطاع فوري، حيث يتم استبعاد المعاملات من خلال «غازبروم بنك» مع «سخالين-2» أو «سخالين إنرجي» من العقوبات. وقال: «سنستمر في تقديم تفسيرات مفصلة للولايات المتحدة وأعضاء مجموعة السبع الآخرين كما فعلنا في الماضي، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم وجود عقبات أمام تأمين إمدادات مستقرة لليابان».

من ناحية أخرى، قال رئيس شركة «أوساكا» للغاز، وهي مشتري للغاز الطبيعي المسال «سخالين-2»، إن العقوبات الأميركية الجديدة لن تؤثر على عملية تسوية شراء الوقود.

ولا تتوقع الشركة، وهي ثاني أكبر مزود للغاز في اليابان، والتي تشتري الوقود المبرد للغاية من «سخالين-2» بموجب عقد طويل الأجل، أن تؤثر العقوبات الأميركية على معاملاتها، كما قال رئيس شركة أوساكا للغاز ماساتاكا فوجيوارا للصحافيين يوم الجمعة، مشيراً إلى أن الشركة لا تستخدم «غازبروم بنك» للتسوية.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، التي استخدمت أقوى أداة عقوبات لديها، فإن «غازبروم بنك» لا يمكنه التعامل مع أي معاملات جديدة متعلقة بالطاقة تمس النظام المالي الأميركي، وتحظر تجارته مع الأميركيين وتجمد أصوله الأميركية.

وتحث أوكرانيا الولايات المتحدة منذ فبراير (شباط) 2022 على فرض المزيد من العقوبات على البنك، الذي يتلقى مدفوعات مقابل الغاز الطبيعي من عملاء «غازبروم» في أوروبا.

كما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على 50 بنكاً روسياً صغيراً ومتوسطاً لتقليص اتصالات البلاد بالنظام المالي الدولي ومنعها من إساءة استخدامه لدفع ثمن التكنولوجيا والمعدات اللازمة للحرب. وحذرت من أن المؤسسات المالية الأجنبية التي تحافظ على علاقات مراسلة مع البنوك المستهدفة «تنطوي على مخاطر عقوبات كبيرة».

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين: «إن هذا الإجراء الشامل سيجعل من الصعب على الكرملين التهرب من العقوبات الأميركية وتمويل وتجهيز جيشه. سنواصل اتخاذ خطوات حاسمة ضد أي قنوات مالية تستخدمها روسيا لدعم حربها غير القانونية وغير المبررة في أوكرانيا».

كما أصدرت وزارة الخزانة ترخيصين عامين جديدين يسمحان للكيانات الأميركية بإنهاء المعاملات التي تشمل «غازبروم بنك»، من بين مؤسسات مالية أخرى، واتخاذ خطوات للتخلص من الديون أو الأسهم الصادرة عن «غازبروم بنك».

وقالت وزارة الخزانة إن «غازبروم بنك» هو قناة لروسيا لشراء المواد العسكرية في حربها ضد أوكرانيا. وتستخدم الحكومة الروسية البنك أيضاً لدفع رواتب جنودها، بما في ذلك مكافآت القتال، وتعويض أسر جنودها الذين قتلوا في الحرب.