سرد السفر... انتماء متأخر لحقل الأدب

ولد على يد كاهن فرعوني طارده القراصنة أثناء رحلة إلى لبنان

رحلة ماجلان حسب تصور فنان مجهول من القرن التاسع عشر
رحلة ماجلان حسب تصور فنان مجهول من القرن التاسع عشر
TT

سرد السفر... انتماء متأخر لحقل الأدب

رحلة ماجلان حسب تصور فنان مجهول من القرن التاسع عشر
رحلة ماجلان حسب تصور فنان مجهول من القرن التاسع عشر

نظرة جديدة لمفهوم أدب الرحلات، ومقدرته على تعزيز الشوق الإنساني، وإشباع روح المغامرة والتعرف على ثقافات وحضارات وتقاليد وعادات شعوب، تطالعنا في كتاب «أدب الرحلات»، للكاتب البريطاني كارل طومسون، المحاضر في جامعة نوتنجهام وصاحب عدد من المؤلفات في هذا السياق منها «معاناة المسافر والخيال الرومانسي» و«غرق السفن في الفن والأدب».
الكتاب صدر حديثا عن المركز القومي بالقاهرة وترجمه محمد الجندي، أستاذ الأدب الإنجليزي بأكاديمية الفنون. ويشير المؤلف إلى أن هذا النوع من الأدب يعتبر في الوقت الحالي مزدهرا للغاية، ففي كل عام يخرج تيار من قصص الرحلات الجديدة من المطابع ويظهر كاتبوه مثل مايكل بالين وبيل بريسون وبول تيرو بانتظام في قوائم أصحاب الكتب الأكثر مبيعا في كل من أوروبا وأميركا. ودفع هذا الإقبال من جانب القراء الناشرين لإعادة إصدار عدد من قصص الرحلات القديمة في صورة سلاسل. وذلك على عكس معظم فترات القرن العشرين حين كان نقاد الأدب والمعلقون الثقافيون عادة ما يرفضون هذا النوع الأدبي باعتباره ينتمي إلى الأدب المتوسط.

جذور تاريخية
يستقصي المؤلف جذور أدب الرحلات، مشيرا إلى أنه في عام 1130 قبل الميلاد كان هناك كاهن فرعوني يسمى «وينامون» قام برحلة من «طيبة» إلى لبنان لشراء إرسالية من خشب الأرز لمعبده، ولكن الرحلة كانت كارثة فقد تعرض للسرقة وتعقبه بعض القراصنة، وكان على وشك الموت، ومع ذلك كانت لهذه الرحلة نتيجة مهمة، حيث كتب الكاهن الفرعوني سردا عن هذه المغامرة التعسة، وبقي هذا السرد عبر الزمن رغم حالته السيئة، وهو يشكل وفقا للمؤرخ ليونيل كاسون أول سرد أدبي تفصيلي عن رحلة بالشكل القريب مما نعرفه اليوم.
ويذكر أنه قبل ذلك التاريخ، هناك بدايات غير ناضجة لأدب الرحلات تكاد تشمل كل حكايات السفر التي تناقلها البشر عبر الزمن بصورة شفوية. لافتا إلى أن المعالجات الأولية لموضوع السفر تتضح كما في ملحمة جلجامش والأوديسة لهوميروس وسفري النشوء والخروج في الإنجيل. ورغم أن ذلك سرد خيالي لرحالة أسطوري، تفتتح الأوديسة التراث الغربي من أدب الرحلات بصفة خاصة ما يعني أنها من أوائل قصص الرحلات المكتوبة، ومن أوائل النصوص التي كان لها تأثير على أدب الرحلات اللاحق من القصص، لا سيما تركيزها الموضوعي على كوارث الرحلة والعودة المحفوفة بالمشاكل وتقديمها للبطل الرحالة كشخص.
إن العصور الوسطى، كما يقول طومسون، أنتجت مثلما أنتج العصر الكلاسيكي وفرة من نصوص السفر، ولكن القليل من تلك النصوص يتوافق مع مفهمونا الحديث لأدب الرحلات، فغالبا ما تكون تقارير الرحلة منسوجة داخل الجغرافيا والتاريخ الطبيعي وكتب الحيوانات والعجائب الخاصة بالعصور الوسطى، لافتا إلى أن قارتي آسيا وأفريقيا كانتا بصفة خاصة مصدر إبهار للقراء الأوروبيين، وأدت إلى ظهور أدب ثري وتأملي بشكل كبير في الغالب. ومع ذلك فالقليل جدا من تلك التقارير هي قصص عن السفر بصيغة المتكلم يحكي فيها المسافر تجربته الخاصة، ولذلك فهي بشكل نمطي مجموعات من المعلومات تندمج فيها ملاحظات المصادر الكلاسيكية مثل هيرودتس وبليني مع التقارير الأحدث التي تسربت إلى مراكز النشاط العقلي في أوروبا عبر سلسلة من الوسطاء في الغالب. ويبدو الكثير من نصوص السفر في العصور الوسطى مزيجا مثيرا للفضول من الواقعي والخرافي، حيث إنها تجمع بين وصف معقول للشعوب والأماكن مع حكايات عن كائنات متوحشة أو خارقة قد تمثل إسقاطا للمخاوف والخيالات الأوروبية كالحصان المجنح والرجال الذين لهم رؤوس كلاب والمرأة المسترجلة.
ويتحدث طومسون عن نوع آخر من «الرحلات». ففي أوروبا كان الرجال يسافرون كجواسيس ليكتبوا التقارير للجيوش قبل الغزو. ونقلت الحملة الصليبية الكثيرين من المسيحيين الأوروبيين إلى الشرق الأدنى والأقصى، وأصبح الكثيرون منهم على دراية بالمنطقة من خلال العديد من الأحداث اللاحقة هناك، كما كان أيضا يتم إرسال البعثات التبشيرية والسفارات من حين لآخر إلى مناطق الصين والهند وأفريقيا.
وكانت البعثة الدبلوماسية إلى بلاط الإمبراطور المغولي «قبلاي خان» وراء إنتاج أشهر تقارير السفر في تلك الفترة وهي رحلات «ماركو بولو» التي تم تداول نسخ مختلفة منها تحت عناوين مختلفة منذ نهاية القرن الثالث عشر وما تلاه وقد أبهر وصف بولو لثروات وثقافة الصين المعقدة أهل ذلك العصر.
وفي العالم الإسلامي بدأت كتابات الرحلة مع القاضي المغربي «ابن بطوطة» صاحب رحلة الحج الملحمية التي يبلغ طولها 75000 ميل حول شمال أفريقيا والهند والصين وجنوب شرقي آسيا.

الرحلة والاستعمار
ويستعرض المؤلف أزمة المصداقية التي يمكن أن تواجه هذا النوع من الأدب من خلال تأرجحه بين الحقيقة والخيال، حيث يتعين على القراء الصراع مع أسئلة تتعلق بصحة المعرفة التي يقدمها أدب الرحلات، وعلى سبيل المثال كيف يستطيع الشخص تحديد موثوقية أي سرد عن السفر، وكيف يستطيع انتقاء الملاحظات الدقيقة من الفهم الخاطئ الناتج عن السهو أو الخداع، وكيف يستطيع الفصل بين سردين مختلفين عن نفس الأماكن والشعوب، وما معايير الحكم على سرد بأنه أجدر بالثقة من آخر؟
ويجيب على ما طرحه من أسئلة، مؤكدا أن أدب الرحلات ظل لوقت من الأوقات يمثل شكلا ثقافيا منغمسا في المواقف والأخيلة الاستعمارية «الإمبريالية»، وهناك نص يوضح هذا الجانب بطريقة صارمة ومتطرفة بصفة خاصة عبر تقديم عمل هنري مورتون ستانلي في كتابه «عبر القارات» الذي حقق أفضل المبيعات، وهو سرد عن رحلة شاقة في قلب أفريقيا استمرت لمدة ثلاث سنوات باستخدام عربة تجرها الحيوانات قاد فيها ستانلي حوالي 350 حمالا ومرشدا من «زنزبار» في المحيط الهندي إلى بحيرة فكتوريا وتنجانيقا في شرق أفريقيا قبل تتبع مجرى نهر لولابا ونهر الكونغو للوصول لساحل أفريقيا على الأطلنطي. ولم تكن هذه الرحلة من أجل الغزو الاستعماري، فقد سافر الرجل كمستكشف يسعى لجمع المعلومات الجغرافية والعرقية، وأثبتت تلك البيانات بمرور الزمن أنها مفيدة بشكل هائل للمشروعات الاستعمارية الأوروبية في شرق ووسط أفريقيا، كما أثبتت رواية «عبر القارة المظلمة» أنها مفيدة آيديولوجيا من خلال رسم صورة سلبية نمطية لأفريقيا وسكانها، فبدا الأمر وكأنها تشجع وتبرر المشروع الاستعماري.

الإسهام النسائي
ويختتم كارل طومسون كتابه بالإشارة إلى إسهام النساء في أدب الرحلات، ويرى أنه في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين استمرت المرأة في تقديم إسهامات مهمة لأدب الرحلات تماما مثلما فعلن منذ بداية القرن التاسع عشر. ساعد على ذلك أنه على العكس من العصور السابقة، وجود القليل من القيود على الموضوعات التي تتناولها المرأة في قصص الرحلات، يعزز ذلك أن الفرص التعليمية والمهنية أصبحت متاحة للمرأة بشكل أكبر على الأقل في الغرب، فقد أصبح بإمكان المرأة أن تسافر وتنشر أعمالها. لكن سيكون من السذاجة، كما يستدرك، افتراض أن كاتبات أدب الرحلات لا يواجهن قيودا اليوم بالمرة، إذ يبقى الخوف من العنف وخاصة العنف الجنسي يشكل قلقا أكثر إلحاحا للمسافرات أكثر منه بالنسبة للرجال.
ونستشهد هنا بما تقوله ماري موريس: «يؤثر الخوف من الاغتصاب سواء أثناء عبور الصحراء الكبرى أو عبور شارع في مدينة ليلا بشكل هادئ على طريقة تحرك النساء في العالم»، كما أنه أحيانا تتطلب المجتمعات التي تزورها المرأة سلوكا وزيا مختلفين، كما قد يختلف استقبالها عند العودة لوطنها عن استقبال الرجال بشكل كبير، مشيراً إلى «روبين دافيسون» التي قطعت رحلتها المضنية لمسافة ألف ميل عبر المناطق النائية في أستراليا بركوب جمل، قد أصبحت تسمى في وسائل الإعلام بـ«سيدة الجمل» وهو ما كانت تستاء منه بمرارة.



«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.