حياتك في الشيخوخة ترسمها الآمال والمخاوف

TT

حياتك في الشيخوخة ترسمها الآمال والمخاوف

«الطريقة التي نفكر بها بشأن كيف ستكون حالنا عندما نتقدم في العمر، تنبئ بشدة عما سنكون عليه بالضبط»، حسب شيلبي ترنر، التي تعد رسالة دكتوراه في كلية الصحة العامة والعلوم الإنسانية بجامعة ولاية أوريجون، والباحثة المساعدة للدراسة. إذا كنت تؤمن أنك قادر على أن تصبح شخصاً صحياً ومنشغلاً عندما تتقدم في العمر، فمن الأرجح أنك سوف تصل إلى هذه النتيجة.
ونظراً لأن التصورات الذاتية للتقدم في العمر مرتبطة بكثير من النتائج الصحية الكبيرة، أرادت كارين هوكر التي شاركت أيضاً في إعداد الدراسة، وترنر، فهم ما الذي يؤثر على هذه التصورات. وقد تناولت الدراسة بالتحديد أثر عاملين: الكفاءة الذاتية المرتبطة بالنفس المحتملة - ما يعني قدرة شخص ما التي يتصورها من أجل أن يصبح الشخص الذي يريده في المستقبل، والتفاؤل كسمة شخصية عامة. وأظهرت النتائج أنه، كما هو متوقع، أن نسبة التفاؤل المرتفعة كانت مرتبطة بمزيد من التصور الذاتي الإيجابي عن التقدم في العمر. وكانت الكفاءة الذاتية «المأمولة» والكفاءة الذاتية «المتخوف منها» مرتبطتين بشكل كبير بالتصور الذاتي عن التقدم في العمر، أكثر من التفاؤل كسمة، حسب ما نقله موقع «ذا نيوز جارد».
وقال الباحثون إن من العوامل المهمة بشأن كيف يرى الإنسان نفسه عند التقدم في العمر، هو استيعاب للقوالب النمطية العمرية. وتشمل الأمثلة على هذه الصور النمطية افتراضات أن الشخص كبير السن سائق سيئ، أو أنه يعاني من مشاكل في الذاكرة، أو لم يعد قادراً على الانخراط في نشاط بدني.
وقالت هوكر: «لدى الأطفال في الرابعة بالفعل قوالب نمطية سلبية عن كبار السن... وبالطبع إذا ما كنت محظوظاً قدر المستطاع لتعيش حتى سن متقدمة، فسوف ينطبق عليك هذا في نهاية المطاف». وتزداد هذه الصور النمطية كل مرة ينسى فيها شخص كبير في السن شيئاً، ويمزح قائلاً: «لقد تقدمت في العمر». ويقول الباحثون إن أنماط التفكير هذه يمكن أن تسبب ضرراً حقيقياً.
وقالت هوكر: «يحتاج الإنسان إلى أن يدرك أن بعض العواقب الصحية السلبية في الحياة لاحقاً، قد لا تكون نتيجة لأمر بيولوجي. فالعقل والجسم متشابكان. إذا ما اعتقدت أن هذه الأشياء السيئة سوف تحدث، فعلى مدار الوقت هذا يمكن أن يلتهم إرادة الأشخاص، وحتى قدرتهم على الانخراط في السلوكيات الصحية التي سوف تحافظ عليهم أصحاء قدر المستطاع».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».