حياتك في الشيخوخة ترسمها الآمال والمخاوف

TT

حياتك في الشيخوخة ترسمها الآمال والمخاوف

«الطريقة التي نفكر بها بشأن كيف ستكون حالنا عندما نتقدم في العمر، تنبئ بشدة عما سنكون عليه بالضبط»، حسب شيلبي ترنر، التي تعد رسالة دكتوراه في كلية الصحة العامة والعلوم الإنسانية بجامعة ولاية أوريجون، والباحثة المساعدة للدراسة. إذا كنت تؤمن أنك قادر على أن تصبح شخصاً صحياً ومنشغلاً عندما تتقدم في العمر، فمن الأرجح أنك سوف تصل إلى هذه النتيجة.
ونظراً لأن التصورات الذاتية للتقدم في العمر مرتبطة بكثير من النتائج الصحية الكبيرة، أرادت كارين هوكر التي شاركت أيضاً في إعداد الدراسة، وترنر، فهم ما الذي يؤثر على هذه التصورات. وقد تناولت الدراسة بالتحديد أثر عاملين: الكفاءة الذاتية المرتبطة بالنفس المحتملة - ما يعني قدرة شخص ما التي يتصورها من أجل أن يصبح الشخص الذي يريده في المستقبل، والتفاؤل كسمة شخصية عامة. وأظهرت النتائج أنه، كما هو متوقع، أن نسبة التفاؤل المرتفعة كانت مرتبطة بمزيد من التصور الذاتي الإيجابي عن التقدم في العمر. وكانت الكفاءة الذاتية «المأمولة» والكفاءة الذاتية «المتخوف منها» مرتبطتين بشكل كبير بالتصور الذاتي عن التقدم في العمر، أكثر من التفاؤل كسمة، حسب ما نقله موقع «ذا نيوز جارد».
وقال الباحثون إن من العوامل المهمة بشأن كيف يرى الإنسان نفسه عند التقدم في العمر، هو استيعاب للقوالب النمطية العمرية. وتشمل الأمثلة على هذه الصور النمطية افتراضات أن الشخص كبير السن سائق سيئ، أو أنه يعاني من مشاكل في الذاكرة، أو لم يعد قادراً على الانخراط في نشاط بدني.
وقالت هوكر: «لدى الأطفال في الرابعة بالفعل قوالب نمطية سلبية عن كبار السن... وبالطبع إذا ما كنت محظوظاً قدر المستطاع لتعيش حتى سن متقدمة، فسوف ينطبق عليك هذا في نهاية المطاف». وتزداد هذه الصور النمطية كل مرة ينسى فيها شخص كبير في السن شيئاً، ويمزح قائلاً: «لقد تقدمت في العمر». ويقول الباحثون إن أنماط التفكير هذه يمكن أن تسبب ضرراً حقيقياً.
وقالت هوكر: «يحتاج الإنسان إلى أن يدرك أن بعض العواقب الصحية السلبية في الحياة لاحقاً، قد لا تكون نتيجة لأمر بيولوجي. فالعقل والجسم متشابكان. إذا ما اعتقدت أن هذه الأشياء السيئة سوف تحدث، فعلى مدار الوقت هذا يمكن أن يلتهم إرادة الأشخاص، وحتى قدرتهم على الانخراط في السلوكيات الصحية التي سوف تحافظ عليهم أصحاء قدر المستطاع».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.