تحذيرات من تفشٍّ مستقبلي لفيروس أكثر فتكاً 10 مرات من «كوفيد 19»

العلماء يؤكدون أن الجِمال تكون «سريعة الغضب» حين يحاولون أخذ عينات أو مسحات منها (بي بي سي)
العلماء يؤكدون أن الجِمال تكون «سريعة الغضب» حين يحاولون أخذ عينات أو مسحات منها (بي بي سي)
TT

تحذيرات من تفشٍّ مستقبلي لفيروس أكثر فتكاً 10 مرات من «كوفيد 19»

العلماء يؤكدون أن الجِمال تكون «سريعة الغضب» حين يحاولون أخذ عينات أو مسحات منها (بي بي سي)
العلماء يؤكدون أن الجِمال تكون «سريعة الغضب» حين يحاولون أخذ عينات أو مسحات منها (بي بي سي)

في شمال كينيا، يعمل الباحثون على منع أحد فيروسات «كورونا» الخطيرة؛ وهو فيروس «ميرس»، من القفز من الإبل إلى البشر مرة أخرى. لكن تغير المناخ يجعل عملهم أكثر صعوبة.
وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن هناك قلقاً شديداً من تفشي «ميرس» مرة أخرى، وذلك مع الاهتمام الشديد الذي تحظى به الإبل في جميع أنحاء شمال شرقي أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، حيث تُربى الملايين من هذه الثدييات التي تعتمد عليها مجتمعات بأكملها في الحصول على اللبن واللحوم.
ورغم أن أصحاب الإبل غالباً ما يصفونها بـ«المخلوقات اللطيفة»، فإن العلماء يؤكدون أنها تكون «سريعة الغضب» حين يحاولون أخذ عينات أو مسحات منها لتحليلها والتأكد من حملها مرضاً ما.
وتقول ميليسنت مينايو، الباحثة في جامعة ولاية واشنطن والتي قضت عامين في أخذ عينات من الإبل والرعاة في بلدة مارسابيت بكينيا: «عند أخذ العينات، يمكن أن تركلك الجمال، ويمكن أن تبصق عليك، ويمكن أن تتبول عليك، وهي الأمور التي قد تتسبب في نقل أي عدوى تحملها إليك». وتابعت: «وأهم عدوى تحملها هذه الإبل هي (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية - ميرس)؛ وهو أحد فيروسات التي يمكن أن تكون أكثر فتكاً بـ10 مرات من (كوفيد19)».
اكتُشفت العدوى في عام 2012، وبحلول عام 2016 حددت منظمة الصحة العالمية «ما مجموعه 1761 حالة مؤكدة مختبرياً للإصابة بعدوى فيروس (كورونا) المسبب لـ(متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)؛ بما في ذلك 629 وفاة ذات صلة على الأقل».
وفي وقت لاحق من ذلك العام، دق تفشي المرض في أحد المستشفيات ناقوس الخطر من أن رعاة الجمال ليسوا فقط عرضة للإصابة بالمرض، ولكن أي شخص على الإطلاق.
ولكن في حين أن الإبل يمكن أن تكون حاملة للمرض، فإن تهديد مرض «ميرس» للبشر من صنع الإنسان في الغالب. فنظراً لأن تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان قد جعل أزمة الجفاف أكثر شدة وتواتراً وطولاً، فقد اضطر الرعاة إلى التخلي عن الأبقار وغيرها من المواشي مع إبقائهم على الإبل فقط لأنها يمكنها البقاء على قيد الحياة لأسابيع دون ماء. والنتيجة هي ازدياد عدد الإبل التي أصبحت على اتصال وثيق مع البشر؛ وهي الظروف المثالية لانتشار مرض مميت.
وقالت مينايو: «قررت أنا وزملائي إجراء دراسة على الجِمال في كينيا حيث ينتشر بها عدد كبير من هذه الحيوانات، خصوصاً بلدة مارسابيت». وتابعت: «لقد رصدنا بالفعل عدداً كبيراً من حالات الإصابة بـ(ميرس) بين الإبل، وبلغ عدد حالات الإصابة في عام 2019 وحده 14 حالة».
وأشارت مينايو إلى أن فريقها يحاول الآن اختبار تفشي الفيروس بين البشر على أمل وقف انتشاره قبل أن يتصاعد إلى جائحة مثل (كوفيد 19)، مؤكدة أن «ميرس» يهدد الناس في جميع أنحاء العالم، وليس فقط الرعاة في كينيا. وأضافت: «لم يكن أحد يعلم أن (كوفيد 19) هذا سيخلق وباءً عالمياً يودي بحياة ملايين عدة من الناس. لذا، سيكون أمراً جيداً إذا تمكنا من الوقاية بدلاً من العلاج».
وكينيا موطن لثلاثة ملايين من الإبل، وهو ما يمثل نحو 10 في المائة من إجمالي الإبل في العالم.
ووفقاً للحكومة الكينية، فإن بلدة مارسابيت موطن لما لا يقل عن 224 ألفاً من هذه الإبل، وهو عدد يقترب من عدد مواطني البلدة التي يعيش فيها واحد في المائة فقط من الكينيين.
واكتشفت دراسة أجريت عام 2019 في المغرب أجساماً مضادة لـ«ميرس» بين رعاة الإبل وعمال المسالخ، مما يشير إلى أن المرض يشكل خطراً كبيراً فيما يخص إمكانية انتقاله للبشر وتسببه في وباء جديد.
ويشير الخبراء إلى أن الأمر الذي يزيد الوضع سوءاً هو تفاقم أزمة الجفاف، التي أجبرت الرعاة على التجول أكثر في الصحراء بحثاً عن العشب لرعاية ماشيتهم؛ وبالتالي يقضون مزيداً ومزيداً من وقتهم بعيداً عن منازلهم، وينامون بجانب جمالهم، وفي النهار يشربون حليب الإبل «نيئاً»، وأحياناً يكون مصدر قوتهم الوحيد لأيام أو أسابيع. وعندما يموت جمل في الصحراء، يأكل الرعاة أحياناً لحمه دون طهيه، لعدم توفر الحطب.
كل هذه الأمور تساهم في نقل فيروس «ميرس» للبشر، وتهدد بأزمة صحية مستقبلية كبيرة يحاول الباحثون التصدي لها من الآن.
يذكر أن 75 في المائة من الأمراض الناشئة حديثاً التي تصيب البشر تنشأ حالياً من الحيوانات، وفقاً لتقرير نشرته مؤسسة «بريديكت» التي تضم خبراء أمراض مُعدية من جميع أنحاء العالم.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اهتمام «سوشيالي» واسع بنبيل الحلفاوي إثر مرضه

الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)
الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)
TT

اهتمام «سوشيالي» واسع بنبيل الحلفاوي إثر مرضه

الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)
الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)

حظي الفنان المصري نبيل الحلفاوي باهتمام واسع على «السوشيال ميديا» إثر مرضه، وانتقاله للعلاج بأحد مستشفيات القاهرة، وتصدر اسم الفنان «الترند» على «إكس» في مصر، الجمعة، بعد تعليقات كثيرة من أصدقائه ومتابعيه على منصة «إكس»، داعين له بالسلامة، ومتمنين له سرعة الشفاء والعودة لكتابة «التغريدات».

صورة للفنان نبيل الحلفاوي (متداولة على إكس)

واشتهر الحلفاوي بنشاط تفاعلي على منصة «إكس»، معلقاً على العديد من القضايا؛ سواء العامة أو السياسية أو الفنية، أو الرياضية بالتحديد، بوصفه واحداً من أبرز مشجعي النادي الأهلي المصري.

وكتب عدد من الفنانين داعين للحلفاوي بالسلامة والتعافي من الوعكة الصحية التي أصابته والعودة لـ«التغريد»؛ من بينهم الفنان صلاح عبد الله الذي كتب على صفحته على «إكس»: «تويتر X ما لوش طعم من غيرك يا بلبل»، داعياً الله أن يشفيه.

وكتب العديد من المتابعين دعوات بالشفاء للفنان المصري.

وكان بعض المتابعين قد كتبوا أن أسرة الفنان نبيل الحلفاوي تطلب من محبيه ومتابعيه الدعاء له، بعد إصابته بأزمة صحية ونقله إلى أحد مستشفيات القاهرة.

ويعد نبيل الحلفاوي، المولود في القاهرة عام 1947، من الفنانين المصريين أصحاب الأعمال المميزة؛ إذ قدم أدواراً تركت بصمتها في السينما والتلفزيون والمسرح، ومن أعماله السينمائية الشهيرة: «الطريق إلى إيلات»، و«العميل رقم 13»، ومن أعماله التلفزيونية: «رأفت الهجان»، و«لا إله إلا الله»، و«الزيني بركات»، و«غوايش»، وفق موقع «السينما دوت كوم». كما قدم في المسرح: «الزير سالم»، و«عفريت لكل مواطن»، و«أنطونيو وكليوباترا».

نبيل الحلفاوي وعبد الله غيث في لقطة من مسلسل «لا إله إلا الله» (يوتيوب)

ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «نبيل الحلفاوي نجم كبير، وله بطولات مميزة، وهو ممثل مهم لكن معظم بطولاته كانت في قطاع الإنتاج»، مستدركاً لـ«الشرق الأوسط»: «لكنه في الفترة الأخيرة لم يكن يعمل كثيراً، شارك فقط مع يحيى الفخراني الذي قدّر موهبته وقيمته، كما شارك مع نيللي كريم في أحد المسلسلات، فهو ممثل من طراز فريد إلا أنه للأسف ليس اجتماعياً، وليس متاحاً كثيراً على (السوشيال ميديا). هو يحب أن يشارك بالتغريد فقط، ولكن لا يتفاعل كثيراً مع المغردين أو مع الصحافيين. وفي الوقت نفسه، حين مر بأزمة صحية، وطلب المخرج عمرو عرفة من الناس أن تدعو له بالشفاء، ظهرت مدى محبة الناس له من أصدقائه ومن الجمهور العام، وهذا يمكن أن يكون فرصة لمعرفة قدر محبة الناس للفنان نبيل الحلفاوي».