الحكومة المغربية ترفض المساواة بين الوزراء والبرلمانيين في الأجور والتعويضات

مسؤول يحذر من النفور من منصب الوزير بسبب اللائحة الطويلة لحالات التنافي

ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية
ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية
TT

الحكومة المغربية ترفض المساواة بين الوزراء والبرلمانيين في الأجور والتعويضات

ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية
ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية

صادقت لجنة العدل والتشريع في مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان)، في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة، والوضع القانوني لأعضائها، تمهيدا لإحالته على الجلسة العامة. وحاز المشروع الحكومي على إجماع 12 صوتا داخل اللجنة التي تضم 48 عضوا.
وصوت حزبان من المعارضة هما «الأصالة والمعاصرة» و«الاتحاد الدستوري»، بينما غاب نواب حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال المعارضين، واستبعدت مصادر برلمانية أن يكون سبب الغياب موقفا سياسيا.
ورفضت الحكومة على لسان عبد الله باها، وزير الدولة من دون حقيبة، تعديلا تقدمت به الفرق النيابية للمعارضة يقضي بالمساواة في الأجور والتعويضات بين الوزراء والبرلمانيين، ونص تعديل المعارضة على: «تقاضي أعضاء الحكومة تعويضا يساوي التعويض النيابي، ويستفيدون علاوة على ذلك من التعويض عن المهام ومختلف المزايا العينية المستحقة». وكان من شأن قبول الحكومة لهذا التعديل أن يقلص أجور الوزراء إلى النصف ليصبح في حدود 4000 دولار.
ورفضت الحكومة وأغلبيتها مقترح المعارضة، وتمسك الوزير باها بشدة بالنص الذي قدمته الحكومة، على اعتبار أن النص الذي أحيل على البرلمان جرت المصادقة عليه في المجلس الوزاري وجرت مناقشته مع الديوان الملكي.
ودفع رفض الوزير باها إلى الإبقاء على المادة المتعلقة بأجور وتعويضات الوزراء في صيغتها الأصلية «تحدد بنص تنظيمي الأجرة الشهرية والتعويضات والمنافع العينية الممنوحة لأعضاء الحكومة وعدد مستخدمي المنزل وأصنافهم الذين يوضعون رهن إشارتهم». ويسمح هذا الفصل لرئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران بمرسوم وزاري تحديد جميع امتيازات أعضاء الحكومة.
في غضون ذلك، تسبب توسيع فرق الأغلبية والمعارضة لقائمة حالات التنافي بين منصب الوزير والمهام التجارية والعمومية، في إثارة سجال بين الحكومة من جهة، والبرلمان من جهة أخرى. ورفض الوزير باها القبول باللائحة الطويلة التي تمنع على أعضاء الحكومة تحمل مسؤوليات أخرى. وحذر باها من أن اعتماد هذه التعديلات من شأنه أن ينفر من تولي هذا المنصب قائلا: «لا يجب تضييق الخناق كثيرا على الوزراء وتشديد إجراءات حالات التنافي حتى لا يأتي وقت ولا نجد من يتقلد منصب الوزير». وأضاف باها أن «هناك مجموعة من الكفاءات التي لن يستفيد الوطن من خبراتها إذا قبلت هذه التعديلات».
لكن عبد الله باها قبل بمنع الجمع بين منصب وزاري ومهام «العضوية في أحد مجلسي البرلمان»، و«المسؤولية عن مؤسسة أو مقاولة عمومية»، ورئاسة مجلس الجهة (محافظة)، أو أكثر من رئاسة واحدة لغرفة مهنية أو مجلس عمالة (محافظة) أو إقليم أو مقاطعة جماعية أو مجموعة تؤسسها جماعات ترابية (بلديات)». كما منع «مزاولة مهمة في مصالح الدولة أو الجماعات الترابية أو مؤسسات عمومية أو الأشخاص الاعتباريين الآخرين من أشخاص القانون العام أو الشركات التي تملك فيها الدولة أكثر من 30 في المائة».
في ذات السياق، وافقت الحكومة بعد المصادقة النهائية على مشروع القانون التنظيمي على ضرورة تسوية الوزراء الحاليين، الذين تتوفر لديهم حالات التنافي، وضعيتهم في أجل لا يتعدى ستة أشهر.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.