قفازات بيرني ساندرز من مزحة على الإنترنت إلى سلع تدعم الجمعيات الخيرية

أمد حفل تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن وسائل الإعلام بصور لا حصر لها استُخدمت في كل الوسائل المرئية والإلكترونية، وكان هناك صورة واحدة نافست صورة بايدن وهو يضع يده على نسخة ضخمة من الإنجيل وهو يؤدي القسم أو صورة نائبته كامالا هاريس التي دخلت التاريخ كأول نائبة سوداء للرئيس الأميركي من أصول آسيوية. إنها صورة السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز وهو يجلس على مقعد بعيد عن الآخرين مرتدياً ملابس عملية (كاجوال) ويداه معقودتان في قفازات صوفية. ولقد رفعت تلك الصورة الرمزية الجديدة المعنويات في أرجاء العالم كافة منذ أن شاع انتشارها مؤخراً.
ذاعت الصورة وتحولت إلى تيمة فورية على وسائل التواصل الاجتماعي وتبارى المستخدمون في وضع صورة ساندرز ضمن صور أخرى؛ إذ صارت قاسماً مشتركاً في صور متعددة مثل الصورة التي ركبت لتجاور رسم مايكل أنجلو في كنيسة سيستين حسب «رويترز»، إلى صورة للسيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرمونت وهو يساعد الممثلة الشهيرة ديمي مور لوضع بصمتها على العجلة الفخارية من فيلم «الشبح» إنتاج عام 1991، أو مرتدياً خوذة رواد الفضاء على سطح القمر ثم السيد ساندرز الذي يشارك في مؤتمر «يالطا» الذي ضم زعماء قوات الحلفاء مع نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945؛ إذ تصوره جالساً إلى يسار رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، والزعيم السوفياتي جوزيف ستالين! أو صورته جالساً وحيداً في صالة مزادات مع تعليق «عندما ينفض المزاد وتبقى وحيداً».
في مقابلة على «سي إن إن» سألت المذيعة ساندرز عن الصورة، وقالت له «هل أمدتك الصورة بحالة المرح التي انتشرت بيننا» (استخدم مقدمو النشرات الإخبارية على القناة صورة ساندز أيضاً، بحيث بدا وكأنه يجلس مع فريق النشرة أو في لقطات أخرى في مكاتب المذيع جيك تابر). وعلق ساندرز على الصورة، بأنه يشعر بالسعادة لأن تلك الصورة ربما تساعد في جمع الملايين من الدولارات لصالح الأعمال الخيرية. وقال ساندرز، البالغ من العمر 79 عاماً، إنه يشعر بسعادة بالغة لأنه يمكن تحويل قفازاته الصوفية المنسوجة يدوياً مع كمامته الزرقاء وعبوس وجهه إلى أموال تذهب لصالح الكثير من المواطنين الأميركيين المعوزين.
وأضاف السيناتور الأميركي المخضرم قائلاً «نحن لا نستمتع بتلك المزحة فحسب وإنما نعمل انطلاقاً من ولاية فيرمونت على تحويلها إلى قمصان وملابس للشباب في مختلف أرجاء البلاد، وكل الأموال التي سوف نتمكن من جمعها، والتي أتوقع أن تصل إلى مليونين من الدولارات، سوف تذهب لصالح برامج خيرية من شاكلة (وجبات على العجلات) التي تساعد في إطعام كبار السن من المواطنين ذوي الدخل المنخفض. لذلك؛ اتضح أنه أمر جيد للغاية في واقع الأمر، وليس مثيراً للإمتاع فحسب».
وقالت المعلمة جين إليس من ولاية فيرمونت عبر حسابها في «تويتر»، إنها قد أهدت السيناتور ساندرز تلك القفازات التي كان يرتديها، والتي قامت بحياكتها بنفسها من بكرات الصوف التي تحتفظ بها منذ عامين كاملين. وكانت آلاف الطلبات قد توالت على المعلمة بعد حفل التنصيب لشراء قفازات مماثلة، ووقتها علقت إليس بأنها لا تملك الوقت لحياكة آلاف القفازات.
ولقد ظهرت صورة ساندرز منذ ذلك الحين في كل شيء بدءاً من فنون الأنيمي اليابانية وحتى نسخ أغلفة الألبومات القديمة من حقبة الستينات، ولقد برزت صورة ساندرز بقفازاته المميزة في مراسم التنصيب بين أزياء مختلف المصممين، فضلاً عن سترة التزلج على الجليد من صناعة شركة «بيرتون» في فيرمونت وهو يحمل مظروفاً ورقياً كبيراً.
وقال أحد مستخدمي منصة «تويتر»، «إنني مقتنع بأن السيناتور ساندرز كان سوف يرتدي الملابس نفسها بالطريقة نفسها في مراسم التنصيب لو كان هو الفائز بمنصب رئيس الولايات المتحدة».