غارات روسية على «مثلث الوسط» لتأمين طريق حمص ـ دير الزور

طائرة «سوخوي-27» روسية (أرشيفية - رويترز)
طائرة «سوخوي-27» روسية (أرشيفية - رويترز)
TT

غارات روسية على «مثلث الوسط» لتأمين طريق حمص ـ دير الزور

طائرة «سوخوي-27» روسية (أرشيفية - رويترز)
طائرة «سوخوي-27» روسية (أرشيفية - رويترز)

شنت طائرات روسية أمس نحو مائة غارة على «مثلث الوسط» بين محافظات حلب وحماة والرقة بعد مقتل أربعة عناصر من قوات النظام السوري في هجوم يعتقد أن «داعش» ضمن سلسلة هجمات في البادية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس «تواصل الطائرات الحربية الروسية تحليقها في أجواء البادية السورية، وسط تنفيذها لغارات مكثفة على مناطق انتشار تنظيم (داعش) في مثلث حلب - حماة - الرقة، وعلى طريق حمص – دير الزور»، حيث تم رصد تنفيذ تلك الطائرات أكثر من 95 غارة جوية خلال الـ24 ساعة الفائتة، أي منذ تنفيذ التنظيم مكمناً في بادية الشولا بريف دير الزور، الذي أدى إلى مقتل 4 من قوات النظام، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، وإصابة 10 بجروح متفاوتة.
وكان «المرصد» نشر أمس أيضاً، إلى أن الحملة الأمنية الكبيرة التي تقودها روسيا عبر قوات موالية لها، تتواصل ضمن البادية السورية، والتي تهدف إلى تأمين طريق دير الزور – حمص في ظل النشاط الكبير لتنظيم «داعش»، حيث «تواصل قوات مشتركة من الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني والفيلق الخامس تمشيط المنطقة الممتدة من كباجب والشولا غربي دير الزور وصولاً إلى السخنة». وأشار إلى أن قوات روسيا بدأت بتأمين حماية برية لتلك القوات مع دخول الحملة في أسبوعها الثاني، وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة، في حين تواصل الطائرات الحربية الروسية عمليات الإسناد الجوي للحملة.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، إن «ثلاثة عسكريين وأصيب عشرة آخرون بجروح جراء تعرض حافلة نقل على طريق دير الزور - تدمر لاعتداء من قبل مجموعات إرهابية». ووقع الاعتداء في محافظة دير الزور الشرقية، وفق الوكالة.
وتبنى تنظيم «داعش» المسؤولية عن الهجوم في بيان نشرته وكالة «أعماق» التابعة له وتم تشاركه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت وكالة «أعماق» عن «مصادر عسكرية»، أن «عناصر التنظيم هاجموا اليوم رتل آليات للجيش السوري يضم حافلات لنقل الجنود وقوة حماية لها مكونة من آليات عدة بعضها مزود برشاشات ثقيلة» غرب دير الزور.
من جانبه ذكر «المرصد» أيضاً في بيان، أن تنظيم «داعش» يقف وراء الاعتداء.
وسيطر «داعش» عام 2014 على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، قبل أن يمنى بهزيمة في البلدين.
وأعلنت هزيمة التنظيم في سوريا في مارس (آذار) عام 2019، لكن خلايا نائمة تستمر في شن هجمات.
وفي الأشهر السابقة، عزز التنظيم هجماته ضد قوات النظام السوري، خاصة في شرق البلاد عند الحدود مع العراق.
وبعد سلسلة كمائن استهدفت حافلات هذا الشهر، شنّت قوات النظام مدعومة من القوات الروسية حملة في 16 يناير (كانون الثاني) لتأمين طرق رئيسية في شرق سوريا، وفق «المرصد».
وأضاف، أن المقاتلات الروسية نفذت أكثر من 130 غارة جوية منذ انطلاق الحملة مستهدفة مناطق انتشار التنظيم في باديتي حمص ودير الزور.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبب في مقتل أكثر من 380 ألف شخص، وألحق دمارًا هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.