أثينا وأنقرة تستأنفان المحادثات بعد أزمة شرق المتوسط

علما تركيا واليونان (أرشيفية - رويترز)
علما تركيا واليونان (أرشيفية - رويترز)
TT

أثينا وأنقرة تستأنفان المحادثات بعد أزمة شرق المتوسط

علما تركيا واليونان (أرشيفية - رويترز)
علما تركيا واليونان (أرشيفية - رويترز)

بدأت تركيا واليونان محادثات في إسطنبول، اليوم الاثنين، لتسوية خلافهما بشأن التنقيب عن مصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط بعد أزمة دبلوماسية متواصلة منذ أشهر، على ما قال مسؤول تركي بارز لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان في استقبال وفد الدبلوماسيين اليونانيين المسؤول الثاني في وزارة الخارجية التركية سادات أونال في قصر دولما بخشة، بحسب المصدر نفسه. وقد توقفت هذه المحادثات حول شرق البحر الأبيض المتوسط العام 2016 وسط تصاعد التوتر بين الطرفين.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن الوفد التركي سيرأسه نائب وزير الخارجية سادات أونال، والوفد اليوناني الدبلوماسي بافلوس أبوستوليديس.
ويشتعل الصراع على الغاز الطبيعي بين البلدين الجارين - وكلاهما من حلفاء الناتو - منذ عدة أشهر. وكاد في العام الماضي أن يتصاعد عسكرياً.
وتتهم اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي تركيا بالتنقيب عن الغاز الطبيعي في المناطق البحرية التي لا يجوز إلا لليونان استغلالها وفقاً للقانون البحري الدولي.
ووفقاً لأنقرة، تنتمي هذه المناطق إلى الجرف القاري التركي.
وجرت المحادثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا لأول مرة في فبراير (شباط) 2002. وتقليدياً، لا يكشف الجانبان رسمياً عن وضع المحادثات وتطورها، وما يتبقى هو رؤية مدى نجاحها.
وحتى الآن، لم يتفق الطرفان على ما يريدان مناقشته. فأنقرة تريد مناقشة جميع القضايا الشائكة، وتشمل المياه المتبادلة والمنطقة الاقتصادية الخاصة في بحر إيجة بالإضافة إلى نزع السلاح في الجزر اليونانية قبالة الساحل التركي والاختلافات بشأن التوسع المتبادل للمجال الجوي.
وعلى الجانب الآخر، تريد أثينا مناقشة النزاع على الغاز الطبيعي فقط.
وقد أدى هذا النزاع لتوتر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، حيث فرضت بروكسل عقوبات، ولكن لم تنفيذها فعلياً خلال الوقت الحالي.
وقال جونتر سيفرت رئيس مركز الدراسات التركية في برلين إن الجانبين يعلمان أنهما لن يحققا نتائج سريعة.
وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية: «أعتقد أنه لأمر جيد أن اليونان وتركيا يتحدثان سوياً»، موضحاً أن الجانبين يريدان كسب الوقت.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.