العاهل المغربي يترأس مجلسًا وزاريًّا غدًا للمصادقة على القوانين الانتخابية

مجلس النواب يصادق على عدم الجمع بين الصفة الوزارية ورئاسة البلديات وسط تحفظات الحكومة

العاهل المغربي يترأس مجلسًا وزاريًّا غدًا للمصادقة على القوانين الانتخابية
TT

العاهل المغربي يترأس مجلسًا وزاريًّا غدًا للمصادقة على القوانين الانتخابية

العاهل المغربي يترأس مجلسًا وزاريًّا غدًا للمصادقة على القوانين الانتخابية

يترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس غدا الخميس اجتماعا لمجلس الوزراء يعقد بالقصر الملكي بمدينة فاس (تبعد 200 كلم عن العاصمة الرباط). ومن المتوقع أن يتداول المجلس ويصادق على 3 مشاريع قوانين تنظيمية تتعلق بالانتخابات كانت محط مشاورات سياسية بين وزير الداخلية محمد حصاد والأمناء العامين للأحزاب السياسية. ويتعلق الأمر بمشروع القانون التنظيمي للجماعات (البلديات) ومشروع القانون التنظيمي للعمالات والأقاليم (المحافظات)، ومشروع القانون التنظيمي للجهات (المناطق).
وتسعى الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، لحصول القوانين الانتخابية على مصادقة المجلس الوزاري قبل إحالتها على البرلمان الذي من المنتظر أن ينهي دورته العادية الأسبوع المقبل. وتتجه توجهات الحكومة لعقد دورة استثنائية للبرلمان بمرسوم يوقعه رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران لتأمين المصادقة البرلمانية قبل حلول الدورة الربيعية في الجمعة الثانية من شهر أبريل (نيسان) المقبل، والشروع في التحضير الفعلي للانتخابات البلدية المزمع عقدها في يونيو (حزيران) المقبل.
وتوقعت مصادر «الشرق الأوسط» أن يتضمن جدول أعمال المجلس الوزاري المصادقة على القانون التنظيمي الخاص بالنظام الأساسي للقضاة الذي من شأنه تكريس مبدأ وحدة القضاء، وتحديد الحقوق والامتيازات الممنوحة لهم مقابل واجبات ملقاة على عاتقهم، ووضع معايير شفافة وموضوعية لتقييم أداء القضاة، وتنظيم وضعيتهم النظامية، ونظام التأديب، وتحديد سن التقاعد. ويرتبط مشروع القانون المنظم لمهنة القضاة ارتباطا وثيقا بمشروع القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية المعروض حاليا على أنظار لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان).
في ارتباط بذلك، وافقت لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب مساء أول من أمس (الاثنين) على الصيغة النهائية لمشروع القانون التنظيمي المتعلق بتنظيم، وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني لأعضائها في إطار القراءة الثانية، وتضمن أهم مستجد حصل على إجماع نواب الغالبية والمعارضة التنصيص على منع الجمع بين صفة الوزير في الحكومة ورئاسة بلدية أو محافظة، وسجلت الحكومة التي مثلها الحبيب الشوباني الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني تحفظاتها تجاه حرمان الوزراء من تقلد رئاسة مجالس البلديات والمحافظات.
وتضمن مشروع القانون، كما وافق عليه مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، إلزام رئيس الحكومة بضرورة نشر مراسيم اختصاصات الوزراء في الجريدة الرسمية 3 أشهر على أقصى تقدير بعد تعيين أعضاء الحكومة.
وينظم مشروع القانون التنظيمي شروط رئاسة رئيس الحكومة للمجلس الوزاري، بتفويض من الملك، ونص المشروع على حق العاهل المغربي في تعيين نائب لرئيس الحكومة، من بين الوزراء باقتراح من هذا الأخير لمدة معينة ولممارسة مهام محددة، ويجري لجوء الملك لهذه الرخصة الاستثنائية في حالة تغيب رئيس الحكومة أو اقتضت الضرورة ذلك لأي سبب من الأسباب على أن تنتهي النيابة تلقائيا فور استئناف رئيس الحكومة لمهامه.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.