«فتح» تستكمل انتخابات الأقاليم قبل «العامة»

قيادة جديدة للحركة شمال الضفة الغربية

TT
20

«فتح» تستكمل انتخابات الأقاليم قبل «العامة»

أعلنت حركة فتح (إقليم نابلس)، أمس، عن القيادة الجديدة للحركة في المحافظة الكبيرة، شمال الضفة الغربية، بعد انتخابات داخلية لأعضاء المؤتمر الرابع.
وتفوق 15 مرشحاً على البقية (من أصل 44) في الانتخابات التي شهدت تنافساً كبيراً، وجاءت في خضم الاستعدادات الأوسع للانتخابات العامة. وكان جهاد رمضان، أمين سر حركة فتح في محافظة نابلس، قد أعلن أن 44 مرشحاً تنافسوا على خمسة عشر مقعداً، هي عدد مقاعد الإقليم، في انتخابات جرت في جو ديمقراطي، بحضور عدد من الصف الأول لقيادة حركة فتح، وتمت في مدرسة كمال جنبلاط في مدينة نابلس.
وأعلن نائب الرئيس الفلسطيني في رئاسة حركة فتح، محمد العالول، نتائج الانتخابات، في إشارة إلى أهميتها. وقال مسؤول المكتب الإعلامي في حركة فتح، منير الجاغوب، إن الحركة ماضية في انتخابات الأقاليم لتجديد الشرعيات.
وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الانتخابات استحقاق دأبت عليه (فتح) لتجديد دماء الشباب فيها»، مشدداً على أن نتائج انتخابات إقليم نابلس أكدت قوة الديمقراطية داخل الحركة، بعدما تنافس الفتحاويون على قاعدة أن «فتح يجب أن تفوز».
وتقدم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن، مفوض التعبئة والتنظيم، بـ«التهنئة لجميع الأخوات والإخوة الأعضاء الخمسة عشرة الذين حالفهم الحظ في مؤتمر إقليم نابلس الرابع، وحازوا بهذا العرس الانتخابي أعلى الأصوات، راجياً من الله أن يوفقهم لما فيه خير الحركة ورفعتها لاستكمال المشروع الوطني التحرري».
وأضاف أن جميع الذين لم يحالفهم الحظ هم عماد هذه الحركة ومصدر قوتها في العمل التنظيمي، وأن حركة فتح «يُميزها سهولة الانتماء إليها، وصعوبة التحلل منها، ومصطلح الخسارة ملغي من قاموس الحركة».
وبانتخاب إقليم نابلس، أنهت حركة فتح انتخابات معظم الأقاليم، باستثناء محافظتي بيت لحم وقلقيلية. ويرى الفتحاويون أن اختيار قيادات جديدة للحركة في المحافظات سيساعد في الانتخابات العامة المقبلة، في ضوء أن «فتح» ستكون قد جددت شبابها ودماءها في الأقاليم.
وقال أحد المسؤولين في الحركة لـ«الشرق الأوسط» إن الانتخابات مستمرة منذ فترة طويلة في المناطق، وليس لها علاقة بالانتخابات العامة «لكنها خطوة مهمة داخل الحركة تساعد على المنافسة في الانتخابات المقبلة».
ويفترض أن تجري انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية، وفق مرسوم أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخراً، ينص على إجراء الانتخابات التشريعية في مايو (أيار)، والرئاسية نهاية يوليو (تموز)، على أن تعد نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، وأن يتم استكمال المجلس الوطني نهاية أغسطس (آب) المقبل، وفق النظام الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتفاهمات الوطنية، بحيث تجرى انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن.
ويتطلع الفلسطينيون لإجراء الانتخابات العامة لأول مرة منذ نحو 15 عاماً، بعد توقف بسبب الانقسام والخلاف بين «فتح» و«حماس».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.