الرباط: الوضع في الكركرات هادئ وطبيعي

قالت إن حركة المرور في المعبر «غير مضطربة بأي شكل من الأشكال»

TT

الرباط: الوضع في الكركرات هادئ وطبيعي

وصفت مصادر مغربية مطلعة الوضع في معبر الكركرات بأنه «هادئ طبيعي»، مشيرة إلى أن حركة المرور بين المغرب وموريتانيا، وما بعدها إلى أفريقيا جنوب الصحراء «غير مضطربة بأي شكل من الأشكال»، حسب ما ذكرته أمس وكالة الأنباء المغربية.
وقالت المصادر ذاتها إنه «رغم الاستفزازات، دون تأثير، من قبل جبهة البوليساريو، فإن الوضع في الكركرات، كما في جميع أنحاء الصحراء المغربية، هادئ طبيعي».
كان الجيش المغربي قد أمن، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حركة المرور المدنية والتجارية بمعبر الكركرات، بعدما عملت عناصر تابعة لجبهة البوليساريو على إغلاقه وعرقلة حركة المرور فيه. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه منذ ذلك الوقت، قامت جبهة البوليساريو باستفزازات، في رد فعل يائس على تأمين المغرب حركة المرور في معبر الكركرات.
وأوضحت المصادر أن دعاية الجزائر - جبهة البوليساريو تحاول عبثاً، ومن دون جدوى، إظهار المنطقة بمظهر «منطقة حرب»، عبر ترويج أخبار زائفة، ونشر «بيانات حرب» وتقارير ومقالات يومية حول «اشتباكات وهمية».
يذكر أن جبهة البوليساريو قد أعلنت، الليلة قبل الماضية، أنها قصفت منطقة الكركرات.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من الجبهة الانفصالية إن هذه الأخيرة استهدفت منطقة الكركرات بـ4 صواريخ، وذكرت أن هجمات وقعت على طول الجدار الأمني المغربي في الصحراء.
وسبق لجبهة البوليساريو أن أعلنت مراراً عن مزاعم بشأن قصف مواقع للجيش المغربي في الجدار الأمني، كما أنها أصدرت العشرات من البلاغات العسكرية التي تزعم فيها شنها هجمات في الصحراء، منذ أعاد المغرب الأمور إلى نصابها في معبر الكركرات.
وفي سياق ذلك، قال مصدر مغربي جد مطلع على الوضع في الصحراء المغربية لـ«الشرق الأوسط»: «هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها جبهة البوليساريو إلى حرب إعلامية، من خلال إصدار بلاغات وهمية حول إطلاق النار على مناطق خالية في الصحراء، في محاولة منها للفت الانتباه إلى أن حرباً طاحنة تدور رحاها في الصحراء بين مقاتلي الجبهة والجيش المغربي».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.