نبش «قبور الحرب» في سجال متجدد بين «الاشتراكي» و«الوطني الحر»

TT

نبش «قبور الحرب» في سجال متجدد بين «الاشتراكي» و«الوطني الحر»

انفجر السجال مجدداً بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«التيار الوطني الحر»، على خلفية كلام النائب السابق وليد جنبلاط عن علاقته بالعهد، والنائب جبران باسيل الذي وصفه بـ«مشروع السلطة الدائمة» الذي يريد الحصول على الثلث المعطل في الحكومة لتكون السلطة بيده، إذا تعرض الرئيس ميشال عون لأمر ما، متحدثاً كذلك عن غرف عسكرية وغرف سوداء معزولة تتحكم في القضاء، وتهاجم قائد الجيش.
وشن «التيار الوطني الحر» هجوماً على جنبلاط، متأسفاً (في بيان) لما قال إنه «تدني مستوى الخطاب السياسي لدى البعض من أصحاب النيات السوداء والأفعال الحاقدة، سواء بتكرار الحديث عن عُمر رئيس الجمهورية، بما ينافي قواعد الأخلاق، أو بمحاولة دق الإسفين بين (التيار الوطني الحر) والجيش اللبناني الذي انبثق التيار من نضالاته الشرعية في مواجهة منظومة الميليشيات، ‏ولا يمكن لأحد الفصل بينه وبين والمؤسسة العسكرية».
وأضاف مستعيداً الحرب الأهلية: «من العهر السياسي أن يعطينا دروساً في الوطنية من قتل وهجر وخطف، ومن اعتدى على الجيش، واستولى على معداته وثكناته، وأقام أمنه الذاتي، رافضاً الأمن الشرعي»، معتبراً أن «المنظومة التي ضربت الشرعية، واستولت على مقدرات البلاد، وأرست على مدى 15 سنة حكماً فاسداً أدى إلى انهيار الدولة، تخشى وترفض ما يمثله الرئيس عون من قيم، ‏وما يرمز إليه من شرعية الدولة، وما يصر على تنفيذه من تدقيق ومحاسبة، ولذلك تحاول هذه المنظومة من جديد إفشاله، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وهذا ما لن نقبل أبداً بحصوله».
وكان النائب في «التيار» جورج عطا لله قد رد على رئيس «الاشتراكي»، قائلاً: «يتكلم جنبلاط عن أن الأعمار بيد الله، فحبذا لو لم يصادر هذه الصلاحية يوم أنهى حياة كثيرين».
وتوجه النائب في كتلة «الاشتراكي» بلال عبد الله إلى العهد، ومن سماهم «أبواق الردود المنحطة»، كاتباً على «تويتر»: «البومة مهما علا صوتها لن تصبح نسراً، والهر مهما أظهر مخالبه لن يصبح نمراً، والقبيح مهما جملته فلن يكون للجمال ملكاً».
وبدوره، قال أمين السر العام في «الحزب التقدمي الاشتراكي»، ظافر ناصر: «أما وقد خرج فريق المُفوَّهين في قلب الحقائق، وتزوير التاريخ، وإدخال البلاد في عظائم المصائب والويل والثبور، فانتفضوا كل على سجية التباري في الردود لإثبات ولائهم لصاحب القرار في (التيار)، وكادوا يختنقون بغيظهم، فيقعوا في شر ذواتهم، مثلما خنقوا أنفاس كل المواطنين، وقبضوا على عنق البلاد. في كل حال، صحيح ما قاله أحدهم: إننا نعيش أزمة، فهي ذاتُها الأزمة التي يعيشها كل لبناني يعاني جراء هذا العهد الوبائي».



لجان حوثية في صنعاء تجمع بيانات شاملة عن طلبة المدارس

الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)
الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)
TT

لجان حوثية في صنعاء تجمع بيانات شاملة عن طلبة المدارس

الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)
الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)

لم تكتفِ الجماعة الحوثية في اليمن بإخضاع الطلبة والمعلمين في المدارس لتدريبات عسكرية ميدانية تحت اسم «دورات طوفان الأقصى»، بل وسعت من حجم ذلك الاستهداف عبر تشكيل لجان ميدانية في مدارس صنعاء بغية جمع معلومات تفصيلية عن الطلبة وإنشاء قاعدة بيانات ضمن مساعيها لتكثيف عمليات التجنيد في أوساطهم.

وأوضحت مصادر تربوية في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، أن قادة حوثيين يديرون قطاع التعليم أصدروا أخيراً تعميمات تُلزم مديري فروع مكاتب التربية في المديريات ومديري المدارس الحكومية بتشكيل لجان تحت اسم «حصر تربوي» من أجل القيام بجمع بيانات تفصيلية عن الطلبة.

وسلمت جماعة الحوثيين - وفق المصادر - لجانها الميدانية نماذج استمارات يتطلب تعبئتها بمعلومات تفصيلية ودقيقة عن الطلبة، تشمل أسماءهم الكاملة وأعمارهم وأرقام هواتفهم وأولياء أمورهم وعدد أفراد الأسرة ومكان الإقامة.

وشددت الجماعة في تعميمها على عدم قبولها أي استمارات منقوصة، إلا بعد استكمال جميع المعلومات المطلوبة، كما أوعزت لأتباعها باستخدام كل الطرق لإرغام الطلبة على القبول بإدلاء بياناتهم بطريقة شاملة.

الحوثيون يلزمون المدارس في صنعاء ببرامج طائفية والحشد للقتال (إكس)

وشرعت اللجان الحوثية عقب التعليمات بالنزول الميداني إلى عشرات المدارس في مديريات عدة بصنعاء بهدف بدء حصر معلومات الطلبة.

ويسعى الانقلابيون الحوثيون من وراء ذلك إلى جمع معلومات لمعرفة تفاصيل دقيقة عن الطلبة وأسرهم القاطنين في صنعاء في سياق عملية منسقة للاستقطاب والتجنيد والتعبئة الطائفية.

وتأتي الخطوة الحوثية في ظل استمرار عشرات الآلاف من المعلمين والتربويين في جميع المناطق تحت سيطرة الجماعة؛ جراء انقطاع رواتبهم منذ سنوات عدة، إضافة إلى تعسفات الجماعة التي أدت إلى تعطيل مؤسسات التعليم.

رفض مجتمعي

قوبل الإجراء الحوثي برفض واسع من قبل الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، مع اتهام الجماعة بانتهاج سياسة العبث والتدمير الممنهج بحق ما تبقى من المؤسسات التعليمية واستهداف منتسبيها بتحويلهم إلى وقود لمعارك الجماعة.

ويتخوف أولياء الأمور من المساعي التي ترمي الجماعة إلى تحقيقها من وراء قيامها بجمع معلومات تفصيلية عن أبنائهم ويترقبون أن يعقب تلك الخطوة القيام بتنفيذ أوسع عملية استقطاب وتجنيد في أوساط الطلبة.

انقلابيو اليمن يجبرون الطالبات على حضور الفعاليات ذات الصبغة الطائفية (إعلام حوثي)

ويتحدث وكيل مدرسة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن قدوم عنصرين حوثيين قبل يومين من المنطقة التعليمية الخاضعة للجماعة في مديرية معين إلى المدرسة وبحوزتهما استمارات فارغة بهدف اللقاء بالطلبة في الفصول الدراسية لتعبئة الاستمارات ببياناتهم الشخصية.

ويشير إلى أنه سبق وأن تلقى قبلها بأيام تعميماً حوثياً بذات الخصوص، ويتضمن تشديداً على منع تسريب تلك الاستمارات أو الاطلاع عليها بعد تعبئتها بمعلومات الطلبة.

وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت خلال الأشهر الماضية مديري المدارس ووكلاءها والطلبة والمعلمين في صنعاء ومدن أخرى على الالتحاق بدورات تعبوية وعسكرية تحت مزاعم الاستعداد لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.