سياسات الإدارة الأميركية الجديدة داعمة لمستقبل أسواق النفط

سياسات الإدارة الأميركية الجديدة داعمة لمستقبل أسواق النفط
TT

سياسات الإدارة الأميركية الجديدة داعمة لمستقبل أسواق النفط

سياسات الإدارة الأميركية الجديدة داعمة لمستقبل أسواق النفط

قال «غولدمان ساكس» إن خطط الإدارة الأميركية الجديدة لضخ تحفيز مالي ضخم وعدم التعجل كثيراً لرفع العقوبات عن إيران، إيجابيان لأسعار النفط والغاز. وقال البنك في مذكرة: «في تقديراتنا، فإن تحفيزاً بحجم تريليوني دولار على مدى 2021 - 2022... سيعزز الطلب الأميركي بنحو 200 ألف برميل يومياً».
واقترح الرئيس الأميركي جو بايدن حزمة تحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار لتنشيط الاقتصاد وتسريع توزيع اللقاحات للسيطرة على «كوفيد - 19» الذي أضر بالطلب العالمي على النفط.
كما قال البنك إن إدارة بايدن تدرس تعزيز وإطالة القيود النووية على إيران، وإن صادرات البلد من النفط ستظل متواضعة هذا العام وعند 0.5 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2021. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن قضية إيران ستكون جزءاً من المشاورات المبكرة للرئيس جو بايدن مع نظرائه الأجانب وحلفائه.
وقال «غولدمان»: «التأخير في العودة الكاملة لإنتاج إيران سيعزز توقعاتنا المتفائلة للنفط، إذ إننا نتوقع بالفعل شحاً في سوق النفط في 2022 مع انخفاض الطاقة الاحتياطية لـ(أوبك)».
وعلّق بايدن أيضاً مؤقتاً التأجير والتصاريح الخاصة بالنفط والغاز على الأراضي الاتحادية، وألغى تصريحاً لخط أنابيب النفط «كيستون إكس.إل» القادم من كندا، وعلق إيجارات تخص التنقيب عن النفط في المحمية الوطنية للحياة البرية بالقطب الشمالي في ألاسكا.
وقال «غولدمان»: «لا تشير تلك الإجراءات في حد ذاتها إلى شح أسرع في سوق النفط في 2021 - 22»، مضيفاً أن الحظر ما زال يتيح فرصة تمتد إلى عامين للتنقيب اعتماداً على التصاريح القائمة المرتفعة.
وفي الأسواق، هَوَت أسعار النفط، أمس (الجمعة)، لتتراجع أكثر عن أعلى مستوى في 11 شهراً الذي بلغته الأسبوع الماضي، إذ تتعرض لضغوط بفعل مخاوف من أن القيود الجديدة المفروضة لمكافحة جائحة «كورونا» في الصين ستكبح الطلب على الوقود في أكبر مستورد في العالم للخام.
ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.48 دولار أو ما يعادل 2.79% إلى 51.65 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:40 بتوقيت غرينتش، بعد أن تراجعت 18 سنتاً، أول من أمس (الخميس). وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.34 دولار أو ما يعادل 2.39% إلى 54.76 دولار للبرميل، لتمحو مكسباً بواقع سنتين حققته، أول من أمس.
وقال جيفري هالي كبير محللي السوق لدى «أوندا»: «تماشياً مع مزيد من الأجواء الحذرة التي أظهرتها الأسواق المالية اليوم في آسيا، تراجع العقدان»، وأضاف: «يترك الانخفاض العقدان عند منتصف نطاقيهما في أسبوعين. من المحتمل أن يكونا منكشفين على تصحيحات أعمق إذا أظهرت البيانات الرسمية لمخزونات الخام الأميركية ارتفاعاً غير متوقع».
وتترقب السوق البيانات الرسمية لمخزونات النفط الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية بعد بيانات للقطاع كشفت يوم الأربعاء زيادة مفاجئة 2.6 مليون برميل في مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي مقارنةً مع توقعات المحللين بانخفاض 1.2 مليون برميل.
وعزز تعافي الطلب على الوقود في الصين مكاسب السوق في أواخر العام الماضي بينما تخلفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن الانتعاش، لكنّ ذلك المصدر من الدعم يتبدد، إذ أدت موجة جديدة من الإصابات بـ«كوفيد - 19» إلى فرض قيود جديدة لاحتواء الانتشار.


مقالات ذات صلة

ما الذي يجعل غرينلاند «جائزة استراتيجية» وسط تصاعد التوترات؟

العالم صورة تظهر المنازل المغطاة بالثلوج في نوك بجزيرة غرينلاند 7 مارس 2025 (أ.ب) play-circle

ما الذي يجعل غرينلاند «جائزة استراتيجية» وسط تصاعد التوترات؟

أدت التوترات الدولية المتزايدة والاحتباس الحراري والاقتصاد العالمي المتغير إلى وضع غرينلاند في قلب المناقشة حول التجارة والأمن العالميين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

انخفاض عائدات سندات الخزانة الأميركية مع ازدياد المخاوف من الركود

انخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية الاثنين بعد تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد التي أثارت مخاوف بشأن الركود الوشيك في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت يتحدث بجانب الرئيس ترمب في المكتب البيضاوي 7 مارس 2025 (رويترز)

مستشار ترمب الاقتصادي يتوقع زوال عدم اليقين التجاري قريباً

صرّح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت الاثنين بأنه يتوقع انقشاع حالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات الرئيس دونالد ترمب التجارية بحلول أوائل أبريل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد وزير الطاقة الأميركي يحيي العمال في منشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة «فانتشر غلوبال» في بلاكيمينز (أ.ب)

وزير الطاقة الأميركي: النفط الصخري قادر على الحفر حتى عند انخفاض الأسعار

قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت إن قطاع النفط الصخري قادر على الوفاء بتعهد ترمب بـ«الحفر، يا عزيزي الحفر» وزيادة إنتاج النفط حتى لو انخفضت الأسعار.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية المخطط لها.


التضخم في مصر يتراجع إلى 12.8 % خلال فبراير متأثراً بسنة الأساس

سيدتان مصريتان تتسوقان في أحد المتاجر الكبرى بالقاهرة (رويترز)
سيدتان مصريتان تتسوقان في أحد المتاجر الكبرى بالقاهرة (رويترز)
TT

التضخم في مصر يتراجع إلى 12.8 % خلال فبراير متأثراً بسنة الأساس

سيدتان مصريتان تتسوقان في أحد المتاجر الكبرى بالقاهرة (رويترز)
سيدتان مصريتان تتسوقان في أحد المتاجر الكبرى بالقاهرة (رويترز)

تراجع التضخم السنوي بمصر إلى 12.8 في المائة خلال فبراير (شباط) من 24 في المائة خلال يناير (كانون الثاني)، وبلغت نسبته 11.2 في المائة، وذلك بسبب تأثير سنة الأساس، إذ لم تعد الزيادات الاستثنائية التي شهدتها الأسعار على مدى العامين الماضيين تنعكس في الإحصاءات.

وجاء التضخم متباطئاً بوتيرة أسرع مما توقعه محللون، ببلوغه 14.5 في المائة، وفق «رويترز».

وقبل عام خفضت مصر قيمة الجنيه بشكل حاد، ورفعت أسعار الفائدة بمقدار 600 نقطة أساس، فارتفعت الأسعار بشكل حاد مما انعكس بدوره على معدلات التضخم، وعند مقارنة وتيرة ارتفاع الأسعار خلال العام الحالي بالعام الماضي، تظهر التراجعات في عملية حسابية فقط، وهو ما يعني أن تراجع التضخم خلال فبراير لا يعني تراجع الأسعار، التي تظل عند مستوياتها المرتفعة، لكن وتيرة الزيادة في الأسعار هي ما انخفضت فقط.

وعلى أساس شهري، زادت الأسعار 1.4 في المائة في فبراير عن يناير. وزادت أسعار الأغذية والمشروبات على أساس سنوي 3.7 في المائة بعد أن زادت 0.2 في المائة عن يناير.

وعن التضخم الأساسي، الذي يستبعد السلع شديدة التذبذب مثل الأغذية، أوضح البنك المركزي، أنه تراجع إلى 10 في المائة في فبراير على أساس سنوي مقابل 22.6 في المائة في يناير، مشيراً إلى أن التضخم الأساسي السنوي تباطأ في فبراير للشهر السادس على التوالي.

وعزا إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني في «النعيم القابضة» هذا الانخفاض إلى تأثير سنة الأساس واستقرار سعر الصرف، مضيفاً أن التأثير الناجم عن تغيرات سعر الصرف كان محدوداً على عكس ما شهدته السنوات القليلة الماضية، إلى جانب إجراءات اتخذتها الحكومة والبنك المركزي لضبط الأسواق.

وأضاف أن هذا التراجع في معدل التضخم قد يعطي متنفساً للبنك المركزي ويساعده على التفكير في خفض أسعار الفائدة، إذ يعطيه قدرة على المناورة مع الاقتراب من هدف معدل التضخم البالغ سبعة في المائة.

ويرتفع التضخم منذ أوائل 2022 بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، الذي دفع مستثمرين أجانب إلى سحب مليارات من الدولارات من أسواق سندات الخزانة المصرية.

ووصل التضخم الأساسي إلى ارتفاع قياسي في سبتمبر (أيلول) 2023، مسجلاً 38 في المائة.

من جانبه، قال الباحث الاقتصادي ومحلل أسواق المال سمير رؤوف إن التضخم ما زال على مساره الهبوطي، بما يدعم خفض أسعار الفائدة بما بين نصف نقطة مئوية ونقطة مئوية كاملة قريباً، متوقعاً مزيداً من الانخفاضات خلال الشهور القليلة المقبلة لكلا التضخم وسعر الفائدة.

وارتفعت الأسعار لأسباب منها النمو السريع في المعروض النقدي. وتظهر بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) زاد بأعلى نسبة على الإطلاق بلغت 32.1 في المائة في عام حتى نهاية يناير.

وبينما تتوقع «كابيتال إيكونوميكس»، تراجع الجنيه المصري إلى مستوى 55 جنيهاً للدولار بحلول نهاية العام. ترى مفاجأة قد تلوح في الأفق قد ترفع قيمته أمام الدولار، «قد نشهد مفاجأة بسبب تدفقات رؤوس الأموال. وإذا تحسن أداء الصادرات بشكل أفضل، فقد ترتفع قيمة العملة».

وعن مستهدفات التضخم، توقعت «كابيتال إيكونوميكس»، أن يتباطأ التضخم ليصل إلى مستهدف البنك المركزي البالغ 7 في المائة (±2 نقطة مئوية) في المتوسط خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يدفع المركزي إلى الشروع في دورة التيسير النقدي خلال أبريل.

ومع تراجع معدلات التضخم واستقرار العملة، سجل نشاط القطاع الخاص غير النفطي في مصر نمواً للشهر الثاني على التوالي في فبراير، ولكن بوتيرة أبطأ، مسجلاً أول تحسن متتال في ظروف الأعمال منذ أكثر من أربع سنوات. كما تعكس البيانات أفضل بداية لشهرين في عام واحد في تاريخ الدراسة، وهو ما قد ينبئ بمزيد من التحسن في أحوال القطاع الخاص التي من المتوقع أن تنعكس إيجابياً على الأسعار خلال الشهور المقبلة.