ثنائية سواريز تنقذ أتلتيكو من كمين إيبار وتعزز صدارته للدوري الإسباني

أشاد الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لفريق أتلتيكو مدريد الإسباني لكرة القدم، بمهاجمه الأوروغوياني الدولي لويس سواريز، الذي قاد الفريق للفوز الثمين 2 - 1 على إيبار في الدوري الإسباني. وأحرز سواريز هدفين، أحدهما من ضربة جزاء في الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة، ليقلب أتلتيكو تأخره بهدف نظيف إلى فوز ثمين عزز به صدارته للدوري الإسباني.
وأشار سيميوني إلى أن سواريز لاعب يمتلك إمكانات مميزة، كما يتميز بالذكاء والحنكة وعدم الاستسلام في المباراة. وأوضح: «سواريز يخوض المباريات دائماً بالحنكة التي يتمتع بها لاعبون من نوعيته. سجل الهدف الأول مستغلاً خطأ في دفاع إيبار، ثم سجل الهدف الثاني من ضربة جزاء التي حصل عليها بنفسه». ويتصدر أتلتيكو الدوري الإسباني حالياً بفارق سبع نقاط أمام ريال مدريد وعشر نقاط أمام برشلونة. وأوضح سيميوني: «بعد 30 دقيقة، تحسن مستوانا نسبياً، ومنحنا هدف سواريز التعادل قبل نهاية الشوط الأول. وكان الشوط الثاني متشابهاً وصعباً في هذه المباراة المعقدة وقليلة الفرص. أشعر بسعادة بالغة لتحقيق الفوز».
في المقابل، أعرب خوسيه لويس مينديليبار المدير الفني لفريق إيبار الإسباني، عن أسفه وحزنه للأخطاء التي ارتكبها لاعبوه، والتي ساعدت أتلتيكو مدريد على الفوز 2 - 1. ورغم الأداء الجيد لفريقه في معظم فترات المباراة، بدا مينديليبار غير مقتنع بما انتهت إليه المباراة. وقال مينديليبار في تصريحات إعلامية بعد المباراة: «الفريق أدى ما عليه، ولكن ما يهم هو الأهداف. الطريقة التي فاز بها أتلتيكو أصابتنا بالألم». وأشار مدرب إيبار للخطأ الذي ارتكبه دفاع الفريق في الشوط الأول وجاء منه هدف التعادل، وكذلك للخطأ الذي حصل منه لويس سواريز على ضربة الجزاء لأتلتيكو في الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة ليسجل منها هدف الفوز الثمين.
وقال مينديليبار: «هذه الأخطاء سيطرت على المباراة. جميع الأهداف تقريباً تأتي من أخطاء. ولكن ارتكاب الأخطاء أمام فرق مثل أتلتيكو الذي يمتلك لاعبين يستطيعون الحسم تكون أخطاء لا تغتفر». وأضاف: «كان أداؤنا جيداً. بدأنا الشوط الأول بشكل جيد، وهاجمنا بشكل أكبر في الشوط الثاني، ولكن أتلتيكو حقق الفوز».
وحصل إيبار على ركلة جزاء وتقدم دميتروفيتش الحارس الصربي لتنفيذها في شباك نظيره يان أوبلاك حارس أتليتيكو، ليمنح أصحاب الأرض التقدم بعد مرور 12 دقيقة. ولم يسبق أبداً للحارس دميتروفيتش (28 عاماً) أن سجل من ركلة جزاء خلال مسيرته، وأصبح أول حارس في الدوري الإسباني يهز الشباك منذ فعلها ناتشو غونزاليس حارس لاس بالماس عندما سجل من ركلة جزاء أمام أتليتيك بيلباو في 2002.
وأدرك سواريز التعادل لأتلتيكو قبل الاستراحة بخمس دقائق، حيث سدد في شباك دميتروفيتش من زاوية ضيقة بعد مجهود من ماركوس يورينتي في قطع الكرة عند حافة المنطقة. وأنقذ دميتروفيتش فرصة من جواو فيلكس قرب النهاية، لكن الكلمة الأخيرة كانت لسواريز الذي حصل على ركلة جزاء بعد تدخل من أنايتز أربيا، واعترض عليها إيبار ومدربه مينديليبار. وحافظ سواريز على هدوئه ليضع الكرة في شباك دميتروفيتش، ويحصد النقاط الثلاث لفريقه.
وتجاهل الحكم مطالب إيبار بالحصول على ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع بعد لمسة يد على ستيفان سافيتش مدافع أتلتيكو. وقاد المهاجم القادم من أوروغواي أتلتيكو لفوزه السادس على التوالي في الدوري والتقدم بسبع نقاط عن ريال مدريد أقرب ملاحقيه.
وكال سيميوني مدرب أتلتيكو المديح لسواريز لقدرته على قيادة الفريق لفوز آخر صعب، ليعزز آماله في تحقيق لقب الدوري لأول مرة منذ 2014. وأضاف سيميوني: «إنه لاعب حاسم، ويركز دائماً على الفوز بالمباريات، أحرز الهدف الأول بعد متابعة كرة وحصل على ركلة جزاء، وأراد تنفيذها، وأظهر قيادة حقيقية لتسجيلها». وقال سواريز، «اليوم كان دليلاً آخر على أنه يجب الحفاظ على هذا المستوى لو أردنا الفوز بأشياء مهمة. المباراة كانت صعبة جداً في الشوط الأول لكننا أدركنا التعادل. الشوط الثاني كان حرباً، وكان من الصعب صنع الفرص». وتابع: «لكن يجب الاقتناع بقدراتنا، وتذكر أنه لو حافظ الفريق على تركيزه ومساهمة كل لاعب فيمكن تحقيق أمور رائعة».
ويعود الفضل لسيميوني، الذي أكمل تسع سنوات مع الفريق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في إعادة بناء الفريق، وإكسابه العديد من المميزات التي ساهمت في تصدره لجدول الترتيب. وخسر سيميوني العديد من النجوم في السنوات الثلاث الأخيرة مثل دييغو غودين وفيليبي لويس وخوانفرن توريس وغابي فيرنانديز وتوماس بارتي وأنطوان غريزمان ولوكاس هيرنانديز ورودري. لكن سيميوني نجح في تشكيل فريق جديد لديه لمسات الجيل السابق الذي حقق لقب الدوري عام 2014، لكنه أيضاً يقدم كرة قدم ممتعة ظن الكثيرون لأوقات طويلة أن المدرب الأرجنتيني لا يمكنه تقديمها.