أذرع «إخوان ليبيا» تتبادل الاتهامات حول «الصراع على السلطة»

جانب من الانتخابات البلدية التي جرت في مدن غرب ليبيا مؤخراً (اللجنة المركزية للانتخابات)
جانب من الانتخابات البلدية التي جرت في مدن غرب ليبيا مؤخراً (اللجنة المركزية للانتخابات)
TT
20

أذرع «إخوان ليبيا» تتبادل الاتهامات حول «الصراع على السلطة»

جانب من الانتخابات البلدية التي جرت في مدن غرب ليبيا مؤخراً (اللجنة المركزية للانتخابات)
جانب من الانتخابات البلدية التي جرت في مدن غرب ليبيا مؤخراً (اللجنة المركزية للانتخابات)

نكأ التوجه الليبي الحذر للتعاطي مع الاستحقاق الانتخابي المزمع نهاية العام الحالي، «خلافات عميقة» بين فئتين من التيارات الأصولية ذات الإسناد الديني، صعّد من وتيرتها الصادق الغرياني المفتي المعزول، ومحمد صوان رئيس حزب العدالة وبالبناء الذارع السياسية لتنظيم «الإخوان» وتبادلت فيها اتهامات من نوعية «الصراع على السلطة»، و«الإفساد في الأرض»، و«تسييس الفتوى».
وبينما كانت المعركة الكلامية تشتد وطأتها بين الغرياني وصوان بصفتهما (شركاء الأمس)، بعث فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي برسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، ورئاسة مجلس الأمن الدولي طالباً فيها دعم الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات الوطنية العامة الرئاسية والنيابية «استجابة لإرادة الليبيين وما أقروه، ووفقاً لما توصل إليه ملتقى الحوار السياسي الليبي في الشقيقة تونس».
وبدأ الغرياني التلاسن من استديوهات قناة «التناصح» التي يمتلكها نجله سهيل، وتبث من تركيا، موجهاً انتقادات لاذعة إلى حزب إخوان في ليبيا، وقال إن ما يجرى حول ليبيا ليس حواراً بل صراع على السلطة، تقوده أجنحة عدة، من بينها حزب العدالة والبناء، وأفتى الغرياني بأن ما يحدث هو «إفساد في الأرض»، لكن صوان رأى أن ما صدر عن الأخير ليس إلا «توظيفاً للفتوى الدينية لمهاجمة اجتهادات سياسية».
وذهب جمال شلوف رئيس المؤسسة‏ (سلفيوم) للدراسات والأبحاث‏، إلى أن «التسلسل التاريخي ينبئ أن (الإخوان) تياراً سياسياً يستخدم الدين والجماعات المتطرفة جسراً للوصول إلى السلطة»، «والحالة الليبية لن تكون استثناءً».
وأضاف شلوف في حديث إلى «الشرق الأوسط» أمس، أن حزب الإخوان (العدالة والبناء) سبق أن تعاون مع تيار المفتي الغرياني، القريب من الجماعة الليبية المقاتلة إبّان الصراع السياسي داخل (المؤتمر الوطني العام) المنتهية ولايته، أعقب ذلك بالتحالف عبر (انقلاب فجر ليبيا)، وما تلا ذلك من انقسام سياسي وحرب ضد (الجيش الوطني) الليبي.
ورأى شلوف، أنه مع «استمرار سعي حزب (الإخوان) الليبي للسلطة عبر تحالفات جديدة، كان طبيعياً وكعادته التخلي عن تيار المفتي (الحليف السابق) بل وحتى تجريمه ووضعه في قائمة معرقلي الحل».
وانتهى قائلاً: «لذا لم يكن غريباً هذا التلاسن الذي هو بمثابة إعلان فض التحالف السابق وتغيير حزب (الإخوان) لجلده الذي يتناسب مع ما يظنه طريقاً جديداً للاستمرار في السلطة».
صوان من جهته، قال إن حزب (العدالة والبناء) «مستمر مع جميع الليبيين المتحاورين في الداخل والخارج لإخراج البلد من أزمتها ولإيجاد سلطة تنفيذية جديدة توحد البلاد»، مؤكداً أنه لن يلتفت لما سماهم «المعرقلين والمثبطين، ولا لمن تجاوزهم الزمن ولم يعتبروا من التجارب وسنن الأولين»، في إشارة إلى الغرياني.
وبعدما استغرب صوان فتوى الغرياني بأن «ما يجري من حوارات ونقاشات حول أزمة البلاد هو مؤامرة دولية ضد الليبيين، وإفساد في الأرض»، اعتبر تصريحات الأخير «تحريضا مباشرا على الحزب وأعضائه»، وحمله «المسؤولية عن سلامتهم».
ودعا صوان في بيان مساء أول من أمس، ما سماهم «أهل العلم في ليبيا، وهم كثر إلى أن يخرجوا عن صمتهم ويقوموا بواجباتهم تجاه هذا التوظيف الخاطئ للفتوى، وهم أدرى بخطورة السكوت عن مثل هذا المسلك وما يسببه من فوضى واهتزاز لرمزية الإفتاء»!
بموازاة هذه المعارك الجانبية التي تبدو آخذة في التصاعد هذه الأيام، أكد السراج مجدداً على جدية توجه البلاد راهناً باتجاه التجهيز لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في موعدها مع نهاية العام الحالي، ونقلت وزارة الخارجية التابعة لحكومة «الوفاق» أن رئيس المجلس الرئاسي بعث برسالة إلى رئاسة مجلس الأمن يطلب «إصدار قرار من المجلس لدعم هذه العملية في التاريخ المحدد، ومنح تفويض للبعثة الأممية لدى ليبيا لدعمها».
وطالب السراج الأمم المتحدة بأن ترسل في أسرع وقت ممكن فريقاً لتقييم الاحتياجات، وللتشاور والتنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات وجهات الاختصاص لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني المهم وبناء الدولة المدنية الديمقراطية المستقرة.
ولفت السراج إلى ضرورة الموافقة على «توفير الإمكانات اللازمة لها، لتقدم المساعدة التقنية والفنية ودراسة سبل التأمين اللازمة لتنفيذ هذا الاستحقاق في مراحله كافة، وتوفير المراقبة خلال سير العملية الانتخابية وحتى الانتهاء منها واعتماد النتائج النهائية».
وتتمسك البعثة الأممية لدى ليبيا بإجراء الانتخابات الوطنية في الموعد الذي توافق عليه المشاركون بمنتدى الحوار السياسي، في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وقال مسؤول ليبي قريب من حكومة «الوفاق» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الإجراء الذي اتخذه السراج «يبرهن على أنه يريد التخلي عن السلطة في أسرع وقت وتسليمها إلى القيادة التنفيذية المنتخبة عبر الصناديق، أو المؤقتة التي قد تأتي بالاختيار وفق المساعي التي تبذلها البعثة الأممية».



أستراليا: توقيف 14 شخصاً نفذوا هجمات بهدف «إشغال» الشرطة وخلق الفوضى

شرطة نيو ساوث ويلز بأستراليا خلال التعامل مع حادث أمني (أرشيفية - إ.ب.أ)
شرطة نيو ساوث ويلز بأستراليا خلال التعامل مع حادث أمني (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT
20

أستراليا: توقيف 14 شخصاً نفذوا هجمات بهدف «إشغال» الشرطة وخلق الفوضى

شرطة نيو ساوث ويلز بأستراليا خلال التعامل مع حادث أمني (أرشيفية - إ.ب.أ)
شرطة نيو ساوث ويلز بأستراليا خلال التعامل مع حادث أمني (أرشيفية - إ.ب.أ)

أعلنت الشرطة الأسترالية اليوم (الثلاثاء)، أنها أوقفت 14 شخصاً مرتبطين بالجريمة المنظمة في البلاد، بتهمة تنفيذهم هجمات «معادية للسامية» في جنوب شرقي البلاد كان هدفها على وجه الخصوص «إشغال» الشرطة عن القيام بعملها.

وقال نائب مفوض شرطة نيو ساوث ويلز ديفيد هدسون مساء الاثنين، بعد سلسلة مداهمات: «لم يُظهر أيّ من الأفراد الذين ألقينا القبض عليهم أيّ شكل من أشكال الآيديولوجيا المعادية للسامية». وأضاف: «أعتقد أنّ أعضاء هذه الجريمة المنظمة اغتنموا الفرصة لاستغلال ضعف المجتمع اليهودي».

بدورها، أعلنت شرطة نيو ساوث ويلز أنّها اعتقلت 14 شخصاً بتهمة مشاركتهم في «جماعة إجرامية» وإشعال حرائق وتدمير ممتلكات، من بين 65 تهمة إجمالية.

وفي الأشهر الأخيرة، تعرّضت كنس يهودية في سيدني للتخريب بكتابات معادية للسامية، كما تم إحراق مبانٍ وسيارات في أحياء يهودية بمنتصف الليل.

وفي يناير (كانون الثاني)، تمّ ضبط متفجرات في عربة مهجورة مرفقة بقائمة أهداف يهودية مفترضة في دورال، وهي ضاحية شبه ريفية في سيدني. ويومها، قال رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز، إنه يخشى من وجود مؤامرة إرهابية تهدف إلى التسبّب بسقوط عدد كبير من الضحايا. لكنّ الشرطة تعتقد الآن أن الأمر لم يكن أكثر من «عملية احتيال إجرامية» مخطط لها بعناية.

وقالت الضابطة كريسي باريت مساء الاثنين: «يمكنني أن أخبركم بأنه لم تكن هناك أي نية على الإطلاق للتسبب بإطلاق نار جماعي بهذه القافلة». وأضافت أنّ «الخطة أعدّها مجرمون أرادوا بثّ الخوف لتحقيق مكاسب شخصية».

وتشتبه الشرطة في وقوف نفس الفرد أو المجموعة وراء الهجمات «المعادية للسامية» وحادثة القافلة المهجورة.

وقال مساعد مفوض الشرطة ديفيد هدسون إنّ «الأمر يتعلق بخلق حالة من الفوضى في المجتمع»، و«تحويل انتباه الشرطة عن عملهم اليومي للتركيز على القضايا»، مما يسمح لهؤلاء المجرمين بمواصلة أنشطة أخرى بالتوازي.