في ليبيا... الحلول المؤقتة تدوم أحياناً

المسار العسكري يتخلى عن تعقيدات الحوار النخبوي

في ليبيا... الحلول المؤقتة تدوم أحياناً
TT

في ليبيا... الحلول المؤقتة تدوم أحياناً

في ليبيا... الحلول المؤقتة تدوم أحياناً

مع اقتراب الذكرى العاشرة للانتفاضة الليبية التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تتجه ليبيا إلى خطوة أخرى بتعيين سلطة مؤقتة تتولى التجهيز لانتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية العام الحالي.
المشروع السياسي الضخم، الذي قادته الأمم المتحدة عبر بعثتها في ليبيا برئاسة الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز، أوشك على دخول محطته الأخيرة بعد النجاحات النسبية والمتتالية التي أمكن تحقيقها على مختلف المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية لحلحلة الأزمة الليبية. ولكن مع دخول المشهد الليبي مرحلة اختيار الأسماء التي سيصار إلى ترشيحها لتولي رئاسة المجلس الرئاسي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية، فإن ثمة مخاوف من ألا يصل القطار إلى مرحلة المرجوّة.
بينما تسود هدنة هشة خطوط التماس ومحاور القتال في سرت والجفرة بين قوات «حكومة الوفاق» الليبية برئاسة فائز السراج وقوات «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، يرى مراقبون أن تسوية سياسية شاملة تظل أمراً بعيد المنال؛ وذلك في ظل استمرار الوجود العسكري للقوات التركية مدعومة بنحو عشرين ألفاً من المرتزقة السوريين الذين جلبتهم أنقرة للقتال إلى جانب قوات «حكومة الوفاق» وفي صفوفها، فضلاً عن بقاء الميليشيات المسلحة الموالية للوفاق في مواقعها.
ومع تحديد الانتخابات المقبلة يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بمرجعية الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد في أعقاب تنقيته، فإن السلطة الجديدة التي يُراد لها أن تشرف على هذه الانتخابات، لن تدوم في مناصبها أكثر من عشرة أشهر فقط. بيد أن مجريات الأمور وتطورها في ليبيا، برهنت عملياً على أن «كل ما هو مؤقت دائم» حتى يثبت العكس، وأن أي سلطة مؤقتة سرعان ما تفضّل التلاعب بالزمن بحثاً عن التمديد وإطالة مدة الحكم، وبالتالي الحصول مكاسب شخصية، بغض النظر عن مصلحة البلاد العليا. وفي حين تنتظر بعثة الأمم المتحدة فراغ كل إقليم من الأقاليم الثلاثة (برقة وطرابلس وفزان) من اختيار مرشحيهم للسلطة التنفيذية الجديدة، عبر «ملتقى الحوار السياسي الليبي»، فإن الأمور التي تبدو محسومة سلفاً، توحى أيضاً بكثير من المخاوف.
بالنسبة إلى المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، والمرشح لرئاسة المجلس الرئاسي للحكومة الجديدة، فإنه، كما أبلغ مسؤولاً مصرياً رفيع المستوى أخيراً في القاهرة «يريد أن ينهي حياته السياسية في هذا المنصب».
يبحث صالح عن «حسن الختام»، إذن لمسيرته السياسية والرسمية، عبر منصب يفترض أنه قد لا يطول إلى سنة كاملة. وفي المقابل، يبدو أن فتحي باش أغا وزير داخلية «حكومة الوفاق»، وبدعم أميركي وتركي واضح، يسعى الآن إلى رئاسة الحكومة بعدما قدّم نفسه كرجل أمن يصعب تجاوزه.

مصالح مشتركة
ثمة فروق زمنية ومكانية واسعة بين صالح وباش أغا، لكن بإمكان المصالح المشتركة في السلطة أن تجمع دائماً بين أصحابها. لهذا؛ كان مفهوماً أن يتبادل الجانبان حديثاً - بعيداً عن وسائل الإعلام، عبر الهاتف - خلال زيارة باش أغا الأخيرة إلى القاهرة، التي كانت قد انفتحت في الآونة الأخيرة على «الغرب الليبي للحد من اندفاعه باتجاه تركيا»، وفقاً لما قاله مسؤول مصري.
تفاهم باش أغا وصالح، يتخطى هنا المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا وجنوبها، غير أنه يؤشر أيضاً إلى أن العلاقات بينه وبين صالح ليست على ما يرام. والحقيقة، أن خلافات الرجلين قديمة - جديدة، ولها تراكمات منذ اختلفا بشدة في مفاوضات موسكو، حين كانت قوات «الجيش الوطني» على تخوم العاصمة طرابلس.
آنذاك طلب صالح من حفتر، وفقاً لرواية مصدر مطلع طلب إغفال ذكر اسمه، أن يستجيب للتفاوض مع قوات «حكومة الوفاق»، وتفادي تضييع فرصة أنه الطرف الأقوى على طاولة المفاوضات. وفي حينه، قال صالح للمشير «لديك 80 في المائة من المسألة الآن، وأنت الطرف المنتصر حتى اللحظة، ويمكننا التوصل إلى اتفاق سلام يحقق الكثير إذا ما أوقفنا الحرب». إلا أن حفتر رفض العرض، ولم يفلح المسؤولون الروس والمصريون لاحقاً في إقناعه بقبوله، قبل أن يصبح «فرصة ضائعة» لا يمكن تعويضها، بعدما جلب السراج تركيا باتفاقية عسكرية مثيرة للجدل، وبدورها جلبت تكنولوجيا طائرات «الدرون» المسيرة ومعها نحو عشرين ألفاً من المرتزقة السوريين.
لم يكن هذا هو الخلاف الأول أو الأخير بين حفتر وصالح؛ إذ تعاظم الجدل بينهما بعدما طلب حفتر تفويضاً رسمياً من الشعب الليبي لتولي السلطة، ويومها أبلغه صالح أنه لا يمانع بالتفويض، ولكن ليس بهذه الطريقة. وبالتالي، يبدو صالح الآن أقرب إلى باش أغا وزير داخلية السراج والطامح لخلافته، وهو ما يكرّس خلافاته مع حفتر.
ومن جهة ثانية، يعتقد مقربون من صالح وباش أغا، أن فرصتيهما للفوز برئاسة المجلس الرئاسي والحكومة قائمة وكبيرة، وإلا فإنها الحرب التي تنتظر فقط طلقتها الأولى. وكما كشف أحدهم، فلدى صالح «13 مؤيداً من بين الـ24 شخصاً الذين يمثلون إقليم برقة في (ملتقى الحوار السياسي)... وهو أقرب من بقية المرشحين للفوز بمنصب الرئيس الجديد للمجلس الرئاسي». وتابع «بالإضافة إلى هذا الدعم، فلديه أيضاً تأييد موسكو وباريس والقاهرة وروما، ما يجعله الأكثر حظوة، إذا مضت الأمور كما هو مقرّر لها».

خلافات مريرة
المجموعة التي تضم 75 ليبياً اختارتهم بعثة الأمم المتحدة، ستعمل قريباً على ترشيح واختيار حكومة موحدة للإعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. وهو ما وصفه مراقبون لوكالة «رويترز» بعملية تخيّم عليها احتمالات الخلافات المريرة؛ إذ «يسود التنافس الائتلافين الرئيسيين في شرق ليبيا وغربها، وأي خطوة لاستبعاد شخصيات ذات نفوذ قد تؤذن بجولة جديدة من القتال الذي تورطت فيه بالفعل قوى أخرى».
من جانبها، تلاحظ وزارة الخارجية الألمانية في تقرير لها، أن الوضع في ليبيا تحسّن بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، بعدما توقف القتال منذ يونيو (حزيران) 2020. وأسفرت عملية سلام حقيقية بقيادة الأمم المتحدة عن تقدم حقيقي. ويستند التفاؤل الألماني إلى ثلاثة أمثلة محددة، أبرزها: اتفاق «ملتقى الحوار السياسي الليبي» على هيكل حكومة ليبية جديدة بالكامل وعلى موعد إجراء الانتخابات على مستوى البلاد، بالإضافة إلى مقترحات ستوجد أيضاً اعتباراً من هذا الأسبوع حول كيفية تشكيل حكومة انتقالية. بيد أن ستيفاني وليامز، رئيسة البعثة الأممية بالإنابة، التي تتأهب خلال الأسبوع المقبل لمغادرة منصبها بعد تعيين السلوفكي يان كوبيتش، تعتقد أن هناك «بعض السياسيين لا يريدون حل الأزمة». ففي مقابلة مع صحيفة بريطانية عادت وليامز إلى استخدام تعبيرها الشهير في وصف هؤلاء «الديناصورات»، بعدما أضافت إليه مصطلح «المسيطرون على خزائن الدولة».
وبحسب وليامز، فإن الانتخابات المقبلة «تشكل تهديداً مباشراً لوضعهم الراهن، وسيقاتلون للدفاع عن وضعهم الراهن»، معربة عن اعتقادها بأن «هؤلاء الذين يحاولون منع تشكيل هيئة تنفيذية موحدة توافقية هم القوى السياسية نفسها التي ستحاول تعطيل الانتخابات».
كذلك حذرت وليامز السراج ضمنياً، بعد إعلانه أنه ناقش مع بعض أعضاء مجلس النواب في طرابلس، خلال الأسبوع الماضي، إمكانية تشكيل حكومة جديدة. إذ شددت على أن «محاولة تشكيل هيئة تنفيذية موحّدة جديدة يجب أن تأتي تحت مظلة الحوار السياسي الذي تشرف عليه البعثة الأممية».
هذا، واعتادت وليامز - والبعثة الأممية على مدى الأيام الماضية - الإشارة إلى أن «هذه سلطة تنفيذية مؤقتة سيُستعاض عنها بسلطة منتخبة ديمقراطياً، بعد الانتخابات المقبلة». لكن التكرار هنا ليس دليلاً على شيء سوى على الخوف من تكرار ما جرى من تمديد للسلطات الانتقالية التي عرفتها ليبيا طوال السنوات العشر التي تلت سقوط القذافي الذي أمضى نحو 42 سنة في السلطة منفرداً.
وبالنظر إلى تجربة حكومة السراج، التي كان يفترض أن تنتهي قبل 3 سنوات على الأقل، فإن السلطة الجديدة - بما في ذلك حكومتها المؤقتة – ستبقى لمدة 5 سنوات. وفي هذا السياق، يقول أحد المسؤولين المرشحين لشغل إحدى الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة «الجميع يتحدث عن فترة انتقالية محدودة، لكن الواقع أن الحكومة المقبلة ستمضي في السلطة نفس فترة حكومة الوفاق تقريباً».
الكلام الصادم عن التمديد المبكر يبدو لهذا المسؤول، الذي طلب تحاشي تعريفه، أمراً واقعياً للغاية، بالنظر إلى مكوّنات المشهد الليبي والطبيعة التي تدمغ مسؤولي الدولة في الآونة الأخيرة.
ومن ثم، مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحها اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في جنيف لسحب المرتزقة الأجانب في غضون 90 يوماً، فإن الـ20 ألف جندي أجنبي في ليبيا الذين قدّرتهم استناداً إلى ما وصفته بأدلة قاطعة، لم يغادروا بعد الأراضي الليبية، وسط مؤشرات على أنه سيجري تمديد المهلة بالمدة نفسها. وما زالت اللجنة العسكرية المشتركة «5 زائد 5» التي تضم ممثلين عن كل من قوات «حكومة الوفاق» و«الجيش الوطني»، والتي تعتزم عقد اجتماع جديد لها الأسبوع المقبل لبحث فتح الطريق الساحلية بين سرت ومصراتة، عاجزة عن ذلك.
وفي دولة يصبح كل ما هو مؤقت فيها، أمراً دائما ًبحكم السياسة، لا المنطق، فإن الكثير من التخمينات يمكن أن يصح استناداً إلى ما كان.

خداع بصري
اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي المصري، يرى أن ثمة «اختلافات في الشكل والمضمون والأهداف والدوافع ما بين المسارين السياسي والعسكري على الرغم من تكاملهما معاً، وهو ما يجعل مَن يراقب المشهد يتصوّر حدوث تقدم ملموس للمسار العسكري، ويقلل من احتمالية حدوث نجاحات للمسار السياسي... لكنه في الحقيقة نوع من حدوث خداع بصرى للمشاهد»، على حد تعبيره.
وأرجع اللواء عبد الواحد في حديث له مع «الشرق الأوسط» التقدم النسبي حالياً في المسار العسكري إلى « عوامل عدة، أهمها: أن المكون للجنة العسكرية المشتركة لقوات الجيش الوطني وحكومة الوفاق، المعروفة باسم (5 زائد 5)، يضم عسكريين يغلب عليهم الانضباط والالتزام، فضلاً عن قدرتهم على مواجهة وحل الأزمات، ناهيك عن عدم ارتباطهم بتوجهات سياسية أو أيدلوجية. وهذا ما يجعل حساباتهم إلى حد ما بعيدة عن محاولات الربح والخسارة كما في التفاوض السياسي». وأردف «المسار العسكري يرتبط بشكل وثيق بنظيره السياسي. وبالتالي، فإن استمراره ونجاحه مرهونان بعدم فشل المسار السياسي، وبألا تحدث أي تغييرات عسكرية على الأرض، خاصة من الميليشيات المسلحة والمرتزقة والجماعات السياسية الدينية... وكلاهما للأسف يعمل وفقاً لأجندات خارجية وداخلية».
يقدّر عبد الواحد أن المسارين السياسي والعسكري محفوفان بالمخاطر والألغام. ولذا؛ ينصح الليبيين بالحذر والتعامل مع تلك الأزمات بحكمة وتجنب إضاعة الفرصة للسلام والاستقرار. كذلك، فإنه يخشى حدوث أزمات في الانتقال بتفاهمات الحوار، سياسياً وعسكرياً، إلى مستوى التنفيذ على الأرض، وبالأخص، يتعلق بتوحيد المؤسسات العسكرية في جيش وطني واحد، من دون التوصل إلى حل سياسي يقبله الجميع أو على الأقل الأكثر تأثيراً. ويلفت إلى «غياب مفهوم الدولة الوطنية لدى الليبيين نتيجة طول أمد الصراع، فضلاً عن عدم وجود إرادة سياسية لتقديم تضحيات شخصية لحساب الوطن في ظل أن السيادة الليبية مسلوبة من قوى خارجية طامعة في ثروات ليبيا.
ويعتقد خبير الأمن القومي، أن نجاح المسار العسكري - الذي مورست ضغوط دولية وإقليمية من أجل وقف القتال الفوري - كان يستند إلى حقائق مجرّدة، أبرزها أنه يسعى لتحقيق أهداف الحاضر: وهي وقف إطلاق النار وفرض الأمن والاستقرار، «ما يدل على حاجة جميع الأطراف الليبية التي يمثلها المسار العسكري إلى فرض الاستقرار بعدما أنهكتها الحروب».
أما المسار السياسي فيسعى إلى تحقيق أهداف مستقبلية ومكاسب سياسية تتعلق بالسلطة والنفوذ والثروة والوظائف المهمة والتمثيل النسبي على أساس المحاصصة العرقية والجهوية والقبلية. وهذا ما يدفع المطالب الفئوية للجميع من الأمازيغ والتبو والطوارق وغيرهم لتحقيق أقصى استفادة... وهو ما يهدد أي تسوية سياسية للأزمة الليبية.
ويلفت اللواء عبد الواحد إلى «وجود مستفيدين فعليين من الصراع ومنع تشكيل حكومة مركزية قوية تسيطر على كل الأقاليم»، بمن فيهم «أمراء الحرب والجريمة المنظمة والشبكات الإرهابية وعملاؤها من القيادات السياسية الدينية والقوى الخارجية الإقليمية والدولية». ويلخص المشكلة الحقيقية في «العجز عن السيطرة على الميليشيات والقوى المسلحة غير الشرعية، وزيادة حالات الاستقطاب الداخلي وبقوة، واستخدام المال السياسي لتحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب المصالح الوطنية».

المؤقت والدائم
في المقابل، يعتقد دبلوماسي غربي، طلب التكتم على اسمه، أن الليبيين الذين عانوا من طول فترة حكم القذافي على مدى أكثر من أربعة عقود، «باتوا مغرمين بثنائية المؤقت والدائم».
ويشرح الدبلوماسي - الذي يعمل من تونس لأسباب أمنية تبقيه بعيداً عن العاصمة الليبية طرابلس - التعبير على النحو التالي «أنظر إلى مسميات السلطات التي تعاقبت على الحكم (كـ«المجلس الانتقالي» و«الحكومة المؤقتة»)، فهي تشير بوضوح إلى أنه جرى التلاعب بالفترات الرسمية المحددة وبات كل ما هو مؤقت، دائم إلى حد كبير».
ويروى المشهد وزير سابق في الحكومة الموازية بشرق ليبيا، بنكتة سياسية مريرة، حين محت الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني، الهارب من جحيم ميليشيات طرابلس إلى بنغازي، كلمة «المؤقتة» من وصفها... فبقيت هناك إلى ما لا نهاية، حتى إن المواطنين العاديين ردوا في المقابل بالتندر على هذا التغيير الكوميدي، بإطلاق اسم «الحكومة المؤقتة الدائمة إلى ما لا نهاية».
محطات فارقة في ليبيا منذ 2011
- اندلعت في مدينة بنغازي (كبرى مدن شرق ليبيا) في فبراير (شباط) 2011 حركة احتجاجات واجهها النظام السابق بالقمع العنيف، وذلك قبل أن تتوسّع إلى مناطق أخرى، وانتهت بقتل معمر القذافي.
- سلّم «المجلس الوطني الانتقالي»، الأداة السياسية للثوار في أغسطس (آب) 2012، سلطاته إلى «المؤتمر الوطني العام» (البرلمان) الذي انتخب قبل ذلك بشهر.
- يوم 25 يونيو (حزيران) عام 2014، انتُخب برلمان جديد قاطعه الإسلاميون، لكن ائتلاف «فجر ليبيا» الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة وبينها جماعات إسلامية، سيطر على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء البرلمان المنتهية ولايته. وجرى تشكيل حكومة.
- في ديسمبر (كانون الأول) 2015، بعد أشهر من المباحثات، وقّع أعضاء في البرلمانين المتنافسين في منتجع الصخيرات بالمغرب، تحت رعاية الأمم المتحدة، اتفاقاً نصّ على تشكيل «حكومة الوفاق الوطني» برئاسة فائز السراج، التي دخلت طرابلس مارس (آذار) 2016.
- يوم 29 مايو (أيار) عام 2018، تعهدت الأطراف الأربعة الرئيسية في الأزمة الليبية، من العاصمة الفرنسية باريس بالعمل معاً من أجل إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نهاية العام.
- في أعقاب مفاوضات طالت لأسابيع، وحوار سياسي استضافته تونس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اتفق الليبيون المشاركون في عملية سلام ترعاها الأمم المتحدة على آلية لاختيار حكومة جديدة مؤقتة للإشراف على الفترة السابقة للانتخابات المقررة نهاية العام الحالي.



الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».