في ليبيا... الحلول المؤقتة تدوم أحياناً

المسار العسكري يتخلى عن تعقيدات الحوار النخبوي

في ليبيا... الحلول المؤقتة تدوم أحياناً
TT

في ليبيا... الحلول المؤقتة تدوم أحياناً

في ليبيا... الحلول المؤقتة تدوم أحياناً

مع اقتراب الذكرى العاشرة للانتفاضة الليبية التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تتجه ليبيا إلى خطوة أخرى بتعيين سلطة مؤقتة تتولى التجهيز لانتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية العام الحالي.
المشروع السياسي الضخم، الذي قادته الأمم المتحدة عبر بعثتها في ليبيا برئاسة الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز، أوشك على دخول محطته الأخيرة بعد النجاحات النسبية والمتتالية التي أمكن تحقيقها على مختلف المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية لحلحلة الأزمة الليبية. ولكن مع دخول المشهد الليبي مرحلة اختيار الأسماء التي سيصار إلى ترشيحها لتولي رئاسة المجلس الرئاسي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية، فإن ثمة مخاوف من ألا يصل القطار إلى مرحلة المرجوّة.
بينما تسود هدنة هشة خطوط التماس ومحاور القتال في سرت والجفرة بين قوات «حكومة الوفاق» الليبية برئاسة فائز السراج وقوات «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، يرى مراقبون أن تسوية سياسية شاملة تظل أمراً بعيد المنال؛ وذلك في ظل استمرار الوجود العسكري للقوات التركية مدعومة بنحو عشرين ألفاً من المرتزقة السوريين الذين جلبتهم أنقرة للقتال إلى جانب قوات «حكومة الوفاق» وفي صفوفها، فضلاً عن بقاء الميليشيات المسلحة الموالية للوفاق في مواقعها.
ومع تحديد الانتخابات المقبلة يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بمرجعية الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد في أعقاب تنقيته، فإن السلطة الجديدة التي يُراد لها أن تشرف على هذه الانتخابات، لن تدوم في مناصبها أكثر من عشرة أشهر فقط. بيد أن مجريات الأمور وتطورها في ليبيا، برهنت عملياً على أن «كل ما هو مؤقت دائم» حتى يثبت العكس، وأن أي سلطة مؤقتة سرعان ما تفضّل التلاعب بالزمن بحثاً عن التمديد وإطالة مدة الحكم، وبالتالي الحصول مكاسب شخصية، بغض النظر عن مصلحة البلاد العليا. وفي حين تنتظر بعثة الأمم المتحدة فراغ كل إقليم من الأقاليم الثلاثة (برقة وطرابلس وفزان) من اختيار مرشحيهم للسلطة التنفيذية الجديدة، عبر «ملتقى الحوار السياسي الليبي»، فإن الأمور التي تبدو محسومة سلفاً، توحى أيضاً بكثير من المخاوف.
بالنسبة إلى المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، والمرشح لرئاسة المجلس الرئاسي للحكومة الجديدة، فإنه، كما أبلغ مسؤولاً مصرياً رفيع المستوى أخيراً في القاهرة «يريد أن ينهي حياته السياسية في هذا المنصب».
يبحث صالح عن «حسن الختام»، إذن لمسيرته السياسية والرسمية، عبر منصب يفترض أنه قد لا يطول إلى سنة كاملة. وفي المقابل، يبدو أن فتحي باش أغا وزير داخلية «حكومة الوفاق»، وبدعم أميركي وتركي واضح، يسعى الآن إلى رئاسة الحكومة بعدما قدّم نفسه كرجل أمن يصعب تجاوزه.

مصالح مشتركة
ثمة فروق زمنية ومكانية واسعة بين صالح وباش أغا، لكن بإمكان المصالح المشتركة في السلطة أن تجمع دائماً بين أصحابها. لهذا؛ كان مفهوماً أن يتبادل الجانبان حديثاً - بعيداً عن وسائل الإعلام، عبر الهاتف - خلال زيارة باش أغا الأخيرة إلى القاهرة، التي كانت قد انفتحت في الآونة الأخيرة على «الغرب الليبي للحد من اندفاعه باتجاه تركيا»، وفقاً لما قاله مسؤول مصري.
تفاهم باش أغا وصالح، يتخطى هنا المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا وجنوبها، غير أنه يؤشر أيضاً إلى أن العلاقات بينه وبين صالح ليست على ما يرام. والحقيقة، أن خلافات الرجلين قديمة - جديدة، ولها تراكمات منذ اختلفا بشدة في مفاوضات موسكو، حين كانت قوات «الجيش الوطني» على تخوم العاصمة طرابلس.
آنذاك طلب صالح من حفتر، وفقاً لرواية مصدر مطلع طلب إغفال ذكر اسمه، أن يستجيب للتفاوض مع قوات «حكومة الوفاق»، وتفادي تضييع فرصة أنه الطرف الأقوى على طاولة المفاوضات. وفي حينه، قال صالح للمشير «لديك 80 في المائة من المسألة الآن، وأنت الطرف المنتصر حتى اللحظة، ويمكننا التوصل إلى اتفاق سلام يحقق الكثير إذا ما أوقفنا الحرب». إلا أن حفتر رفض العرض، ولم يفلح المسؤولون الروس والمصريون لاحقاً في إقناعه بقبوله، قبل أن يصبح «فرصة ضائعة» لا يمكن تعويضها، بعدما جلب السراج تركيا باتفاقية عسكرية مثيرة للجدل، وبدورها جلبت تكنولوجيا طائرات «الدرون» المسيرة ومعها نحو عشرين ألفاً من المرتزقة السوريين.
لم يكن هذا هو الخلاف الأول أو الأخير بين حفتر وصالح؛ إذ تعاظم الجدل بينهما بعدما طلب حفتر تفويضاً رسمياً من الشعب الليبي لتولي السلطة، ويومها أبلغه صالح أنه لا يمانع بالتفويض، ولكن ليس بهذه الطريقة. وبالتالي، يبدو صالح الآن أقرب إلى باش أغا وزير داخلية السراج والطامح لخلافته، وهو ما يكرّس خلافاته مع حفتر.
ومن جهة ثانية، يعتقد مقربون من صالح وباش أغا، أن فرصتيهما للفوز برئاسة المجلس الرئاسي والحكومة قائمة وكبيرة، وإلا فإنها الحرب التي تنتظر فقط طلقتها الأولى. وكما كشف أحدهم، فلدى صالح «13 مؤيداً من بين الـ24 شخصاً الذين يمثلون إقليم برقة في (ملتقى الحوار السياسي)... وهو أقرب من بقية المرشحين للفوز بمنصب الرئيس الجديد للمجلس الرئاسي». وتابع «بالإضافة إلى هذا الدعم، فلديه أيضاً تأييد موسكو وباريس والقاهرة وروما، ما يجعله الأكثر حظوة، إذا مضت الأمور كما هو مقرّر لها».

خلافات مريرة
المجموعة التي تضم 75 ليبياً اختارتهم بعثة الأمم المتحدة، ستعمل قريباً على ترشيح واختيار حكومة موحدة للإعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. وهو ما وصفه مراقبون لوكالة «رويترز» بعملية تخيّم عليها احتمالات الخلافات المريرة؛ إذ «يسود التنافس الائتلافين الرئيسيين في شرق ليبيا وغربها، وأي خطوة لاستبعاد شخصيات ذات نفوذ قد تؤذن بجولة جديدة من القتال الذي تورطت فيه بالفعل قوى أخرى».
من جانبها، تلاحظ وزارة الخارجية الألمانية في تقرير لها، أن الوضع في ليبيا تحسّن بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، بعدما توقف القتال منذ يونيو (حزيران) 2020. وأسفرت عملية سلام حقيقية بقيادة الأمم المتحدة عن تقدم حقيقي. ويستند التفاؤل الألماني إلى ثلاثة أمثلة محددة، أبرزها: اتفاق «ملتقى الحوار السياسي الليبي» على هيكل حكومة ليبية جديدة بالكامل وعلى موعد إجراء الانتخابات على مستوى البلاد، بالإضافة إلى مقترحات ستوجد أيضاً اعتباراً من هذا الأسبوع حول كيفية تشكيل حكومة انتقالية. بيد أن ستيفاني وليامز، رئيسة البعثة الأممية بالإنابة، التي تتأهب خلال الأسبوع المقبل لمغادرة منصبها بعد تعيين السلوفكي يان كوبيتش، تعتقد أن هناك «بعض السياسيين لا يريدون حل الأزمة». ففي مقابلة مع صحيفة بريطانية عادت وليامز إلى استخدام تعبيرها الشهير في وصف هؤلاء «الديناصورات»، بعدما أضافت إليه مصطلح «المسيطرون على خزائن الدولة».
وبحسب وليامز، فإن الانتخابات المقبلة «تشكل تهديداً مباشراً لوضعهم الراهن، وسيقاتلون للدفاع عن وضعهم الراهن»، معربة عن اعتقادها بأن «هؤلاء الذين يحاولون منع تشكيل هيئة تنفيذية موحدة توافقية هم القوى السياسية نفسها التي ستحاول تعطيل الانتخابات».
كذلك حذرت وليامز السراج ضمنياً، بعد إعلانه أنه ناقش مع بعض أعضاء مجلس النواب في طرابلس، خلال الأسبوع الماضي، إمكانية تشكيل حكومة جديدة. إذ شددت على أن «محاولة تشكيل هيئة تنفيذية موحّدة جديدة يجب أن تأتي تحت مظلة الحوار السياسي الذي تشرف عليه البعثة الأممية».
هذا، واعتادت وليامز - والبعثة الأممية على مدى الأيام الماضية - الإشارة إلى أن «هذه سلطة تنفيذية مؤقتة سيُستعاض عنها بسلطة منتخبة ديمقراطياً، بعد الانتخابات المقبلة». لكن التكرار هنا ليس دليلاً على شيء سوى على الخوف من تكرار ما جرى من تمديد للسلطات الانتقالية التي عرفتها ليبيا طوال السنوات العشر التي تلت سقوط القذافي الذي أمضى نحو 42 سنة في السلطة منفرداً.
وبالنظر إلى تجربة حكومة السراج، التي كان يفترض أن تنتهي قبل 3 سنوات على الأقل، فإن السلطة الجديدة - بما في ذلك حكومتها المؤقتة – ستبقى لمدة 5 سنوات. وفي هذا السياق، يقول أحد المسؤولين المرشحين لشغل إحدى الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة «الجميع يتحدث عن فترة انتقالية محدودة، لكن الواقع أن الحكومة المقبلة ستمضي في السلطة نفس فترة حكومة الوفاق تقريباً».
الكلام الصادم عن التمديد المبكر يبدو لهذا المسؤول، الذي طلب تحاشي تعريفه، أمراً واقعياً للغاية، بالنظر إلى مكوّنات المشهد الليبي والطبيعة التي تدمغ مسؤولي الدولة في الآونة الأخيرة.
ومن ثم، مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحها اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في جنيف لسحب المرتزقة الأجانب في غضون 90 يوماً، فإن الـ20 ألف جندي أجنبي في ليبيا الذين قدّرتهم استناداً إلى ما وصفته بأدلة قاطعة، لم يغادروا بعد الأراضي الليبية، وسط مؤشرات على أنه سيجري تمديد المهلة بالمدة نفسها. وما زالت اللجنة العسكرية المشتركة «5 زائد 5» التي تضم ممثلين عن كل من قوات «حكومة الوفاق» و«الجيش الوطني»، والتي تعتزم عقد اجتماع جديد لها الأسبوع المقبل لبحث فتح الطريق الساحلية بين سرت ومصراتة، عاجزة عن ذلك.
وفي دولة يصبح كل ما هو مؤقت فيها، أمراً دائما ًبحكم السياسة، لا المنطق، فإن الكثير من التخمينات يمكن أن يصح استناداً إلى ما كان.

خداع بصري
اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي المصري، يرى أن ثمة «اختلافات في الشكل والمضمون والأهداف والدوافع ما بين المسارين السياسي والعسكري على الرغم من تكاملهما معاً، وهو ما يجعل مَن يراقب المشهد يتصوّر حدوث تقدم ملموس للمسار العسكري، ويقلل من احتمالية حدوث نجاحات للمسار السياسي... لكنه في الحقيقة نوع من حدوث خداع بصرى للمشاهد»، على حد تعبيره.
وأرجع اللواء عبد الواحد في حديث له مع «الشرق الأوسط» التقدم النسبي حالياً في المسار العسكري إلى « عوامل عدة، أهمها: أن المكون للجنة العسكرية المشتركة لقوات الجيش الوطني وحكومة الوفاق، المعروفة باسم (5 زائد 5)، يضم عسكريين يغلب عليهم الانضباط والالتزام، فضلاً عن قدرتهم على مواجهة وحل الأزمات، ناهيك عن عدم ارتباطهم بتوجهات سياسية أو أيدلوجية. وهذا ما يجعل حساباتهم إلى حد ما بعيدة عن محاولات الربح والخسارة كما في التفاوض السياسي». وأردف «المسار العسكري يرتبط بشكل وثيق بنظيره السياسي. وبالتالي، فإن استمراره ونجاحه مرهونان بعدم فشل المسار السياسي، وبألا تحدث أي تغييرات عسكرية على الأرض، خاصة من الميليشيات المسلحة والمرتزقة والجماعات السياسية الدينية... وكلاهما للأسف يعمل وفقاً لأجندات خارجية وداخلية».
يقدّر عبد الواحد أن المسارين السياسي والعسكري محفوفان بالمخاطر والألغام. ولذا؛ ينصح الليبيين بالحذر والتعامل مع تلك الأزمات بحكمة وتجنب إضاعة الفرصة للسلام والاستقرار. كذلك، فإنه يخشى حدوث أزمات في الانتقال بتفاهمات الحوار، سياسياً وعسكرياً، إلى مستوى التنفيذ على الأرض، وبالأخص، يتعلق بتوحيد المؤسسات العسكرية في جيش وطني واحد، من دون التوصل إلى حل سياسي يقبله الجميع أو على الأقل الأكثر تأثيراً. ويلفت إلى «غياب مفهوم الدولة الوطنية لدى الليبيين نتيجة طول أمد الصراع، فضلاً عن عدم وجود إرادة سياسية لتقديم تضحيات شخصية لحساب الوطن في ظل أن السيادة الليبية مسلوبة من قوى خارجية طامعة في ثروات ليبيا.
ويعتقد خبير الأمن القومي، أن نجاح المسار العسكري - الذي مورست ضغوط دولية وإقليمية من أجل وقف القتال الفوري - كان يستند إلى حقائق مجرّدة، أبرزها أنه يسعى لتحقيق أهداف الحاضر: وهي وقف إطلاق النار وفرض الأمن والاستقرار، «ما يدل على حاجة جميع الأطراف الليبية التي يمثلها المسار العسكري إلى فرض الاستقرار بعدما أنهكتها الحروب».
أما المسار السياسي فيسعى إلى تحقيق أهداف مستقبلية ومكاسب سياسية تتعلق بالسلطة والنفوذ والثروة والوظائف المهمة والتمثيل النسبي على أساس المحاصصة العرقية والجهوية والقبلية. وهذا ما يدفع المطالب الفئوية للجميع من الأمازيغ والتبو والطوارق وغيرهم لتحقيق أقصى استفادة... وهو ما يهدد أي تسوية سياسية للأزمة الليبية.
ويلفت اللواء عبد الواحد إلى «وجود مستفيدين فعليين من الصراع ومنع تشكيل حكومة مركزية قوية تسيطر على كل الأقاليم»، بمن فيهم «أمراء الحرب والجريمة المنظمة والشبكات الإرهابية وعملاؤها من القيادات السياسية الدينية والقوى الخارجية الإقليمية والدولية». ويلخص المشكلة الحقيقية في «العجز عن السيطرة على الميليشيات والقوى المسلحة غير الشرعية، وزيادة حالات الاستقطاب الداخلي وبقوة، واستخدام المال السياسي لتحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب المصالح الوطنية».

المؤقت والدائم
في المقابل، يعتقد دبلوماسي غربي، طلب التكتم على اسمه، أن الليبيين الذين عانوا من طول فترة حكم القذافي على مدى أكثر من أربعة عقود، «باتوا مغرمين بثنائية المؤقت والدائم».
ويشرح الدبلوماسي - الذي يعمل من تونس لأسباب أمنية تبقيه بعيداً عن العاصمة الليبية طرابلس - التعبير على النحو التالي «أنظر إلى مسميات السلطات التي تعاقبت على الحكم (كـ«المجلس الانتقالي» و«الحكومة المؤقتة»)، فهي تشير بوضوح إلى أنه جرى التلاعب بالفترات الرسمية المحددة وبات كل ما هو مؤقت، دائم إلى حد كبير».
ويروى المشهد وزير سابق في الحكومة الموازية بشرق ليبيا، بنكتة سياسية مريرة، حين محت الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني، الهارب من جحيم ميليشيات طرابلس إلى بنغازي، كلمة «المؤقتة» من وصفها... فبقيت هناك إلى ما لا نهاية، حتى إن المواطنين العاديين ردوا في المقابل بالتندر على هذا التغيير الكوميدي، بإطلاق اسم «الحكومة المؤقتة الدائمة إلى ما لا نهاية».
محطات فارقة في ليبيا منذ 2011
- اندلعت في مدينة بنغازي (كبرى مدن شرق ليبيا) في فبراير (شباط) 2011 حركة احتجاجات واجهها النظام السابق بالقمع العنيف، وذلك قبل أن تتوسّع إلى مناطق أخرى، وانتهت بقتل معمر القذافي.
- سلّم «المجلس الوطني الانتقالي»، الأداة السياسية للثوار في أغسطس (آب) 2012، سلطاته إلى «المؤتمر الوطني العام» (البرلمان) الذي انتخب قبل ذلك بشهر.
- يوم 25 يونيو (حزيران) عام 2014، انتُخب برلمان جديد قاطعه الإسلاميون، لكن ائتلاف «فجر ليبيا» الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة وبينها جماعات إسلامية، سيطر على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء البرلمان المنتهية ولايته. وجرى تشكيل حكومة.
- في ديسمبر (كانون الأول) 2015، بعد أشهر من المباحثات، وقّع أعضاء في البرلمانين المتنافسين في منتجع الصخيرات بالمغرب، تحت رعاية الأمم المتحدة، اتفاقاً نصّ على تشكيل «حكومة الوفاق الوطني» برئاسة فائز السراج، التي دخلت طرابلس مارس (آذار) 2016.
- يوم 29 مايو (أيار) عام 2018، تعهدت الأطراف الأربعة الرئيسية في الأزمة الليبية، من العاصمة الفرنسية باريس بالعمل معاً من أجل إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نهاية العام.
- في أعقاب مفاوضات طالت لأسابيع، وحوار سياسي استضافته تونس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اتفق الليبيون المشاركون في عملية سلام ترعاها الأمم المتحدة على آلية لاختيار حكومة جديدة مؤقتة للإشراف على الفترة السابقة للانتخابات المقررة نهاية العام الحالي.



لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
TT

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)

يواجه لبنان جملة من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في مرحلة التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة وترخي بثقلها على واقعه الصعب والمعقّد. ولا شك أن أهم هذه التحوّلات سقوط نظام بشّار الأسد في سوريا، وتراجع النفوذ الإيراني الذي كان له الأثر المباشر في الأزمات التي عاشها لبنان خلال السنوات الأخيرة، وهذا فضلاً عن تداعيات الحرب الإسرائيلية وآثارها التدميرية الناشئة عن «جبهة إسناد» لم تخفف من مأساة غزّة والشعب الفلسطيني من جهة، ولم تجنّب لبنان ويلات الخراب من جهة ثانية.

إذا كانت الحرب الإسرائيلية على لبنان قد انتهت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية دولية، وإشراف أميركي ـ فرنسي على تطبيق القرار 1701، فإن مشهد ما بعد رحيل الأسد وحلول سلطة بديلة لم يتكوّن بعد.

وربما سيحتاج الأمر إلى بضعة أشهر لتلمُّس التحدّيات الكبرى، التي تبدأ بالتحدّيات السياسية والتي من المفترض أن تشكّل أولوية لدى أي سلطة جديدة في لبنان. وهنا يرى النائب السابق فارس سُعَيد، رئيس «لقاء سيّدة الجبل»، أنه «مع انهيار الوضعية الإيرانية في لبنان وتراجع وظيفة (حزب الله) الإقليمية والسقوط المدوّي لحكم البعث في دمشق، وهذا إضافة إلى الشغور في رئاسة الجمهورية، يبقى التحدّي الأول في لبنان هو ملء ثغرات الدولة من أجل استقامة المؤسسات الدستورية».

وأردف سُعَيد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «بعكس الحال في سوريا، يوجد في لبنان نصّ مرجعي اسمه الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني، وهذا الدستور يجب أن يحترم بما يؤمّن بناء الدولة والانتقال من مرحلة إلى أخرى».

الدستور أولاً

الواقع أنه لا يمكن لمعطيات علاقة متداخلة بين لبنان وسوريا طالت لأكثر من 5 عقود، و«وصاية دمشق» على بيروت ما بين عامَي 1976 و2005 - وصفها بعض معارضي سوريا بـ«الاحتلال» - أن تتبدّل بين ليلة وضحايا على غرار التبدّل المفاجئ والصادم في دمشق. ثم إن حلفاء نظام دمشق الراحل في لبنان ما زالوا يملكون أوراق قوّة، بينها تعطيل الانتخابات الرئاسية منذ 26 شهراً وتقويض كل محاولات بناء الدولة وفتح ورشة الإصلاح.

غير أن المتغيّرات في سوريا، وفي المنطقة، لا بدّ أن تؤسس لواقع لبناني جديد. ووفق النائب السابق سُعَيد: «إذا كان شعارنا في عام 2005 لبنان أولاً، يجب أن يكون العنوان في عام 2024 هو الدستور أولاً»، لافتاً إلى أن «الفارق بين سوريا ولبنان هو أن سوريا لا تملك دستوراً وهي خاضعة فقط للقرار الدولي 2254. في حين بالتجربة اللبنانية يبقى الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني المرجعَين الصالحَين لبناء الدولة، وهذا هو التحدي الأكبر في لبنان».

وشدّد، من ثم، على ضرورة «استكمال بناء المؤسسات الدستورية، خصوصاً في المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها سوريا»، وتابع: «وفي حال دخلت سوريا، لا سمح الله، في مرحلة من الفوضى... فنحن لا نريد أن تنتقل هذه الفوضى إلى لبنان».

العودة للحضن العربي

من جهة ثانية، يحتاج لبنان في المرحلة المقبلة إلى مقاربة جديدة عمّا كان الوضع عليه في العقود السابقة. ولا يُخفي السياسي اللبناني الدكتور خلدون الشريف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان «سيتأثّر بالتحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة، وحتميّة انعكاس ما حصل في سوريا على لبنان». ويلفت إلى أن «ما حصل في سوريا أدّى إلى تغيير حقيقي في جيوبوليتيك المنطقة، وسيكون له انعكاسات حتمية، ليس على لبنان فحسب، بل على المشرق العربي والشرق الأوسط برمته أيضاً».

الاستحقاق الرئاسي

في سياق موازٍ، قبل 3 أسابيع من موعد جلسة انتخاب الرئيس التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، لم تتفق الكتل النيابية حتى الآن على اسم مرشّح واحد يحظى بأكثرية توصله إلى قصر بعبدا.

وهنا، يرى الشريف أنه بقدر أهمية عودة لبنان إلى موقعه الطبيعي في العالم العربي، ثمّة حاجة ماسّة لعودة العرب إلى لبنان، قائلاً: «إعادة لبنان إلى العرب مسألة مهمّة للغاية، شرط ألّا يعادي أي دولة إقليمية عربية... فلدى لبنان والعرب عدوّ واحد هو إسرائيل التي تعتدي على البشر والحجر». وبغض النظر عن حتميّة بناء علاقات سياسية صحيحة ومتكافئة مع سوريا الجديدة، يلفت الشريف إلى أهمية «الدفع للتعاطي معها بإيجابية وانفتاح وفتح حوار مباشر حول موضوع النازحين والشراكة الاقتصادية وتفعيل المصالح المشتركة... ويمكن للبلدين، إذا ما حَسُنت النيّات، أن يشكلّا نموذجاً مميزاً للتعاون والتنافس تحت سقف الشراكة».

يحتاج لبنان في المرحلة المقبلة إلى مقاربة جديدة

النهوض الاقتصادي

وحقاً، يمثّل الملفّ الاقتصادي عنواناً رئيساً للبنان الجديد؛ إذ إن بناء الاقتصاد القوي يبقى المعيار الأساس لبناء الدولة واستقرارها، وعودتها إلى دورها الطبيعي. وفي لقاء مع «الشرق الأوسط»، قال الوزير السابق محمد شقير، رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان، إن «النهوض الاقتصادي يتطلّب إقرار مجموعة من القوانين والتشريعات التي تستجلب الاستثمارات وتشجّع على استقطاب رؤوس الأموال، على أن يتصدّر الورشة التشريعية قانون الجمارك وقانون ضرائب عصري وقانون الضمان الاجتماعي».

شقير يشدّد على أهمية «إعادة هيكلة القطاع المصرفي؛ إذ لا اقتصاد من دون قطاع مصرفي». ويشير إلى أهمية «ضبط التهريب على كل طول الحدود البحرية والبرّية، علماً بأن هذا الأمر بات أسهل مع سقوط النظام السوري، الذي طالما شكّل عائقاً رئيساً أمام كل محاولات إغلاق المعابر غير الشرعية ووقف التهريب، الذي تسبب بخسائر هائلة في ميزانية الدولة، بالإضافة إلى وضع حدّ للمؤسسات غير الشرعية التي تنافس المؤسسات الشرعية وتؤثر عليها».

نقطة جمارك المصنع اللبنانية على الحدود مع سوريا (آ ف ب)

لبنان ودول الخليج

يُذكر أن الفوضى في الأسواق اللبنانية أدت إلى تراجع قدرات الدولة، ما كان سبباً في الانهيار الاقتصادي والمالي، ولذا يجدد شقير دعوته إلى «وضع حدّ للقطاع الاقتصادي السوري الذي ينشط في لبنان بخلاف الأنظمة والقوانين، والذي أثّر سلباً على النمو، ولا مانع من قوننة ليعمل بطريقة شرعية ووفق القوانين اللبنانية المرعية الإجراء». لكنه يعبّر عن تفاؤله بمستقبل لبنان السياسي والاقتصادي، قائلاً: «لا يمكن للبنان أن ينهض من دون علاقات طيّبة وسليمة مع العالم العربي، خصوصاً دول الخليج... ويجب أن تكون المهمّة الأولى للحكومة الجديدة ترسيخ العلاقات الجيّدة مع دول الخليج العربي، ولا سيما المملكة العربية السعودية التي طالما أمّنت للبنان الدعم السياسي والاقتصادي والمالي».

ضبط السلاح

على صعيد آخر، تشكّل الملفات الأمنية والعسكرية سمة المرحلة المقبلة، بخاصةٍ بعد التزام لبنان فرض سلطة الدولة على كامل أراضيها تطبيقاً للدستور والقرارات الدولية. ويعتبر الخبير العسكري والأمني العميد الركن فادي داوود، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تنفيذ القرار 1701 ومراقبة تعاطيها مع مكوّنات المجتمع اللبناني التي تحمل السلاح، هو التحدّي الأكبر أمام المؤسسات العسكرية والأمنية». ويوضح أن «ضبط الحدود والمعابر البرية مع سوريا وإسرائيل مسألة بالغة الدقة، سيما في ظل المستجدات التي تشهدها سوريا، وعدم معرفة القوة التي ستمسك بالأمن على الجانب السوري».

مكافحة المخدِّرات

وبأهمية ضبط الحدود ومنع الاختراق الأمني عبرها، يظل الوضع الداخلي تحت المجهر في ظلّ انتشار السلاح لدى معظم الأحزاب والفئات والمناطق اللبنانية، وهنا يوضح داوود أن «تفلّت السلاح في الداخل يتطلّب خطة أمنية ينفّذها الجيش والأجهزة الأمنية كافة». ويشرح أن «وضع المخيمات الفلسطينية يجب أن يبقى تحت رقابة الدولة ومنع تسرّب السلاح خارجها، إلى حين الحلّ النهائي والدائم لانتشار السلاح والمسلحين في جميع المخيمات»، منبهاً إلى «معضلة أمنية أساسية تتمثّل بمكافحة المخدرات تصنيعاً وترويجاً وتصديراً، سيما وأن هناك مناطق معروفة كانت أشبه بمحميات أمنية لعصابات المخدرات».

حقائق

علاقات لبنان مع سوريا... نصف قرن من الهيمنة

شهدت العلاقات اللبنانية - السورية العديد من المحطات والاستحقاقات، صبّت بمعظمها في مصلحة النظام السوري ومكّنته من إحكام قبضته على كلّ شاردة وواردة. وإذا كان نفوذ دمشق تصاعد منذ دخول جيشها لبنان في عام 1976، فإن جريمة اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب رينيه معوض في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 - أي يوم عيد الاستقلال - شكّلت رسالة. واستهدفت الجريمة ليس فقط الرئيس الذي أطلق مرحلة الشروع في تطبيق «اتفاق الطائف»، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحلّ كل الميليشيات المسلّحة وتسليم سلاحها للدولة، بل أيضاً كلّ من كان يحلم ببناء دولة ذات سيادة متحررة من الوصاية. ولكنْ ما إن وُضع «اتفاق الطائف» موضع التنفيذ، بدءاً بوحدانية قرار الدولة، أصرّ حافظ الأسد على استثناء سلاح «حزب الله» والتنظيمات الفلسطينية الموالية لدمشق، بوصفه «سلاح المقاومة لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلّة» ولإبقائه عامل توتر يستخدمه عند الضرورة. ثم نسف الأسد «الأب» قرار مجلس الوزراء لعام 1996 القاضي بنشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل، بذريعة رفضه «تحويل الجيش حارساً للحدود الإسرائيلية».بعدها استثمر نظام دمشق انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي كان يحتلها في جنوب لبنان خلال مايو (أيار) 2000، و«جيّرها» لنفسه ليعزّز هيمنته على لبنان. غير أنه فوجئ ببيان مدوٍّ للمطارنة الموارنة برئاسة البطريرك الراحل نصر الله بطرس صفير في سبتمبر (أيلول) 2000، طالب فيه الجيش السوري بالانسحاب من لبنان؛ لأن «دوره انتفى مع جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان».مع هذا، قبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، أعلن نظام بشار الأسد رغبته بالتمديد للحود ثلاث سنوات (نصف ولاية جديدة)، ورغم المعارضة النيابية الشديدة التي قادها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، مُدِّد للحود بالقوة على وقع تهديد الأسد «الابن» للحريري ووليد جنبلاط «بتحطيم لبنان فوق رأسيهما». وهذه المرة، صُدِم الأسد «الابن» بصدور القرار 1559 عن مجلس الأمن الدولي، الذي يقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان، وانسحاب الجيش السوري فوراً، وحلّ كل الميليشيات وتسليم سلاحها للدولة اللبنانية. ولذا، عمل لإقصاء الحريري وقوى المعارضة اللبنانية عن السلطة، وتوِّج هذا الإقصاء بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، ثمّ باغتيال رفيق الحريري يوم 14 فبراير (شباط) 2005، ما فجّر «ثورة الأرز» التي أدت إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان يوم 26 أبريل (نيسان)، وتبع ذلك انتخابات نيابية خسرها حلفاء النظام السوري فريق «14 آذار» المناوئ لدمشق.تراجع نفوذ دمشق في لبنان استمر بعد انسحاب جيشها بضغط أميركي مباشر. وتجلّى ذلك في «الحوار الوطني اللبناني»، الذي أفضى إلى اتخاذ قرارات بينها «ترسيم الحدود» اللبنانية السورية، وبناء علاقات دبلوماسية مع سوريا وتبادل السفراء، الأمر الذي قبله بشار الأسد على مضض. وأكمل المسار بقرار إنشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة الحريري وتنظيم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات - وطال أساساً التنظيمات المتحالفة مع دمشق وعلى رأسها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» - وتحرير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. حرب 6002مع هذا، بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو (تموز) 2006، التي أعلن «حزب الله» بعدها «الانتصار على إسرائيل»، استعاد النظام السوري بعض نفوذه. وتعزز ذلك بسلسلة اغتيالات طالت خصومه في لبنان من ساسة ومفكّرين وإعلاميين وأمنيين - جميعهم من فريق «14 آذار» - وتوّج بالانقلاب العسكري الذي نفذه «حزب الله» يوم 7 مايو 2008 محتلاً بيروت ومهاجماً الجبل. وأدى هذا التطور إلى «اتفاق الدوحة» الذي منح الحزب وحلفاء دمشق «الثلث المعطِّل» في الحكومة اللبنانية، فمكّنهم من الإمساك بالسلطة.يوم 25 مايو 2008 انتخب قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وفي 13 أغسطس (آب) من العام نفسه عُقدت قمة لبنانية ـ سورية في دمشق، وصدر عنها بيان مشترك، تضمّن بنوداً عدّة أهمها: «بحث مصير المفقودين اللبنانيين في سوريا، وترسيم الحدود، ومراجعة الاتفاقات وإنشاء علاقات دبلوماسية، وتبنّي المبادرة العربية للسلام». ولكن لم يتحقق من مضمون البيان، ومن «الحوار الوطني اللبناني» سوى إقامة سفارات وتبادل السفراء فقط.ختاماً، لم يقتنع النظام السوري في يوم من الأيام بالتعامل مع لبنان كدولة مستقلّة. وحتى في ذروة الحرب السورية، لم يكف عن تعقّب المعارضين السوريين الذي فرّوا إلى لبنان، فجنّد عصابات عملت على خطف العشرات منهم ونقلهم إلى سوريا. كذلك سخّر القضاء اللبناني (خصوصاً المحكمة العسكرية) للتشدد في محاكمة السوريين الذين كانوا في عداد «الجيش السوري الحرّ» والتعامل معهم كإرهابيين.أيضاً، كان للنظام السوري - عبر حلفائه اللبنانيين - الدور البارز في تعطيل الاستحقاقات الدستورية، لا سيما الانتخابات الرئاسية والنيابية وتشكيل الحكومات، بمجرد اكتشاف أن النتائج لن تكون لصالحهم. وعليه، قد يكون انتخاب الرئيس اللبناني في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، الاستحقاق الأول الذي يشهده لبنان من خارج تأثير نظام آل الأسد منذ نصف قرن.