وزراء المال في الاتحاد الأوروبي متفائلون ببقاء اليونان في منطقة اليورو

ناقشوا خطة الاستثمار الجديدة بقيمة 315 مليار يورو

وزراء المال في الاتحاد الأوروبي متفائلون ببقاء اليونان في منطقة اليورو
TT

وزراء المال في الاتحاد الأوروبي متفائلون ببقاء اليونان في منطقة اليورو

وزراء المال في الاتحاد الأوروبي متفائلون ببقاء اليونان في منطقة اليورو

اختتمت في بروكسل، أمس، اجتماعات مجلس وزراء المال والاقتصاد في دول الاتحاد الأوروبي، التي انطلقت أول من أمس الاثنين باجتماع وزراء دول مجوعة اليورو، وفي ختامها صدرت تصريحات تظهر التفاؤل ببقاء اليونان في منطقة اليورو.
وقال رئيس مجموعة اليورو يرون ديسلبلوم، إن مشكلات اليونان ما تزال قائمة، معربا عن تفاؤله بأن تبقى أثينا في منطقة اليورو. وقال ديسلبلوم إن «هذه المشكلات لم تتبدد لمجرد حصول انتخابات وفوز حزب (سيريزا) اليساري بالانتخابات التشريعية في اليونان الذي يدعو إلى إنهاء سياسة التقشف ويطالب بإعادة جدولة ديون أثينا».
وفي اليوم الثاني والأخير من الاجتماعات (الثلاثاء)، شارك الوزراء من مجمل الدول الأعضاء بالاتحاد، في نقاشات خيمت عليها الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يمر بها الاتحاد، وتراجع العملة الأوروبية في الأسواق المالية، إلى جانب إشكالية التعامل مع ديون اليونان، وتفعيل خطة الاستثمارات التي طرحتها المفوضية الأوروبية على الصعيد الاتحادي البالغ حجمها 315 مليار يورو. وتقول المفوضية، إن العمل في إطار تنفيذ خطة الاستثمار الأوروبية الجديدة يتحرك بسرعة، وهي الخطة التي من المقرر أن تنطلق في منتصف العام الجاري، ولهذا تم إطلاق بوصلة أو أداة جديدة استشارية في مركز واحد لتقديم الخدمة في مجال التعرف على الأدوات المالية في الهياكل الأوروبية، ويتحقق ذلك بعد شهرين من إعلان رئيس المفوضية كلود يونكر عن الخطة، وقدمت المفوضية بالفعل مقترحا تشريعيا لصندوق الاستثمار الأوروبي للاستثمارات الاستراتيجية لتعبئة 315 مليار يورو لهذا الغرض، سواء بالنسبة للاستثمارات الخاصة أو العامة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
وعن ملف مكافحة التهرب الضريبي، رحبت المفوضية الأوروبية في بروكسل، بقرار مجلس وزراء المالية الذي اختتم اجتماعاته الثلاثاء، باعتماد تدابير جديدة لمعالجة التهرب الضريبي وقال المفوض الأوروبي بيير موسكوفيتشي المكلف بالشؤون المالية والاقتصادية والضرائب إن اعتماد التعديلات الجديدة في التدابير المتعلقة بمكافحة التهرب الضريبي هو بناء على الإطار التشريعي الموجود لضمان تكافؤ بشكل حقيقي وصادق، بين الشركات في السوق الأوروبية الموحدة، وإغلاق ثغرات كان يمكن استغلالها لخطط ضريبية مضادة وبهذا التعديل، يمكن التمهيد لإجراءات أخرى، وجدد المسؤول الأوروبي الالتزام بتوسيع التبادل التلقائي للمعلومات عن الأحكام الضريبية، وسيكون هناك اقتراح قانوني قبل ربيع العام الجاري.
وكانت المفوضية قدمت خطة عمل في ديسمبر (كانون الأول) 2012 لتحقيق استجابة أكثر فعالية في الاتحاد الأوروبي لتجنب التهرب الضريبي، وتضمنت الخطة عدة تدابير لمساعدة الدول الأعضاء على حماية القواعد الضريبية، واستعادة مليارات اليورو المفقودة، من خلال ممارسات تقوم بها بعض الشركات الفرعية في بعض الدول الأعضاء والشركة الأم، وصممت التدابير للتعامل مع الازدواج الضريبي ولكن بعض الشركات استغلت عدم التطابق بين القواعد الضريبية الوطنية لتجنب فرض ضرائب، ولذا عادت المفوضية لتقديم مقترحات لسد الثغرات وجرى الاتفاق على تعديلات جديدة في التاسع من يناير (كانون الثاني) العام الماضي، وجرى الثلاثاء في بروكسل اعتمادها رسميا.
وفيما يتعلق بملف اليونان، في ختام اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو، الاثنين، في بروكسل، اعتبر رئيس مجموعة اليورو، يرون ديسلبلوم، أن مشاكل اليونان لا تزال قائمة، ويجب حلها، معربا عن تفاؤله بأن تبقى أثينا في منطقة اليورو.
وقال ديسلبلوم إن هذه المشاكل لم تتبدد بين ليلة وضحاها لمجرد حصول انتخابات، وذلك ردا على سؤال حول فوز حزب سيريزا اليساري المتشدد بالانتخابات التشريعية في اليونان، والذي يدعو إلى إنهاء سياسة التقشف، ويطالب بإعادة جدولة ديون اليونان، وهو ما ترفضه برلين.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: «إنه قرار الشعب اليوناني ويجب أن نحترمه. نحن نعرض التعاون مع اليونان. ولكن بطبيعة الحال، نأمل ويفترض على اليونان أن تتمسك بالتزاماتها المتفق عليها».
وغداة الفوز التاريخي لليسار الراديكالي في اليونان، أعلنت باريس، الاثنين، أن على أثينا التقيد بالتعهدات التي قطعتها حيال دائنيها في الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: «اليونان في منطقة اليورو، وهي تريد البقاء في منطقة اليورو، وسوف تبقى في منطقة اليورو».



«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز» في تقريرها عن توقعات القطاع المصرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2025 تحت عنوان «توازن النمو والمخاطر في ظل التوسع الاقتصادي»، أن يستمر النمو القوي للإقراض في عام 2025، بدعم من استمرار تيسير السياسة النقدية والبيئة الاقتصادية الداعمة، مشيرة إلى أن البنوك شهدت زيادة ملحوظة في الودائع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مما سيدعم زخم نموها القوي. ومع ذلك، فإن بعض الودائع خارجية وقد تكون عرضة للتقلبات بسبب جوانب الضعف الاقتصادية.

كما توقعت أن يظل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للإمارات قوياً في الفترة من 2025 إلى 2027 مع زيادة إنتاج النفط والغاز، بدعم من النشاط القوي في القطاع غير النفطي. وتعتقد أنه على الرغم من احتمال التعرض لتصعيد مفاجئ في التوترات الجيوسياسية الإقليمية ولانخفاضات كبيرة في أسعار النفط، فإن المخاطر الاقتصادية ستظل قابلة للإدارة بدعم من المرونة التي أظهرتها المنطقة خلال فترات انخفاض أسعار النفط وتفاقم عدم الاستقرار الجيوسياسي في الماضي.

استمرار تحسن جودة الأصول

بحسب الوكالة، من المتوقع أن تظل القروض المتعثرة وخسائر الائتمان في البنوك الإماراتية منخفضة، وذلك لأن الأداء القوي للقطاعات غير النفطية والخفض المتوقع الأسعار الفائدة سيساعدان في تحسين جودة الأصول الأساسية.

وعلى مدى العامين الماضيين، استخدمت البنوك ربحيتها العالية للاحتفاظ بمخصصات للقروض القديمة وقامت بشطبها، مما أدى إلى انخفاض قروض المرحلة الثالثة لأكبر 10 بنوك إلى 4 في المائة من إجمالي القروض كما في 30 سبتمبر (أيلول) منخفضة من أعلى مستوى لها في عام 2021 حين بلغ 6.1 في المائة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى تحسن البيئة الاقتصادية إلى ارتفاع معدلات التحصيل من القروض المشطوبة، مما أسهم في خفض الخسائر الائتمانية الصافية.

كما تحسنت ربحية البنوك مع تشديد السياسة النقدية، حيث ساعد ارتفاع أسعار الفائدة في زيادة هوامش الأرباح. وتوقعت الوكالة أن تظل تكلفة المخاطر منخفضة، وبالتالي من المتوقع أن تظل ربحية البنوك مرتفعة، وإن بمستويات أقل من الذروة التي وصلت إليها في عام 2023.

الرسملة تظل عامل دعم

دَعَّمَ رأس المال القوي البنوك الإماراتية في السنوات الماضية، مع تعزيز هوامش رأس المال من خلال توليد رأس مال داخلي مدفوع بالربحية العالية ودعم المساهمين. كما تمتلك البنوك الإماراتية مركز أصول خارجية قوي، مما يخفف تأثير تقلبات أسواق رأس المال. وتمثل الودائع الأجنبية 29 في المائة من المطلوبات، فيما يشكل الاقتراض بين البنوك وتمويل السوق 20 في المائة. وعلى الرغم من المخاطر الجيوسياسية، تقدر الوكالة قدرة البنوك على تحمل الضغوط.

كما شهدت الإمارات ظهور البنوك الرقمية والتكنولوجيا المالية، مع زيادة في المنتجات الرقمية من البنوك التقليدية. وتمهد الموافقة على خطة تسجيل العملات المستقرة لإصدار العملات المدعومة بالدرهم الإماراتي. ومن المتوقع أن تكمل البنوك الجديدة وشركات التكنولوجيا المالية البنوك التقليدية، بينما يواصل مصرف الإمارات المركزي الحفاظ على استقرار النظام المصرفي وتشجيع التحول الرقمي.

ويمكن إدارة الإقراض المباشر من البنوك المحلية للقطاعات المعرضة لتحول الطاقة، حيث يمثل نحو 11 في المائة من إجمالي الإقراض في 2023، رغم التركيز العالي على النفط والغاز. كما أن التنويع الاقتصادي، والثروة العالية، والأصول السائلة الضخمة، وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، ستسهم في تقليل مخاطر الانتقال من المصادر الملوثة للكربون.

كما ارتفعت أسعار العقارات في الإمارات خلال الأربع سنوات الماضية، مع تسليم عدد كبير من الوحدات في الأشهر الـ12-24 المقبلة، مما قد يزيد من مخاطر فائض العرض. ومع ذلك، تظل المخاطر للبنوك محدودة لأن معظم المعاملات تتم نقداً، ويتم تمويل 30-40 في المائة من المبيعات الجاهزة عبر الرهن العقاري. كما انخفض انكشاف القطاع المصرفي على العقارات والبناء إلى 15 في المائة من إجمالي الإقراض في يونيو (حزيران) 2024، مقارنة بـ20 في المائة عام 2021.

التقييم لمخاطر القطاع المصرفي

ترى الوكالة اتجاهاً إيجابياً للمخاطر الاقتصادية في الإمارات بفضل الأداء القوي للاقتصاد غير النفطي، مما حسّن جودة الأصول المصرفية وقلل الخسائر الائتمانية. ويشير تصنيف الوكالة الائتماني للبنوك إلى استقرارها حتى عام 2025، مدعومة بنمو الإقراض والربحية المرتفعة، لكن هناك مخاطر من التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط.