كابل تحمّل «طالبان» مسؤولية «البطء الشديد» في مفاوضات السلام

TT

كابل تحمّل «طالبان» مسؤولية «البطء الشديد» في مفاوضات السلام

أخذت السلطات الأفغانية، أول من أمس، على حركة «طالبان» عدم انخراطها بصورة فاعلة في مفاوضات السلام الدائرة حالياً في الدوحة، والتي لم تفض إلى أي تقدم ملموس حتى الساعة.
وكانت هذه المفاوضات الرامية إلى إنهاء حرب مستمرة منذ عقدين قد انطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي بالدوحة. وجرى التوصل الشهر الماضي إلى اتفاق إطار للمفاوضات. لكن منذ استئنافها في 6 يناير (كانون الثاني) الحالي بعد تعليقها بضعة أسابيع، اقتصرت المحادثات بين الجانبين على تحديد جدول الأعمال.
وقال وحيد عمر، المستشار الإعلامي للرئيس الأفغاني أشرف غني، للصحافيين: «للأسف؛ المحادثات تتقدم ببطء شديد»، مضيفاً: «ليس لدى (طالبان) أي رؤية واضحة. نحن لم نلاحظ أي تغيير من جانبهم».
وتحاول كابل الحصول على وقف دائم لإطلاق النار وإبقاء نظام الحكم القائم منذ إسقاط حكم «طالبان» في 2001 إثر حملة عسكرية قادتها الولايات المتحدة. ورفضت حركة «طالبان» تقديم أي تنازل حتى الساعة، فيما تصاعدت أعمال العنف في الأشهر الأخيرة في سائر أنحاء البلاد، لا سيّما في العاصمة كابل التي شهدت سلسلة عمليات اغتيال استهدفت شرطيين وإعلاميين وسياسيين وناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان. ورغم إعلان تنظيم «داعش» المسؤولية عن بعض هذه الهجمات التي زرعت الرعب والفوضى في البلاد، تتهم كابل وواشنطن حركة «طالبان» بالوقوف وراءها.
وقال عمر: «(طالبان) لم تخفف حدة العنف؛ بل زادتها». وقبل انطلاق المفاوضات في سبتمبر الماضي، اضطرت الحكومة إلى إطلاق نحو 5 آلاف عنصر من «طالبان»؛ بينهم مجرمون خطرون، في إطار عملية تبادل نص عليها اتفاق وقعته واشنطن مع متمردي الحركة بالدوحة في فبراير (شباط) 2020. وقد أكد الاتفاق التوجه لسحب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول مايو (أيار) 2021 في مقابل ضمانات غامضة من «طالبان»؛ بينها إقامة حوار بين الأطراف الأفغانية في الدوحة.
ولا تزال حركة «طالبان» تطالب بإطلاق مزيد من السجناء، غير أن الحكومة ترفض ذلك لقناعتها بأن متمردين كثيرين استعادوا أنشطتهم العسكرية بعد إطلاقهم أخيراً. وأضاف عمر: «لا نؤيد إطلاق سجناء آخرين إلا إذا قلصت (طالبان) حدة العنف».
وفي واشنطن، أعلن أنتوني بلينكن، الذي اختاره الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن لتولي حقيبة وزارة الخارجية، الثلاثاء، أنه يعتزم إعادة النظر في الاتفاق الذي أبرمته إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب مع حركة «طالبان»، مؤكّداً أنه يريد أن يُبقي في أفغانستان على «قدرات معيّنة» لمكافحة الإرهاب.
وفي هراة (أفغانستان) ذكر مسؤولون محليون، أول من أمس، أن 6 رجال شرطة على الأقل أصيبوا بانفجار لغم، بالقرب من مركز شرطة بإقليم هراة غرب أفغانستان، الليلة قبل الماضية، طبقاً لما ذكرته قناة «طلوع نيوز» التلفزيونية الأفغانية أمس. ووقع الانفجار في نحو الساعة العاشرة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي في منطقة أنجل، بعد زرع اللغم بالقرب من مركز الشرطة، طبقاً لما ذكره عبد الأحد والي زاده، أحد المتحدثين باسم قائد شرطة الإقليم. وأضاف أن 4 رجال شرطة أصيبوا ونُقلوا إلى المستشفى للعلاج.


مقالات ذات صلة

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.