الرائد أكثر أندية الدوري السعودي تضرراً من «الدقائق الأخيرة»

الشباب والنصر والوحدة استفادت من اللحظات القاتلة في تعديل نتائجها

الرائد تصدر الأندية الأكثر تضرراً في تلقي الأهداف القاتلة في الدقائق الأخيرة للمباريات (تصوير: مشعل القدير)
الرائد تصدر الأندية الأكثر تضرراً في تلقي الأهداف القاتلة في الدقائق الأخيرة للمباريات (تصوير: مشعل القدير)
TT
20

الرائد أكثر أندية الدوري السعودي تضرراً من «الدقائق الأخيرة»

الرائد تصدر الأندية الأكثر تضرراً في تلقي الأهداف القاتلة في الدقائق الأخيرة للمباريات (تصوير: مشعل القدير)
الرائد تصدر الأندية الأكثر تضرراً في تلقي الأهداف القاتلة في الدقائق الأخيرة للمباريات (تصوير: مشعل القدير)

دائما ما تمنح أهداف الدقائق الأخيرة فرحة مغايرة لجمهور الفريق المنتصر من هذا الهدف، مقابل غضب كبير وإحباط لجماهير الفريق الذي تلقت شباكه هذه الأهداف والتي عادة تكون لخطف التعادل أو لتحقيق الفوز، بين الفرحة والحزن تتضح العديد من الأمور الفنية الدقيقة خاصةً عندما تتكرر مثل استقبال هذه الأهداف في عدد من المباريات، يأتي أبرزها الضعف اللياقي وافتقاد التركيز الذهني للاعبين في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة.
وعبر إحصائية لـ«الشرق الأوسط» عن الدقائق العشر الأخير في منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، تكشف أن فريق الرائد كان في صدارة قائمة الفرق المتضررة في هذا الوقت الثمين والأخير من عمر المباراة عن غيره من فرق الدوري.
وتصدر فريق الرائد قائمة أكثر الفرق المتضررة من الدقائق العشر الأخيرة في عمر المباراة والتي كلفته الإخفاق في سبع مباريات من الجولات الأربع عشرة الماضية، كأكثر الفرق تضرراً حتى الآن حيث كان إخفاقه الأخير من أمام الاتفاق في الجولة الماضية بعدما كان متقدماً بهدفين دون رد حتى الدقيقة 79 التي شهدت أول أهداف الاتفاق قبل أن يعزز أهدافه بثنائية هزاع الهزاع ويخطف نقاط المباراة.
وبالإضافة إلى هذه الإخفاقات فقد تعثر الرائد بالتعادل مرة واحدة من أمام فريق القادسية بعدما كان في طريقه لتحقيق الفوز بهدفين مقابل هدف، قبل أن يسجل القادسية هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة.
وخسر الرائد الذي سجل تراجعاً كبيراً في لائحة ترتيب الدوري، حيث يحتل حالياً المركز الرابع عشر برصيد ثلاث عشرة نقطة، من أمام فرق النصر والأهلي والفيصلي والهلال والباطن والاتفاق والعين، فيما ابتسمت له الدقائق الأخيرة عندما حقق فوزاً وحيدا من أمام فريق الوحدة في الجولة الرابعة وقبلها خطف نقطة التعادل في اللحظات الأخيرة من أمام الشباب في الجولة الثانية.
ويأتي فريق العين في المركز الثاني من حيث الفرق الأكثر تضرراً في الدقائق الأخيرة، حيث خسر العين في خمسة لقاءات خلال الدقائق العشر الأخيرة وكانت أمام فرق الاتفاق والفتح وأبها والنصر والشباب.
وجاء فريقا النصر والباطن في المركز الثالث في قائمة الفرق المتضررة من الدقائق العشر الأخيرة، حيث خسر الثنائي في ثلاث مباريات لكل فريق، وكانت إخفاقات النصر من أمام الشباب والهلال والأهلي، فيما خسر الباطن من أمام النصر والوحدة والاتفاق.
وأخفقت فرق الاتحاد وأبها والوحدة والفتح والفيصلي وضمك بخسارة لمرتين لكل فريق منهما في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة، فيما تعرض الهلال والأهلي والاتفاق والقادسية لخسارة وحيدة حضرت لهما في الدقائق العشر الأخيرة.
ولم يتذوق فريقا الشباب والتعاون الخسارة في الدقائق العشر الأخيرة في المباريات الأربع عشرة الماضية، حيث تعثر الشباب بالتعادل مرتين كانت الأولى أمام الرائد والثانية أمام الهلال في الجولة الحادية عشرة، أما فريق التعاون فقد تعثر بالتعادل لمرة واحدة كانت من أمام الفيصلي في الجولة الأولى.
وعلى صعيد الفرق المستفيدة من دقائق المباريات العشر الأخيرة، فقد جاءت فـرق الشباب والنصر والوحدة في قائمة أكثر الفرق التي حققت انتصارات خلال الدقائق العشر الأخيرة من عمر المباراة وذلك في الجولات الأربع عشرة الماضية بعدما سجلت انتصاراتها في أربع مباريات لكل فريق، حيث نجح الشباب بتحقيق الفوز من أمام النصر والفتح وضمك والعين، فيما نجح النصر بالفوز على الباطن والفيصلي والعين والرائد، أما الوحدة فقد تمكن من تحقيق الانتصار من أمام كل من القادسية والباطن والهلال والاتفاق.
وجاء فريق الاتفاق في المركز الثاني من حيث أكثر الفرق استفادة بتحقيق الفوز في الدقائق العشر الأخيرة، حيث نجح فارس الدهناء بتحقيق الانتصار في ثلاث مباريات كانت من أمام الاتحاد والعين والرائد.
وحققت فرق الهلال والأهلي والاتحاد وأبها والباطن والعين وضمك الفوز في مباراتين لكل منهما خلال الدقائق العشر الأخيرة، فيما اكتفت فـرق الفتح والفيصلي والرائد بتحقيق الفوز مرة واحدة خلال هذه الدقائق الأخيرة، أما فريقا التعاون والقادسية فلم يتذوقا طعم الفوز في هذه الدقائق القاتلة.
وعلى صعيد الفرق التي استفادت بالعودة لأجواء المباراة وخطف نقطة التعادل في اللحظات الأخيرة «الدقائق العشر الأخيرة» من عمر المباراة، فقد تشارك الهلال والقادسية والفيصلي والباطن في صدارة هذه القائمة وذلك بعد نجاحهم بتحقيق التعادل في مباراتين لكل فريق منهما، ونجحت فـرق التعاون والاتحاد والنصر والفتح والرائد بالعودة لأجواء المباراة وخطف التعادل في اللحظات الأخيرة في مباراة واحدة لكل فريق.
وتصدر قائمة هدافي الدقائق العشر الأخيرة في منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان اللاعب البرتغالي فابيو أبرو مهاجم فريق الباطن برصيد ستة أهداف، حيث يحضر أبرو في وصافة قائمة هدافي الدوري إجمالاً برصيد تسعة أهداف منها ستة جاءت في الدقائق العشر الأخيرة حتى في حال كان فريقه متأخراً فإن المهاجم الشاب يضع بصمته في التسجيل.
ويأتي خلفه في قائمة «هدافي الدقائق العشر الأخير» كل من المهاجم السويدي كارلوس ستراندبيرغ مهاجم فريق أبها برصيد أربعة أهداف، حيث يحتل السويدي قائمة هدافي الدوري برصيد عشرة أهداف، ويحضر ثالثا في هذه القائمة كل من صالح الشهري مهاجم فريق الهلال واللاعب الأسترالي ديمتري بتراتوس مهاجم فريق الوحدة بواقع ثلاثة أهداف لكل منهما.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.