كشف تفاصيل عمل لجنة نيابية لإجلاء مغاربة عالقين في سوريا والعراق

وهبي قال إنها ستلتقي عائدين من صفوف «داعش»

كشف تفاصيل عمل لجنة نيابية لإجلاء مغاربة عالقين في سوريا والعراق
TT

كشف تفاصيل عمل لجنة نيابية لإجلاء مغاربة عالقين في سوريا والعراق

كشف تفاصيل عمل لجنة نيابية لإجلاء مغاربة عالقين في سوريا والعراق

كشف النائب عبد اللطيف وهبي، رئيس اللجنة النيابية الاستطلاعية التي شكلها مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان) حول المغاربة العالقين في سوريا والعراق، عن بعض تفاصيل هذا الملف وطريقة عمل اللجنة.
وقال وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في لقاء نظمته «مؤسسة الفقيه التطواني»، في مقرها بسلا، إنه بادر إلى اقتراح تشكيل اللجنة بعدما استقبل سيدة مغربية في مكتبه، أبلغته أن ابنها البالغ من العمر 20 عاما، حكم عليه بالمؤبد في العراق، والتمست منه المساعدة لإعادته للمغرب. كما اطلع على ملفات أخرى لنساء مغربيات قتل أزواجهن، وبقين هناك في سوريا أو العراق مع أبنائهن.
وأضاف وهبي موضحا: «تقدمت بطلب تشكيل لجنة برلمانية استطلاعية مؤقتة لدراسة هذا الملف، فتم قبوله»، مشيرا إلى أن اللجنة استمعت لوزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، الذي قدم للجنة «تصورا واضحا وشاملا» حول الملف. كما استمعت لعائلات العالقين، فيما استمعت أول من أمس «بشكل غير رسمي» لإفادات منظمات دولية تتابع أوضاع العالقين في سوريا والعراق، مثل الصليب الأحمر الدولي، واليونيسيف، ومفوضية شؤون اللاجئين.
ومن المرتقب أن تعقد اللجنة لقاء مع وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ولقاءين مماثلين مع كل من وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية. كما ينتظر أن تستمع اللجنة لـ«عائدين» من العراق وسوريا.
وتابع وهبي: «هذا ملف إنساني فيه أطفال ونساء»، مبرزا أن «هناك حالات لأطفال توفي آباؤهم وبقوا هناك، وهناك حالة لطفلة مصابة في وجهها بشظية خلال انفجار قنبلة، وهناك حالة لزوجة تركت زوجها في المغرب، وسافرت رفقة أبنائها للالتحاق بتنظيم داعش، لكنها قتلت هناك وبقي أبناؤها يتامى». وأوضح أن «ظروف الأطفال العالقين صعبة هناك... وهؤلاء أبناؤنا ولا ذنب لهم».
كما تحدث وهبي أيضا عن حالات معقدة لنساء مغربيات تزوجن مقاتلين أجانب ولهن أبناء، بعقود زواج من «داعش»، غير معترف بها في أي دولة، وقال إن من الحالات الموجودة هناك «فلاحون مغاربة كانوا في العراق فوجدوا أنفسهم مع تنظيم داعش».
وبخصوص النساء الموجودات في بؤر التوتر، قال وهبي إن «منهن نساء مقاتلات، وهناك من تبعن أزواجهن».
وحول منهجية عمل اللجنة النيابية ودورها في حل هذا الملف، قال وهبي إنها ستعد في نهاية أشغالها تقريرا، سيتضمن «توصيات مرفوعة للحكومة»، مضيفا أن هذا الموضوع «مطروح داخل أجهزة الدولة التي اشتغلت عليه بهدوء مع منظمة الصليب الأحمر»، معبرا عن أمله في إيجاد حل لهذه المشكلة.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.