حفتر يهدّد بإسقاط أي طائرة أجنبية تنتهك سيادة ليبيا

جانب من تدريبات الجيش الوطني الليبي في بنغازي (رويترز)
جانب من تدريبات الجيش الوطني الليبي في بنغازي (رويترز)
TT

حفتر يهدّد بإسقاط أي طائرة أجنبية تنتهك سيادة ليبيا

جانب من تدريبات الجيش الوطني الليبي في بنغازي (رويترز)
جانب من تدريبات الجيش الوطني الليبي في بنغازي (رويترز)

حذر المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، من «أي محاولة لانتهاك سيادة الأراضي الليبية»، سواء عبر اختراق المياه الإقليمية أو الحدود البرية للدولة أو الأجواء الوطنية.
وكشف حفتر في بيان أصدره اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسمه، مساء أول من أمس، عن محاولة دخول طائرات أجنبية للأجواء الليبية، دون تنسيق أو إذن مسبق من جهات الاختصاص الليبية المناط بها وضع الترتيبات اللازمة لعبور الطائرات للأجواء الليبية، عبر الخطوط المعروفة دولياً، أو الطيران الاستثنائي، الذي قد يكون طيراناً عسكرياً في مهام محددة، أو عابراً للأجواء الليبية. وهدّد بأن «أي محاولة لاختراق الأجواء الليبية قد يعرض هذه الطائرات لخطر الاعتراض، والتدمير من قبل وسائط الدفاع الجوي».
وقال حفتر، إنه ناقش أمس بمقره مع وفد من الحكومة الإيطالية، برئاسة رئيس الاستخبارات الإيطالية الجنرال جِنّارو ڤيكيوني؛ أوجه التعاون بين ليبيا وإيطاليا، وسبل تعزيز العلاقات بين الطرفين في ملفي مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والإجراءات الواجب اتخاذها من قبل الطرفين لمحاربة هذه الآفات والحد منها.
ونقل عن الوفد الإيطالي تأكيده دعم بلاده الكامل استقرار ليبيا، ودعم العملية السياسية؛ تمهيداً لإجراء انتخابات في نهاية هذا العام، مؤكداً دعم جهود اللجنة العسكرية (5+5)، وتوحيد المؤسسات في ليبيا، والجهود التي ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة. ومن جانبه، أشاد حفتر بجهود إيطاليا للوقوف إلى جانب الشعب الليبي في حربه ضد الإرهاب، ودعم استقراره سياسياً واقتصادياً.
كما التقى حفتر وفداً من أعيان قبيلة ورفلة، الذي أكد وقوفه بكامل تركيبته خلف قيادة الجيش في حربها ضد «أعداء الوطن»، والذي أشاد بجهود الجيش الوطني لتحقيق السلام، وتوحيد المؤسسات في البلاد، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
بدوره، قال السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إنه ناقش مع عماد السائح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، أول من أمس، الدعم الأميركي، في وقت تستعد فيه ليبيا لإجراء انتخابات وطنية في 24 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفقاً لاتفاق منتدى الحوار السياسي الليبي الذي تيسره الأمم المتحدة.
وفي إشارة إلى إعادة التأكيد على الانتقال الديمقراطي للسلطة في الولايات المتحدة، جدّد نورلاند التأكيد في بيان، أصدره أمس، على الشراكة الأميركية مع المفوضية، وقال إنها تضطلع بولايتها غير السياسية للسماح لليبيين بممارسة حقهم السيادي في اختيار قادتهم، من خلال انتخابات نزيهة وشفافة.
وبعدما رحب بالجهود الحقيقية من خلال منتدى الحوار السياسي الليبي، لحل المسائل الدستورية العالقة منذ زمن طويل، والمتعلقة بالانتخابات، أضاف نورلاند «نحن واثقون بأن هذه الجهود ستلبي إرادة الشعب الليبي، شرقاً وغرباً وجنوباً، لتحسين حياتهم من خلال تشكيل سلطة تنفيذية مؤقتة موحدة، من شأنها توفير حكم أفضل، والاستعداد لانتخابات وطنية ناجحة في ديسمبر (كانون الأول)».
إلى ذلك، زار وفد من شركة «هافلسان» التركية للتكنولوجيا الدفاعية، العاصمة طرابلس، بدعوة من صلاح النمروش، وزير الدفاع بحكومة الوفاق، حيث ناقشا قضايا التعاون المشترك مع الشركة العامة للإلكترونات في ليبيا، بحضور شخصيات رفيعة المستوى من وزارة الدفاع.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مسؤولين في الشركة التركية، أنهم حصلوا خلال الاجتماع على معلومات حول احتياجات ليبيا الملحة في مجال الدفاع؛ تمهيداً للبدء بالأعمال اللازمة لتلبية الاحتياجات الليبية، بالتعاون مع الشركات المحلية.
في سياق متصل، تتواصل اليوم بالمغرب اجتماعات ممثلين لمجلسي النواب والدولة لبحث ملف اختيار المناصب السيادية، في إطار اللجنة المعروفة باسم (13+13).‎



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.