نجمة «ميشلان» لمطعم «فيغن» للمرة الأولى في فرنسا

الدليل صدر رغم الظروف متعاطفاً مع الطهاة

الشيف ألكسندر ماتسيا يحصل على «3 نجوم» بمطعم «أ.م» في مارسيليا (رويترز)
الشيف ألكسندر ماتسيا يحصل على «3 نجوم» بمطعم «أ.م» في مارسيليا (رويترز)
TT

نجمة «ميشلان» لمطعم «فيغن» للمرة الأولى في فرنسا

الشيف ألكسندر ماتسيا يحصل على «3 نجوم» بمطعم «أ.م» في مارسيليا (رويترز)
الشيف ألكسندر ماتسيا يحصل على «3 نجوم» بمطعم «أ.م» في مارسيليا (رويترز)

العام الماضي لم يكن عادياً بالنسبة لكثير من القطاعات والأشغال؛ لا سيما قطاع الضيافة الممثل في الفنادق والمطاعم، بالتالي عانى الطهاة بشكل كبير بعدما أجبرهم فيروس «كورونا» على إقفال أبواب مطاعمهم وتغيير أسلوب عملهم للبقاء صامدين في وجه الزلزال الاقتصادي العالمي.
في نهاية كل عام ينتظر الطهاة حول العالم وبفارغ الصبر صدور «دليل ميشلان» الذي يكرم جهودهم ويمنحهم نجوم العالمية والنجاح ويجعلهم يعملون بجهد متواصل؛ لأنه يملك السلطة في تجريد الطاهي أو المطعم من نجومه مهما علا شأنه، إلا إنه في هذا العام كان الوضع مختلفاً واستثنائياً؛ فأُلغي إصدار أكثر من دليل للطعام شبيه بـ«ميشلان»؛ إلا إن هذا الأخير حرص على إصدار نسخته في فرنسا منذ يومين بانتظار إصدار النسخة البريطانية في 25 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وتماشياً مع الظروف المأساوية الراهنة وحفاظاً على جهود الطهاة، تعهد «دليل ميشلان» الفرنسي بعدم خفض تصنيف الطهاة الحائزين على 3 نجوم، ولأول مرة في تاريخه بفرنسا يمنح الدليل «نجمة» لمطعم يقدم الطعام الـ«فيغن».
المطاعم في فرنسا لا تزال مقفلة؛ مثل كثير من أمثالها في دول أوروبية أخرى، ويخشى طهاة كثر إبقاء السلطات الفرنسية المطاعم مغلقة لأسابيع إضافية؛ إن لم يكن لأشهر، بعد إغلاق عام أوّل في الربيع الماضي وفرض تدابير مشابهة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال القائم على «دليل ميشلان للتميز»، غويندال بولينيك، إثر بث مباشر عبر «فيسبوك» من مطعم «جول فيرن» (الحائز نجمة واحدة) في الطبقة الثانية من برج «إيفل» في باريس، إن الطهاة «يستحقون عن جدارة التكريم هذا العام».
فتوج «دليل ميشلان - 2021» مطعم «أ.م» الواقع في مدينة مرسيليا الساحلية بتصنيف «3 نجوم»، ويملك هذا المطعم الطاهي ألكسندر ماتسيا، وهو لاعب كرة سلة محترف سابقاً مولود في جمهورية الكونغو، وهو الطاهي الوحيد الذي حصل هذا العام على التصنيف الأعلى بقطاع المطاعم في فرنسا.
وبذلك يمكن القول إن فرنسا تتهيأ لكي تستعيد مكانتها وبريقها لتكون من جديد الدولة التي تضم النسبة الكبرى من المطاعم الحاصلة على «نجوم ميشلان»، واليوم باتت فرنسا، بما في ذلك موناكو، تضم 30 مطعماً من فئة «3 نجوم»؛ أي أكثر من أي بلد آخر.
وحصد مطعم «أ م»؛ بفضل أطباقه المميزة التي تمزج بين مكونات غير تقليدية، مثل فشّار الطحالب، والسمك المدخن بالشوكولاته، وشراب التوت مع الهريسة، إعجاب النقاد منذ افتتاحه في منطقة سكنية بالمدينة الساحلية المتوسطية في 2014.
وأضاف بولينيك: «إنها مناسبة لتسليط الضوء على كل هذه المواهب، وتشجيعهم، وإبقاء رواد المطاعم متحمسين» بانتظار انتهاء الأزمة. وأشار إلى أن الدليل الجديد لم يسحب سوى عدد قليل من النجوم، من المطاعم التي أغلقت أبوابها أو غيّرت مفهوم تناول الطعام لديها.
وأرغمت تدابير التباعد الاجتماعي «دليل ميشلان» على إلغاء الاحتفال الباذخ الذي كان ينوي إقامته في مدينة كونياك جنوب غربي فرنسا، للمرة الأولى خارج باريس.
وقال بولينيك لوكالة الصحافة الفرنسية عن مطعم «أ.م»: «هذا المطعم ينقلك إلى مكان آخر. هو فريد من نوعه ومميز بكل المقاييس».
يذكر أن ماتسيا تأثر جداً بسماع هذا النبأ، إلى حد أنه لم يتوقف عن البكاء؛ والسبب هو أن نجاحه يعدّ ساحقاً في ظل الصعوبات التي مر بها هذا القطاع ولا يزال يعاني منها إلى أجل غير مسمى.
كذلك رفع الدليل تصنيف مطعمين إلى «نجمتين»، هما: «مارسان» في باريس، و«لا ميريز» في منطقة الألزاس قرب ستراسبورغ، فيما حصل 54 مطعماً على «نجمة» أولى.
ويشهد مشهد الطعام في العالم انتشارا غير مسبوق للطعام الـ«فيغن»، وتماشياً مع الإقبال والذوق العام، منح الدليل، ولأول مرة، نجمة للشيف كلير فاليه عن مطعمها «ONA» الواقع بالقرب من مدينة بوردو.
ومن الملاحظ في السنوات القليلة الماضية تقليل الطهاة في فرنسا من استخدمهم اللحم في أطباقهم، مما يعدّ نقلة نوعية وثورة حقيقية في المطبخ الفرنسي الذي يعول كثيراً على اللحوم بجميع أصنافها.
وعلقت الطاهية فاليه على خبر حصولها على «أول نجمة» من نوعها في تاريخ المطبخ الفرنسي بالقول: «أنا والطهاة مثلي نريد أن نظهر أنه يمكنك أن تتمتع بالأكل بشكل مختلف». وعن اسم المطعم؛ تقول فاليه إنه يرمز إلى ما لا يقدمه؛ أي اللحم، ويعني «Origine non animale»؛ أي «مصدر غير حيواني». المطعم «فيغن» ليس فقط من حيث الطعام؛ إنما أيضاً من ناحية الديكور، فهو خال من الجلد والصوف.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يمنح فيها «دليل ميشلان» نجمة لمطعم «فيغن»، فقد أعطاها في السابق لمطاعم بالولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا، إلا إنها المرة الأولى في فرنسا.
وكان «الدليل» متعاطفاً جداً مع المطاعم هذا العام، فكما ذكرنا سابقاً فهو لم يقلص نجوم المطاعم الحاصلة على «3 نجوم» من قبل؛ لا بل منح 54 مطعماً نجمة جديدة في فرنسا، من بينها «L›observatoire du Gabriel» في بوردو، و«Bouards St - Emilion». وحازت الطاهية الفرنسية العالمية إيلين داروز على نجمة ثانية لمطعمها «Marsan»، وحصل أيضاً مطعم «La Merise» على نجمته الثانية أيضاً في الألزاس.

قصة الدليل

> قصة «دليل ميشلان (Le Guide Michelin)» بدأت عام 1900 مع آندريه ميشلان، حينذاك كان الدليل مختصاً في إطارات السيارات التي تصنعها الشركة، وفي عام 1920 قرر ميشلان أن ينشر دليلاً للمطاعم يساعد سائقي السيارات على طرقات فرنسا السريعة في إيجاد أماكن يتناولون فيها الطعام، واعتمد على حفنة من الذواقة الذين كانوا يقومون بمهمة تقييم المطاعم وإعطاء آرائهم بصراحة، وهكذا تحول الدليل إلى كتاب يحلم الطهاة والفنادق بأن يكونوا من بين المحظوظين المذكورين فيه.
في عام 1926 نشر الدليل أول ملصق يتعلق بمعايير النوعية والخدمات في المطاعم الفرنسية، وفي عام 1931 أعطيت «النجمة الحمراء الأولى» لمن يستحقها من الطهاة الذين نجحوا في جذب انتباه المبتعثين من «دليل ميشلان» لمهاراتهم ومحافظتهم على الأساليب العريقة في الطهي الفرنسي.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.