الإفراط في تناول الطعام ظاهرة تتفاقم لدى اللبناني

تتحول عادة تناول الطعام بكميات كبيرة يوماً بعد يوم في فترة الحجر الذي يمضيها اللبناني منذ نحو 10 أيام مشكلة تقلقه وتطرح عنده أسئلة كثيرة. فهل هو يتجه للوقوع بمشكلة السمنة؟ وهل يستطيع التوقف عن هذه العادة بعد الحجر؟
فمنذ بدء تطبيق منع التجول في لبنان في 14 الحالي لم يجد اللبناني أمامه سوى هواية تناول الطعام كعنصر تسلية.
وبعد أن كانت ربة المنزل الوحيدة بين أفراد العائلة تمضي وقتها الأطول في المطبخ، جاءت فترة الحجر لتكسر هذه القاعدة. فالأولاد كما الزوج أيضاً لا يكفون عن دخوله وفتح باب الثلاجة بين فينة وأخرى.
وتشكل رقائق البطاطا والمكسرات والحلويات أبرز المأكولات المتناولة في فترة الحجر. وهذه الأطعمة المشبعة بالدهون يتخللها بين وقت وآخر تناول ساندويشات وأطباق دسمة تشعرهم بالشبع الموقت.
وحسب اختصاصية التغذية هدى أردكاني معماري فإنّ اللبناني يتجه إلى الوقوع في مشكلة صحية كبيرة وهي السمنة. وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «في حال بقي اللبناني على هذا المنوال من دون الإكثار من ممارسة الرياضة والحركة الدائمة، فهو لا شك سيقع في هذه المعضلة». وتتابع: «عامل السمنة لا يرتبط فقط بكمية الطعام التي نتناولها بل يتأثر أيضاً بفعل الجينة الوراثية وأمراض أخرى يعاني منها البعض كالسكري. ومن يتنبه لنظامه الغذائي ويكثر من الحركة وتناول الخضراوات والفواكه بكميات معقولة، فهو لن يواجه مشكلة. وبذلك علينا استبدال الـ«شيبس» والشوكولاته والمكسرات بشرائح الخيار وأوراق الخس وحبتين من الفواكه. عندها سنكون بمأمن من الوقوع في السمنة التي باعتقادي ستصيب نحو 20 في المائة من اللبنانيين في المستقبل القريب».
ويدخل «الدلفيري» بشكل أساسي في تفاقم مشكلة تناول الطعام لدى اللبناني. فهي الخدمة الوحيدة المتاحة له أثناء فترة الحجر وتؤمن له جهوزية سريعة لحضور الطبق إلى بابه. ويشير أنيس عامل دليفري لمطعم في بيروت «أن نسبة طلبات الزبائن في فترة الحجر تضاعفت بشكل هستيري. وأنه أحياناً يعود بطلبية جديدة إلى نفس العنوان أكثر من مرة واحدة في اليوم». ويؤكد في حديثه: «إننا نقدم أطباقاً وساندويتشات منوعة في المطعم إضافة إلى حلويات خفيفة. وبين اللبنانيين من يحسب حساب توقف هذه الخدمة عند الخامسة بعد الظهر ليوصي بأطباق إضافية يتناولها بعد هذا الوقت».
وتبدي أمل، وهي في العقد السابع من عمرها قلقها من تناول الطعام بشكل دائم في فترة الحجر وتعلّق: «أعتقد أنّها أكثر مرة في حياتي أكل هذه الكميات من الطعام. حتى أنني لا أخرج من المطبخ إلا لمتابعة مسلسل تلفزيوني. فالأمر يزعجني واتصلت باختصاصية تغذية لتمدني بالنصائح اللازمة للحفاظ على وزني الطبيعي».
وحسب معماري فإنّ المصابين بعدوى «كورونا»، وحدهم من لا يجب أن يتأنوا في أسلوب غذائهم اليومي. «إنّهم معرضون أكثر من غيرهم لخسارة في الوزن. ولذلك وجب عليهم تناول أطعمة مغذية يستطيعون معها محاربة العدوى بأقل وقت ممكن». وهي تشير إلى أنّ نسبة السعرات الحرارية التي يجب أن يتناولها الرجال عادة في اليوم الواحد لا يجوز أن تتجاوز الـ2000 سعرة فيما تختلف لدى النساء بحيث لا يجب أن تفوق 1200 سعرة حرارية. وتختم: «التقليل من تناول الطعام يمكنه أن يولّد مشكلة في الميزان الغذائي وفي عملية حرق الدهون. «لذلك علينا تناول الطعام باتزان مع ممارسة الحركة، فهي الحل الأفضل لتفادي الوقوع في مشكلات صحية عند انتهاء فترة الحجر التي لا نعرف كم ستطول. ومن شعر بزيادة وزن تتراوح بين 3 و4 كيلوغرامات في هذه الفترة عليه التنبه للأمر والتقليل من كميات الطعام. فبعد زمن (كورونا) سنعود إلى إيقاع حياتنا الروتيني وتختفي هذه المشكلات في حال كانت معالجتها سريعة وممكنة وغير معقدة».