الطيار الذي حظي بعفو ترمب مخطط الهجوم على مفاعلي العراق وسوريا

ابيئام سيلع الإسرائيلي الذي عفا عنه ترمب أمس
ابيئام سيلع الإسرائيلي الذي عفا عنه ترمب أمس
TT

الطيار الذي حظي بعفو ترمب مخطط الهجوم على مفاعلي العراق وسوريا

ابيئام سيلع الإسرائيلي الذي عفا عنه ترمب أمس
ابيئام سيلع الإسرائيلي الذي عفا عنه ترمب أمس

بالإضافة إلى كونه الضابط الذي قام بتوظيف الجاسوس الإسرائيلي في الجيش الأميركي، جوناثان بولارد، يعتبر أبيئام سيلع، الذي حظي بعفو من الرئيس دونالد ترمب، أمس، أحد كبار الطيارين في سلاح الجو الإسرائيلي الذي شارك في تخطيط وتنفيذ الهجوم الذي دمر المفاعل النووي العراقي سنة 1981. وفي الوقت نفسه، تحيط بقصته الكثير من الغرائب.
وقد كشف النقاب في تل أبيب، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد تدخل لدى ترمب لإصدار هذا العفو، كما تدخل السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان. وأكد ترمب أنه يصدر هذا العفو لأن الحكومة الإسرائيلية اعتذرت في حينه عن عملية التجسس. والمعروف أن سيلع، كان ضابطاً كبيراً في سلاح الجو الإسرائيلي وتم إرساله إلى كلية عسكرية في الولايات المتحدة، أواسط الثمانينيات. وقد توجه إليه جوناثان بولارد، وعرض عليه وثائق عدة عن الجيوش العربية وعن الأسلحة التي يمتلكها العرب، وعن قوات منظمة التحرير الفلسطينية في تونس وغيرها. فأوصله سيلع بمسؤول في الموساد، هو رافي إيتان، وظل سيلع ينقل الرسائل بينهما نحو السنتين. وعندما اعتقل بولارد، هرب سيلع من الولايات المتحدة إلى إسرائيل بأمر من إيتان.
وكان يفترض أن تقوم إسرائيل بتسليم إيتان وسيلع، وعدد آخر من المسؤولين ارتبطوا ببولارد، لكن وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت، جورج شولتس، أقنع سلطات القضاء بأن يلملموا القضية بأقل ما يمكن من ضرر. وعلل موقفه يومها بضرورة إبقاء إسرائيل دولة حليفة تحتاجها الولايات المتحدة استراتيجياً. وأبدى اقتناعاً ما، بأن تجسس بولارد هو «نوع من الجاسوسية الصديقة»، أي التي لا تضر بالولايات المتحدة وفي الوقت نفسه تفيد إسرائيل ضد أعدائها، الذين هم أيضاً أعداء أميركا.
وكان الاتجاه هو أن يتم الحكم على بولارد بالسجن 6 - 7 سنوات وتغلق الملفات جميعها. إلا أن الجيش الإسرائيلي قرر في ذلك الوقت ترقية سيلع إلى درجة عميد وتعيينه قائداً لأكبر القواعد العسكرية، تمهيداً لتعيينه قائداً لسلاح الجو. وحسب بولارد، فإن هذا القرار تسبب بغضب شديد في الإدارة الأميركية، انعكس على القضاة فحكموا عليه بالسجن المؤيد. وهددت وزارة الدفاع الأميركية، يومذاك، بقطع أي علاقة مع سلاح الطيران الإسرائيلي، وطالبت بفصل سيلع من الجيش. واضطرت قيادة الجيش الإسرائيلي إلى التراجع وسرحت سيلع من الخدمة العسكرية. وقررت الإدارة الأميركية منع دخول سيلع وإيتان، الأراضي الأميركية إلى الأبد. وأبقت ملف المحكمة ضدهما مفتوحاً.
وتوجه سيلع إلى المجال المدني الاقتصادي ودرس في الجامعة ونال شهادة الدكتوراه في موضوع عسكري، كما أصبح رجل أعمال، ولكن الأميركيين كانوا يبطلون أي صفقة تجارية مع شركة من شركاته، أو من الشركات التي عمل فيها مستشاراً. وهو اليوم رجل أعمال كبير ومحاضر مطلوب في الشؤون الاستراتيجية. ويحظى بتقدير كبير في إسرائيل بسبب ماضيه العسكري، إذ يعتبر أحد مخططي الغارات الإسرائيلية على المفاعل النووي في العراق، وشارك بصفته طياراً في هذا الهجوم. ويعتبر أحد مخترعي عملية التزود بالوقود خلال الطيران. وساهم في التخطيط لتدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور سنة 2008.
وحسب مصادر إسرائيلية، فإن سيلع حاول الحصول على عفو من رؤساء أميركيين آخرين سابقين، مؤكداً أنه شخصياً لم يلعب دوراً مركزياً في التجسس، إنما كان مجرد «بوسطجي». وأنه اجتمع في حينه مع مندوب شخصي عن الوزير شولتس، وقدم له الرواية الحقيقية التي توضح كل شيء عن تجسس بولارد. لكن هذا لم يسعفه. ترمب فقط تفهم طلبه وأصدر عنه العفو.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.