المغرب يشدد إجراءاته عقب إصابة بالسلالة البريطانية

العثماني يشرح في البرلمان أسباب تأخر وصول اللقاح

العماني متحدثاً في البرلمان (التلفزيون المغربي)
العماني متحدثاً في البرلمان (التلفزيون المغربي)
TT

المغرب يشدد إجراءاته عقب إصابة بالسلالة البريطانية

العماني متحدثاً في البرلمان (التلفزيون المغربي)
العماني متحدثاً في البرلمان (التلفزيون المغربي)

بينما قررت السلطات المغربية منع الطائرات والمسافرين القادمين من أستراليا والبرازيل وآيرلندا ونيوزيلندا، من ولوج التراب المغربي ابتداء من مساء أول من أمس (الاثنين) حتى إشعار آخر، قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أمس (الثلاثاء)، خلال جلسة مساءلة في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، إن سبب تأخر وصول اللقاح إلى المغرب يعود إلى «القدرة الإنتاجية المحدودة للقاح في العالم» مقابل حجم «الطلب الكبير».
وتنضاف الدول الأربع بذلك إلى كل من جنوب أفريقيا والدنمارك والمملكة المتحدة المعنية سلفاً بالإجراء ذاته. ويأتي قرار السلطات بعد إعلان وزارة الصحة عن رصد إصابة حالة مؤكدة بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا المستجد، التي تم اكتشافها في المملكة المتحدة. وجرى اكتشاف هذه الحالة في ميناء طنجة المتوسط (شمال المغرب) لدى مواطن مغربي قادم من آيرلندا على متن باخرة قادمة من مارسيليا.
في السياق ذاته، أعلنت السلطات المغربية، تمديد فترة العمل بالإجراءات الاحترازية التي جرى إقرارها يوم 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتم تمديدها في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي، مدة أسبوعين إضافيين. وأوضح بيان للحكومة صدر أمس أن هذا القرار يأتي «إثر التطور الوبائي لفيروس كورونا على الصعيد العالمي وذلك بظهور سلالات جديدة من هذا الفيروس في بعض الدول المجاورة»، وسعيا إلى «تطويق رقعة انتشاره والحد من انعكاساته السلبية».
وتتمثل الإجراءات التي تم اتخاذها وأعلن عن تمديد فترة العمل بها لمدة أسبوعين إضافيين، ابتداء من أمس في إغلاق المطاعم والمقاهي والمتاجر والمحلات التجارية الكبرى على الساعة الثامنة مساء، وحظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني يوميا من الساعة التاسعة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة ومنع الحفلات والتجمعات العامة أو الخاصة.
وسجل المغرب أول من أمس 473 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، و35 حالة وفاة، ليترفع عدد المصابين منذ ظهور الوباء في بداية مارس 2020 إلى 460 ألفا و144 إصابة، و7977 حالة وفاة. بينما وصل عدد الحالات النشطة 16 ألفا و481.
يأتي ذلك في وقت يشهد المغرب جدلا حول تأخر وصول أولى جرعات اللقاحات بعدما أبرمت السلطات اتفاقيتين لاقتناء 65 مليون جرعة من شركتي أسترازينيكا البريطانية، وسينوفارم الصينية.
في غضون ذلك، عبر المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة (معارضة) عن قلقه من «غياب تواصل الحكومة في موضوع التأخر الحاصل على مستوى عملية التلقيح»، وعدم سعيها إلى «توضيح وتبديد الالتباس الحاصل لدى المواطنات والمواطنين في جميع الجوانب المرتبطة بهذا اللقاح»، معتبرة أن ما يقع يعكس «الارتباك والغموض».
وحذر بيان للمكتب السياسي للحزب، صدر مساء أول من أمس، من تداعيات الجائحة على القطاع السياحي الذي بات يعاني من «الأزمة والإفلاس» ترتب عنه «تراجع حاد في مداخيل العملة الصعبة»، وأدى إلى «إعلان المستثمرين إفلاس القطاع»، وفقدان مئات الآلاف من مناصب الشغل.
في سياق ذلك، عزا رئيس الحكومة سبب تأخر وصول اللقاح إلى بلاده إلى «القدرة الإنتاجية المحدودة للقاح في العالم» مقابل حجم «الطلب الكبير». وذكر العثماني أنه رغم تطوير اللقاحات في وقت قياسي، فإن الشركات المصنعة تسارع الزمن لتلبية الطلب العالمي الذي يصل إلى 10 مليارات جرعة. وقال: «من الطبيعي أن تقوم الدول المطورة للقاحات باقتناء أولى الجرعات المنتجة لنفسها»، لكنه أشار إلى أن «البعض لجأ إلى المضاربة من أجل شراء اللقاحات بأسعار تتجاوز ضعفها بخمس مرات أو أكثر». وقال: «هذه ظروف ندرة عالمية تشكو منها جل الدول». وشدد العثماني على القول إن المغرب على أتم الاستعداد لإنجاح عملية التلقيح. وأضاف «ستُعطى الانطلاقة الرسمية للحملة بمجرد توصلنا للقاحات»، مشيرا إلى أن الجهات المختصة تتابع يوميا الموضوع مع المزودين.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.